ثقافة

“التفاحة المحرمة” من أجمل ما كتبت الأديبة اللبنانية زينة جرادي

“التفاحة المحرمة” من أجمل ما كتبت الأديبة اللبنانية زينة جرادي

التفاحة المحرمة ، من أجمل الكتابات المميزة للأديبة المتألقة زينة جرادي التي لها الجديد و التجديد في كل مرة ، مما جعلها تعتلي أحسن المراتب و أعلى الدرجات ، نظرا لتمكنها في مجال الإبداع الأدبي .

“التُّفّاحة المُحَرَّمة”

لِمَ يجعَلُنا الحبُّ أغبياء!
عادَني الهوى
أبحرْتُ و غرِقتُ في أعماقِ بئري تَحرِقُني الصَّبابَةُ
تَلَيَّلْتُ غَوْصًا بِسَوادِ مُقْلَتَيْك
لِحَدٍّ مَلَأَ الطَّلُّ عُيوني
كَوَدَقٍ أَتْرَعَ الرِّيفَ والجَفْنِ
كَدِيمَةٍ مُعَلَّقَةٍ في سَماء
حتَّى النَّبْضُ هَرَبَ مِنِّي
لَيْتَني عَرَفْتُ أنّ الألمَ يَسكنُ أبجديّةَ العُشّاق
يا رَجلًا أقامَ بي
تَجَرَّأَ على حَلِّ ضفائري
كم تمنّيْتُ أن أكونَكَ يومًا لأَعشَقَني كما أُريد
لَيْتَني تَسَلَّلْتُ قبلَ روحي مِنَ الجَسَد
أو سَجنْتُ نفسي بقُمْقُمٍ كدَيْجونِ سليمان
لَمْ تُفارِقْني أنفاسُك
تَقولُ، سأعودُ بعدَ الغروب
تأخّرَتْ مَواسِمُ الحُبِّ و تاهتِ الوعود
أمْ أخذْتَني في طريقٍ لا رُجوعَ منه؟
لِمَ لا نَرمي الحُروفَ في اليَمِّ
و الضوءَ تحتَ القَمرْ
و تأتيني بشمسٍ لي تُشعلُها
أنتَ الذي اصْطَفاكَ اللّهُ وَ حْيًا بآياتٍ لحُبّي
أنتَ صَرْفُ النَّحوِ الذي استباحَ القَصيد
حَرَقْتَ في النَّزَقِ عُنوانَ النِّسيان
صَلَبتُ أناملي و علَّقْتُها على دُروبِ المَدى
و تأجَّجْتُ شوقًا بين يديكَ الباردتين
أنا التّفّاحةُ المُحَرَّمةُ بين عُنُقِ الرُّوحِ و قَيْدِ التُّراب
و أنا المتعدِّدةُ المتجدِّدةُ حين ينفتقُ النّورُ من حُلْكَةِ الظَّلام
تَرحَلُ في سَفَرِ الذَّاكِرَةِ
ثمَّ تَعودُ زائِرًا غَريبًا عندَ الفَلَقْ
تَاركًا قلبي على مَسنَدِ الوَهْمِ
كمنْ وَ لَدَتْكَ الحياةُ مرّةً بعدَ مرّة
و ليلةً بعدَ ليلة
لمْ أَعُدْ هناكَ كما لَستُ كُلّي هُنا
سَرَقْتَ مني زَهْوَ فَرَحي
و تَرَكْتَ الزَّمَنَ غافيًا على وَقتي
ضِعْتُ في سَراديبِ الحُروفِ و ضاعتْ مني الأحلامُ و الأُمنيات
روحي لم تُولدْ من فَراغِ نارٍ و ماءٍ وتُراب
و جَسَدي لم يَرْتَوِ من ظَمَإِ الإحساس
فقط أهلُ التَّوَلُّهِ يُدرِكونَ احتِراقَ المُهَج
اغتلْتَني بين الفواصلِ والنُّقاط
سقطْتُ …
أَرْدَيتَني في خَطيئةِ الهَوى
قَبَضْتُ على قلبي
شَدَدْتُ ُالقَبْضَةَ أكثرَ كي لا أنزلِقَ في المُحَرَّمات
امضِ يا هذا
فالدّروبُ من حَولي اختيارات
و اكَبَني بينَ ومْضاتِها أشباهُ عُشَّاقٍ
سأرْوي بَعْضًا منها و كيفَ أخطأتُ يومًا لِكُلِّ الوالِهات
كيفَ ساكَنْتُ وَ حْدَتي و عاتبتُ أُنوثتي فيها
قد دَمّرَني يومًا إفكُكَ و بُهتانُكَ و قتلَني الرّياء
ليتَني ما بدأتُ رِحلتي و انتهتْ هكذا انتهاءْ .

لها منا كل التشجيع على مواصلة هذا الإبداع و هذه الإضافة القيمة للساحة الثقافية المحلية و العربية و لتنوع الأجناس الأدبية المعروفة ، التي تساهم بشكل كبير في إثراء الأبحاث و الأطروحات في مجال الأدب .

الطيب بونوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى