أحوال عربية

النكبة حكاية ألم فلسطيني

ا. سامي السيد مفوض اللجنة الاعلامية في اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج
النكبة تاريخٌ ممزوج بالألم والحسرة يستوطن عقل ووجدان كلّ فلسطيني وعربي، خاصةً أولئك الذين عاشوا أحداث النكبة وجربوا مرارة الشعور بأن يفقد الإنسان وطنه في لحظة غدرٍ من كيانٍ جاء ليسلب حقوق شعبٍ آخر؛ ولهذا سيظلّ يوم النكبة بمثابة التاريخ الذي يقصم القلب حتى يتمكن العرب والفلسطينيون من استعادة أرضهم. منحت النكبة للعدوّ حقًا لا يَملكه فاحتل الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية، وهجروا أهلها وبتسهيلات من بريطانيا الإستعمارية ، وارتقى كثير من الشهداء من أبناء فلسطين وهم يُدافعون عن أرضهم وحقهم، فوقف معظم العالم صامتًا أمام الجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني الظالم في حق أبناء فلسطين، إذ أصبحت فلسطين محتلةً مسلوبةَ الحرية، وذلك يجعل حياة الفلسطينيين مأساةً متجددةً لا تنتهي، تبدأ مع كلّ صباح وتتجدد مع طلعة كل شمس. النكبة ليست مجرد خسارة عادية لأرض فلسطين، بل هي حكاية لألمٍ لا يزول وجرحٍ لم يُشفَ، يتحمل ألمه الفلسطينيون في كل لحظة؛ لأنّهم ذاقوا كل معاني الأسى وهُم يُشاهدون بيوتهم تُهدم وأراضهم تُسلب ومزارعهم مستباحة، كما استبيحت المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وأصبحت في يد الاحتلال الظالم الذي يُمارس استبداده وتوسعه الاستيطاني يوميًا، فالفلسطينيون لا يعرفون طعم الراحة أبدًا وهُم يرون بلادهم في أيدي المجرمين.

إن عام 1948 هو عام النكبة والهجرة والعام الذي أصبح فيه الفلسطينيون يُعانون من اللجوء إلى الدول المجاورة، فتفرقت العائلات الكبيرة وضاعت الأراضي وأصبحوا في الشتات وانقطعت أخبار الكثير منهم وضاعت هُوياتهم وأراضيهم، وتمكّن الإسرائيليون من تنفيذ مخططهم الإجرامي في حق فلسطين، وأصابونا جميعًا بالقهر على الحال الذي أوصل أهلنا في فلسطين الحبيبة إلى ما هُم عليه.

لم يزل الكثير من أبناء فلسطين الذين هُجروا قسرًا من بيوتهم التي دُمرت يحتفظون بمفاتيحها، ولا زلنا نستمع إلى حكايات الآباء والأجداد عن تلك الفترة الصعبة على جميع العرب والفلسطينيين، فنحن جزءٌ من الأمة العربية الإسلامية وستظلّ فلسطين قضيتنا دومًا التي نسعى لأجلّ حلّها والعودة إلى ما كانت عليه قبل النكبة. النكبة الفلسطينية هي نكبتنا جميعًا، ومصيرنا البائس الذي سَرق منا الحرية والهُوية، وواجبنا أن نفعل أيّ شيء مقابل استعادة حقوقنا في الأراضي الفلسطينية، وعلى الرغم من الشهداء الذين يدفعون من دمائهم ثمنًا لاستعادة حرية فلسطين إلا أنّ هذا لا يُعفينا من المسؤولية تجاهها، هي قضيتنا جميعًا التي لا تنازل عنها أبدًا.
وسنبقى نناضل حتى تحرير كامل أراضينا وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى