جمال الدين الأفغاني في نظر ابن أخته ميرزا لطف الله خان
معمر حبار
كتاب: “جمال الدين الأسد آبادي، المعروف بالأفغاني، كما يقدمه ابن أخته ميرزا لطف الله خان”، ترجمة عن الفارسي، وقدم له وعلّق عليه، صادق نشأت و عبد المنعم حسين، القاهرة 1376هـ-1957، مكتبة الأنجلو مصرية، من 184 صفحة.
مقدمة القارىء المتتبّع:
قرأت الكتاب عبر صفحة صديقنا الكويتي مهنا حمد المهنا، وحاولت أن أقرأ الكتاب ليلا وفي حينه ولم أستطع، فشرعت صباح ذلك اليوم في قراءته، وقبل تناول فنجان قهوتي.
سبق أن قرأت كتابا عن جمال الدين الأفغاني[1]، وعرضته عبر مقال[2]. واليوم يتمّ عرض الكتاب الثّاني الذي بين يديك.
ممّا فهمه القارىء المتتبّع من الكتاب حول جمال الدين:
المقدّمة من 29 صفحة، وانحصرت في نقطة واحدة فقط، وهي إثبات -وعبر تسعة نقاط-، أنّ جمال الدين شيعي العقيدة، وإيراني الموطن، ولقي ربّه على ذلك. وتعمّد إخفاء عقيدته الشيعية، وموطنه الإيراني، وتظاهر بأنّه سني، وحنفي المذهب لأسباب ذكرها الكاتب وبالتّفصيل، وبدقّة، وأمانة، وصدق.
وهو -حسب الكاتب-، لُقب بالأفغاني، واشتهر بهذا الإسم، وبقيت أفغانستان تذكره بكلّ خير، وكتب عنها كتاب “تاريخ الأفغان”، ومكث في أفغانستان خمس سنوات. وأخفى عمدا -حسب الكاتب-، أنّه إيراني. ونظرا لتشابه إيران وأفغانستان في العادات، والتقاليد، والجغرافيا، واللّغة الفارسية فلم يتفطن له أحد أنّه إيراني، وبما فيهم غالبية المجتمع الإيراني.
حياته الشخصية:
عرفت أسماء آبائه وأجداده، وخصوصا من ألواح قبور أجداده. 46
اشتق اسم جمال الدين الإيراني، من الحديث الشريف: إنّ الله جميل يحبّ الجمال”. 49
جمال الدين لم يتزوج، ولم يقبل على الأمور الدنيوية. 50
كان والده يشجعه على المناقشة. 51
قال جمال الدين: نعم إنّني إيراني آسد أسد آبادي. 81
جمال الدين، رجل ميدان وعمل، وتجلى ذلك بوضح في قائمة أعمالة الميدانية الملموسة الفاعلة، عبر صفحات 67-71
كان يوقّع رسائله بـ: جمال الدين الحسيني. 84
ضاعت أكثر كتابات السيد بعد اقتحام الجند بيت جمال الدين، إثر اغتيال الحاكم ناصر الدين شاه، وسجن كلّ من له علاقة بجمال الدين. 117
كان يلبس الملابس الفاخرة. 123
كان يريد إقامة الوحدة الإسلامية على القرآن الكريم، وليس على ماجاء في الأحاديث والأخبار. 164
رحلاته وصراعاته:
مكث في أفغانستان خمس سنوات، وألف كتاب: “تاريخ الأفغان” باللّغة العربية 57.
شيخ الإسلام المسن كان يكن العداء لجمال الدين، حسدا وغيرة منه لشبابه ونشاطه ومكانته. ولم يهدأ له بال حتّى طرده السلطان من استنبول إلى الهند. 60
مكث في مصر عشر سنوات، ودرّس بالأزهر. 61
كان على أعضاء الحزب الوطني يومها، محرّما عليهم أن يجعلوا الحزب وسيلة للشهرة، وتقليد الأجانب. 62
اعتقلته الهند إلى غاية قضاء الانجليز على الثورة العرابية. 75
رغم أنّه قضى شطرا كبيرا من حياته في أوروبا، فإنّه لم يأخذ بعادات أوروبا وتقاليدها. 124
جمال الدين الأفغاني والأتراك:
من بين المطالب التي طلبها جمال الدين من السلطان عبد الحميد: “يتعهد السلطان عبد الحميد أن ينتزع من الدولة العثمانية العتبات المقدسة وجزء آخر من النهرين (أي العراق) ممّا له صلة بالمشاهد المشرفة التي يزورها الشيعة ويضمها إلى إيران أزاء ماتبذله حكومة وشعبا في سبيل دعم الوحدة الإسلامية”. 98
كان يائسا من الأتراك يأسا شديدا. ويرى أنّه إذا استمر الأتراك في هذه الغفلة والغرور، لن يستطيعوا اللّحاق بركب الحضارة السّائر، سيكون مصيرهم الانقراض.161
[1] الكتاب: “جمال الدين الأفغاني، مراسلات ووثائق لم تنشر من قبل”، ترجمها عن الفرنسية وقدّم لها الأستاذ: إبراهيم عوض، مكتبة زهراء الشرق، 1996، من 101 صفحة. [2] راجع من فضلك مقالنا بعنوان: جمال الدين الأفغاني حسب الوثائق وصمته عن الاستدمار الفرنسي للجزائر – معمر حبار