أخبارتعاليقرأي

من المسئول عمّا يجري في غزّة؟

من المسئول عمّا يجري في غزّة؟

—–

—–
رشيد مصباح (فوزي)

لنجرّب هذه المرّة طريقة الغربيّين في تحليل القضايا التي لها علاقة بالإسلام والمسلمين ونحاول أن نتظاهر بالحياديّة؛ حتّى وإن كان الذي يقوم به (نتن ياهو) وفريقه يرفضه كل حرّ، نزيه وشريف، في قلبه ذرّة شفقة أو رحمة.
لم يكن أحد يتوقّع ما جرى في السّابع أكتوبر من السنة الفارطة، فقد فاجأت المقاومة في غزّة كل العالم من حولها، كما فاجأت الإسرائيليين أنفسهم، بحيث لم يتوقّعوا مثل ذلك الهجوم المرعب، في يوم تم الإعداد له مسبقا كي يكون عيدا للموسيقى والغناء والرّقص الفاضح.
الذي قامت به المقاومة شبيه بالخيال العلمي، كما في الأفلام التي تبثّها الشاشة. من كان ينتظر من هؤلاء الغلبة، المحاصرين برّا وبحرا وجوّا ومن كل الجهات، أن يديروا معركة بتلك الحرفية والكفاءة العالية؟
تمرّ الأيّام مثل سرعة البرق، ونحن على أعتاب الشهر السّادس من هذه الحرب المجنونة التي كما يبدو لنا أن شرارتها ”طوفان الأقصى“، بينما تقول المقاومة أنّها ضربة استباقية؛ لأنّ الإسرائيليين كانوا يخطّطون لغزو غزّة واحتلالها.
والسؤال المحرج: هل كان قادة المقاومة يتوقّعون مثل هذا الردّ العنيف؟ لحد السّاعة، لم يرد ذلك على لسان أحد منهم. لكن كل من يعرف هؤلاء الصهاينة، وما قاموا به خلال أزيد من سبعين سنة من التّهديد والوعيد، والتّهجير، والرّعب والقتل… يتوقّع مثل هذا العنف والإمعان في القتل والتدمير.
هل كان الشرفاء الأحرار في هذا العالم؛ والعرب والمسلمون جزء فيه… يتوقّعون أن يكون الردّ بالورود والأحضان؟ سيما وأن المجرم (نتن ياهو) يبحث بكل الوسائل عن مخرج له وللفضائح التي كانت تلازمه وتسبّبت له في ملاحقات قضائيّة ومضايقات سياسيّة. وإنّ عمليّة مثل” طوفان الأقصى “كانت مثابة هديّة من المقاومة لهذا السفّاح الذي هو على خطى أسلافه المجرمين يقتفي أثرهم.
لكن العالم، الغارق حتّى النّخاع في اللّهو والملذّات، لم يكن يدرك حجم المعاناة التي يعيشها سكّان غزّة المساكين، المحاصرين من طرف العدو والصّديق.
هذا العالم الذي أدمن الموسيقى والغناء والرقص الفاضح، استغرب مثل هذا الفعل ”الجنوني“ الذي أفسد كل شيء، وحتى إنّ بعض المشايخ؛ من الذين تظاهروا بتأثّرهم على ما يجري في غزّة من قتل وترويع، عابوا على قادة المقاومة مثل هذا، وقالوا عنه تصرّف ”لا مسؤول“ وحمّلوهم مسئولية ما يجري. على الرّغم من أن هؤلاء المشايخ على علم بما يجري من كل الاستفزازات التي تصدر من اليمين المتطرّف بما في ذلك الاقتحامات و تدنيس للمسجد الأقصى.
كل المتابعين للمشهد الإسرائيلي، كانوا يدركون خطر وصول هذا اليمين المتطرّف إلى الحكم، وتحالفه مع (نتن ياهو) الذي أعطى الضوء الأخضر لوزيره (بن غفير)، المسئول على رأس جهاز الأمن القومي، والذي قام بتحريض أتباعه وتسليحهم لطرد الفلسطينّيين من أراضيهم بل وقتلهم.
كان وصول هذا اليمين المتطرّف هو بمثابة الشرارة الأولى ربما، والتي سبقت عملية ”طوفان الأقصى“ في نظر الكثير من المتابعين. وللأمانة فإن الغرب كان قد حذّر(نتن ياهو) من هذا التحالف الخطير، ومن (بن غفير) خاصّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى