رأي

وداعا محمد العيد!

**

الأستاذ:

رشيد عبيد

(عضو الأمّة سابقا، وموظّف سامي متقاعد)


ببالغ الحزن و الأسى تلقيت اليوم خبر وفاة الصديق الأستاذ عڨوني محمد العيد، وإذ أشاطر أهله و أصدقاءه آلامهم وأحزانهم، فإني اقدّم لهم أصدق التعازي في فقدان أحد أبناء سوق أهراس البارزين في حقل القانون كمحامي كفء ومناضل نزيه، و ناشط اجتماعي سَبّاق للعمل الخيري، ورئيس للهلال الأحمر الجزائري على مستوى ولاية سوق أهراس.

تعرّفت به في سبعينيات القرن الماضي، بثانوية محمود بن محمود، أين كنا نُزاوِل دراستنا حسب النظام الداخلي(Regime de l’internat). قضينا مع بعض ثلاثة سنوات، اشتركنا خلالها في المبيت والإطعام و قاعات المداومة و مراجعة الدروس.

تدّعمت علاقتنا لما كنا ننتمي إلى الفِرْقَة المسرحية بمعية الصديق لزهر بن زرارة المدعو عمي و بعض الطلبة…

عڨوني كان مولّعا بالمسرح و الموسيقى و مختلف الفنون و النشاط الثقافي بصفة عامة، إلى جانب اجتهاده في التحصيل العلمي و الجدية في متابعة دراسته.

افترقنا سنة 1973 لنلتقي بسوق-أهراس سنة 1984 لما كنت اشتغل بها، فكانت لنا لقاءاتنا عدة ومتكررة.

كان آخر لقاءاتنا قد جرى يوم 02 جوان 2022 بمناسبة إحياء الذكرى العشرين لوفاة محمد الشريف مساعدية الرئيس السابق لمجلس الأمة رحمه الله، حدّثني في عجالة عن موضوع عزوف المثقفين والنخبة عن المشاركة في الفعل الاجتماعي وعن ضرورة دعمه و الارتقاء به و تحسين أدائه. كما أخبرني عن مرضه و كيف تقبله بشجاعة بمعنويات مرتفعة حتى لا يؤثر سلبا على أدائه و إضعاف عمله الدؤوب في خدمة الفئات الهشّة من المجتمع.

محمد العيد كان مثالا يحتذى به في التضحية من أجل ترقية العمل الجمعوي و تقديم المساعدة للمحتاجين و رسم البسمة على وجوههم و الفرحة في قلوبهم و الأمل في ضياء عيونهم.

كان مرحا دائم الابتسامة، خدوم للمستضعفين بصمت، لا يكل و لا يمل.

اللهم ارحمه واغفر له وأحسن إليه و اجعل قبره روضة من رياض الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى