أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

طوفان الأقصى، يوم القيامة الموعود

طوفان الأقصى، يوم القيامة الموعود

إلى المرابطين في غزة هاشم، إلى الذين رسموا معالم الذل والهزيمة والإنكسار على وجوه قادة الكيان وأذنابهم، إلى رجال القسام وسرايا القدس ولجان المقاومة الشعبية وكل فصائل المقاومة، رفعتم رؤوسنا حين مرغتم وجوه الغزاة في تراب الأرض المغتصبة، طوبى لكم أيها الأحرار وأنتم تكتبون تاريخا جديدا لهذه الأمة التي لولاكم لقلنا إنها أمة لا حياة ولا حياء فيها، ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده والكيان المسعور الذي يرد بخسته وجبنه المعهودين بقصف المستشفيات والمدارس والمخيمات يدرك أنه يسير أو يقاد إلى حتفه كما تقاد الشاة على يد القصاب، إنها النهاية، يرونها بعيدة ونراها على أياديكم أقرب إلينا من حبل الوريد، أنتم أجيال ما بعد الركام، أنتم الذين توهم قادة الكيان أنكم ستنسون حين يموت جيل النكبة، تعلنونها عالية مدوية أن الثأر لا تبهت شعلته في الضلوع وإن توالت عليها الفصول، تحية إجلال وإكبار لكم رجال الله، وإن النصر لصبر ساعة.
صولاتكم وجولاتكم في هذا اليوم المشهود وأنتم تخرجون لأعدائكم برا وبحرا وجوا توجَهُ حصرا لأبالسة المطبعين، للمهزومين الذين نشروا ثقافة الإحباط واليأس وأرادوا وصم المرحلة بمسيرة التطبيع، لأولئك الذين توهموا أنهم قد باعوا أم القضايا ولم يبيعوا سوى أنفسهم بأبخس الأثمان، للذين تمترسوا في الجانب الآخر من المواجه وفاتهم أن الله يأبى إلا أن يتم نوره على المجاهدين في فلسطين، لم يدر في خلد جماعة الإتفاقات الإبراهيمية في أسوء كوابيسهم أن تفتح النار على –عجلهم المقدس- من كل جانب، ما قدمتموه في سويعات الموقعة الكبرى سيغير تاريخ المنطقة ويكتب بداية نهاية آخر ما تبقى من قواعد الاحتلال ونسأل الله أن يأتي المدد من جنوب لبنان والضفة والداخل ليخفف وطأة الهجمة الإرهابية الصهيونية القادمة حتما بدعم غربي عربي غير محدود، وإن كان الأمل بمدد من سلطة أوسلو أشبه بانتظار مواعيد عرقوب وما مواعيده إلا الأباطيل.
إلى المرابطين في غزة هاشم، يقينا تدركون أنكم أمام عدو بلا أخلاق، يستهدف الرضيع والشيخ قبل المقاوم ويستهدف الشجر والمشفى قبل الحصن، وسيارة الإسعاف قبل المدرعة دافعه في ذلك الجبن وإنعدام أخلاق الفرسان، لكن الحياة ليست سوى وقفة عز وأنتم وأهلكم الأعز، ونستحضر ما قاله سعدالدين الشاذلي صانع أكتوبر آخر هو أكتوبر 73 بأن جندي الاحتلال هلوع رعديد وجلٌ أثناء المواجهة المباشرة، بث الله الرعب في قلبه من الرجال والماجدات ولا يستأسد إلا خلف حصن أو في جوف مدرعة أو مقاتلة، إن جيش العدو كما قال إعلامنا الخانع الخائن المطبع جيش لا يُهزم ذلك أن النصر أو الهزيمة قدر المحارب، إنما هو جيش يُسحق ويداس و-يفطس- كما تفطس جرذان الأوبئة والكوارث، قدر المقاومة أن تنتصر وقدر فلسطين أن تتحرر لا على حدود ما يسمى 67 ولا حتى 48 وإنما من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، من الجليل إلى غزة وقدر الصهاينة أن يغربوا كما غرب الاحتلال الإستيطاني من الجزائر، يحاربهم هذا الجيل وسيحاربهم الجيل القادم والأجيال التي تليه حتى لا يبقى الكيان ولو رمزا في قرية نائية بالنقب.
الحقوق لا تطلب ولا تستجدى وإنما تنتزع إنتزاعا من بين فكي إحتلال إستيطاني غاشم متعطش للدم، والثأر يسترد ولايسقط بالتقادم،
وإنكم في فلسطين قد وضعتم أقدامكم على طريق الخلاص والتحرر، على أن تتحرك الضفة وتتحرر من براثن –التنسيق الأمني- وهو المرجعية الأولى للتطبيع العربي الرجعي، وإن إختارت سلطة عباس الإستمرار في سياسة التخابر مع العدو بعد السابع من أكتوبر المجيد فإنها تضع نفسها أو ترسم موقعها في الخندق الذي إختارته منذ عقود، خندق إبن العلقمي والكولونيل بن داود والجلبي وعلاوي وتؤكد إنفصالها عن الشارع وأنها ليست سوى سلطة محلية لا تقوم إلا تحت حراب الاحتلال ولا تدين بإستمراريتها إلا له، سلطة مكبلة تخشى حتى من التنديد بعمليات تهويد الضفة وإقتحامات الأقصى والإعتداء على المصلين.
ولملوك العرب رسالة مفادها أن الصمت خيانة والمساواة بين الجلاد والضحية خسة ونذالة، بياناتكم إذا ما إستثنينا البيان التونسي حصرا تراوح بين تبرير للعدوان القادم أو حفظ خجول لماء الوجه.

وفي الختام نقول ما قال شهيد الحج، فارس بغداد الخالد في قلوب الأحرار، الله أكبر،عاشت فلسطين، عاشت أمتنا العربية المجيدة
وليخسأ الخاسئون

[email protected]
سفيان بن مصطفى بنحسين
تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى