تعاليقرأي

يا أصحاب الرّتب الكبيرة و النيّاشين.. ما جدوى كل هذه الأسلحة، إن لم تكن للذّبّ عن حياض “غزّة”؛ عزّ هذه الأمّة وشرفها؟!

يا أصحاب الرّتب الكبيرة و النيّاشين.. ما جدوى كل هذه الأسلحة، إن لم تكن للذّبّ عن حياض “غزّة”؛ عزّ هذه الأمّة وشرفها؟!

رشيد مصباح (فوزي)

**

كنا ننتظر خطابا متوازنا من الرئيس العجوز أسود القلب الذي يشغل البيت الأبيض؛ أن يلقي خطابا متوازنا يذكره له التاريخ.

لكن يبدو أن العجوز المترنّح لم يخف في كلامه ولاءه المطلق للفاسد النّتن ياهو.

كنا ننتظر من هذا العالم المتحضّر أن يتدخّل، ليس حبّا في حماس أو الجهاد.. ولكن لإنقاص الأبرياء العزّل وما تبقّى من معالم الحياة من جرّاء القصف والقتل الممنهج.

لكن تبيّن أن هذا العالم المتحضّر فقد كل معاني الشرف والإنسانيّة، ورمى بالأخلاق والقيّم في مكب النفايات. ووقف مع الجلاّد متغاضيا عن الضحيّة وما يجري في الواقع.

كنا ننتظر من أصحاب العروش والصروح والقصور الفخمة؛ أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة الذين تعالت أصواتهم في القاعات والصّالونات والمحافل الرسميّة، وصدّعوا رؤوسنا بالمواعظ الرنّانة والخطب المنمّقة النمطيّة.. أن يغضّوا الطرف قليلا ويفتحوا لنا الحدود.

لكن تبيّن أن هؤلاء، أسود علينا وفي الحروب نعامة، مجرّد أصنام صُقلت بأيادٍ أجنبيّة.

كنا ننتظر من هذه الأمّة التي احتارت في مولد نبيّها؛ التي انتشت بالخطب الحماسية الرنّانة، وصفّقت كثيرا حتّى كلّ متنها.

أن تستفيق من هذيانها وغيّها، وتنتقم لأطفال غزّة ونسائها.

لكن الأمّة التي قضّ مضجعها صراخ “ديسي” و”ميسي”… وهزّه، لا تريد أن تنهض وتزيل الغار عنها.

يا أمّة المليار الجاثية لقد تآمر الغرب بتواطئه، والشرق بصمته.. على نحر أطفال غزّة ورميهم في البحار والفيافي القفار… ليكونوا وجبة دسمة للجوارح الكواسر و أنواع الوحوش الضاريّة.

يا أمّة تأكل بالأرطال وتشرب في الأسطال، وتنام الليل مع النّهار. تتغنّي بمجد غابر، وتبكي على الأطلال بكاء الأطفال والثكالى من النّساء.. كُفِّي عن البكاء واصحي وامسحي دموع الخيبة، وجرّ أذيال الخيبة… قبل أن يغدو اسمكِ في صحائف الأخبار.

يا شباب الأمّة؛ سليل القوم الأخيار؛ فخر هذه الأمّة وأملها بعد كل هذا الانكسار؛

لقد تآمر النصارى والمثليّين واليهود الصّهاينة الغاصبين لأرضنا بفلسطين، على قتل غزّة؛ رمز فخرنا والصّمود والمقاومة، وقرّروا نفسها.

يا شباب الأمّة المرابطين في مشارق الأرض ومغاربها.

حفدة الخنازير يدوسون أرض البيت الطّاهرة بنعالهم النّجسة.

يا أصحاب الرّتب الكبيرة و النيّاشين؛

ما جدوى كل هذه الأسلحة المتراكمة.. إن لم تكن للذّبّ عن حياض “غزّة”؛ عزّ هذه الأمّة وشرفها؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى