الجزائر ستكون منتصرة

زكرياء حبيبي

جنبت الانتخابات الرئاسية السابقة التي أقيمت شهر ديسمبر/كانون الأول 2019 السيناريو الأسوأ في البلاد، وكانت حاسمة بحكم الأمر الواقع.

إن انتخابات ديسمبر 2019، وهي أول منافسة انتخابية رئاسية حرة وشفافة في تاريخ الجزائر، فاز بها مرشح التغيير، الذي نال احترام وتقدير وثقة المواطنين، ولا سيما الفئات ذات الدخل الضعيف التي كانت مهمشة، والشباب الذين كان يعاني بحثا عن مستقبل أفضل.

وللفوز بهذه الانتخابات التي لا مثيل لها، كان لا بد من إحداث الفارق مع خصومه، فالمرشح الحر عبد المجيد تبون، بخبرته الكبيرة وحكمته ومواقفه العلنية في وجه الأوليغارشية، وكان النجاح حليفه، بعد حملة مؤلمة للغاية، حيث جميع الضربات كان مسموح بها أو حتى “مرخصة وتم العمل بها” ضد شخصه.

ومن خلال برنامجه الذي كشف عنه من خلال 54 التزامًا مكتوبًا، وبُعد نظرته، ومشروعه للجزائر الجديدة، فقد نال إعجاب ملايين الجزائريين، الذين كانوا مُحبطين بسبب أكثر من عقدين من الانحراف السياسي والنهب، ونتيجة لذلك، نجح في دحر مرشح الأوليغارشية المفترسة وبعض القوى الأجنبية التي كانت تشكل خطراً على البلاد.

وبعد خمس سنوات، يفعل الرئيس تبون ذلك مرة أخرى من خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2024.

من الواضح أن الحملتين مختلفتان، ومن الواضح أن سياق عام 2024 ليس سياق عام 2019. أولاً، إنه الرئيس المنتهية عهدته، الذي ترك بصمته بقوة، والخمس سنوات من حكمه سيسجلها التاريخ لا محالة.

لديه إنجازات مرضية ومشروع مستمر مع ما تم إنجازه ببراعة من 2019 إلى 2024، على الرغم من الفترة الصعبة التي عاشها العالم بسبب كوفيد 19، ومرضه لفترة قصيرة، مما حرمه من كل الوقت الكافي لتحقيق مشاريع الهيكلة المخطط لها بالفعل.

لقد كانت عهدته التي دامت خمس سنوات، عهدة تحولات، مع قُدوم جزائر أخرى، جزائر جديدة ومستقرة ومشرقة وطموحة ومنتصرة، تبعث على العيش فيها بهناء.

واليوم يصبو عبد المجيد تبون إلى تولي عهدة أخرى، لا يقصد منها بأي حال من الأحوال التشبث بالسلطة، بل همه الوحيد والأوحد هو الجزائر ورفاهية شعبها. فالرجل، وطوال حياته المهنية، لم يستسلم أبدًا، فهو رجل صاحب قناعة ومبادئ، وخير دليل على ذلك فترته القصيرة في رئاسة الوزراء، أين تم فصله بعد شهرين من توليه منصبه. ويقول موظف حكومي سابق يعرف الرئيس جيدًا إنه أراد تنظيف إسطبلات أوجيان.

ومن الواضح أنه بالنسبة لأغلبية كبيرة من الجزائريين، يظل عبد المجيد تبون اليوم الخيار الأفضل لمواصلة بناء هذه الجزائر الجديدة والقوية والعادلة والناشئة وإدامة الدولة الوطنية. فهذه القصة الرائعة التي تجمع بين عمي تبون والجزائريين، بعيدة كل البعد على أن تشهد نهايتها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى