تعاليقرأي

هل بقي من المروءة والأخلاق شيء في هذا الزمان؟!

هل بقي من المروءة والأخلاق شيء في هذا الزمان؟!

رشيد مصباح (فوزي)

**

الكلام عن الأخلاق والقيّم لم يعد يحظى بأهمية، على الأقل كما كان ذلك من قبل؛ قبل أن تحتكّ البشرية بهذه الوسائل المتطوّرة الحديثة. وفي ظلّ هذا التطوّر المادّي الرّهيب الذي عرف كيف ينقل البشرية وبسرعة جنونية من حياة بدائية، بسيطة ومتواضعة، إلى حياة معقّدة ومركّبةـ تتميّز بالزّحمة والمنافسة والرّخاء المدهش. وهذه ميزة يجب أن تحسب لهذا العصر، عصر النهضة والتطوّر.

لكن في المقابل، الأمور بالنسبة للأخلاق، وكل ما له صلة بالأخلاق الحميدة؛ من مروءة وشهامة… بدأت تتلاشى وتختفي. وأخذت في التقلّص منذ الوهلة الأولى من ظهور هذه الوسائل الحديثة؟!

نحن في عصر كل شيء فيه يعتمد على السّوق ومتطلّباته؛ من جودة ونوعية وترشيد ومنافسة للأسعار. ولا حديث يذكر فيه عن الأخلاق وما شابه. وحتى الدّين فقد تلك المكانة المرموقة التي لطالما شغلها قبل هذا العصر، عصر التكنولوجية، والوسائل المتطوّرة التي صارت جزءا لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، ولم نعد قادرين على الاستغناء عنها بأيّ حال من الأحوال؛ حتى صرنا عبيدا لها:

ومع ظهور الانترنت، استغنى الناس عن الشاشة الزرقاء، واشتغلوا بالحاسوب”اللاّب توب” والهواتف الذكيّة. وصارت المنافسة بين المستخدمين على أشدّها. و بسبب الاستخدام المفرط لهذه الوسائل الحديثة، ظهر ما يسمى بالإدمان على المواقع الافتراضية. وتسبّب هذا الإدمان في ظهور بعض الأمراض النفسيّة والعضوية؛ كالكآبة وغيرها، والآفات، وأخرى سلوكية لها علاقة بتدنّي مستوى الأخلاق. وما نراه في وسائط أو وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأيّام؛ والفيسبوك واحد منها، من إصرار بعض المستخدمين على الظهور بمظهر لا يرقى إلى مستوى تاريخ ومجد هذه الأمّة، هو عيّنة، و مثال بسيط عن مدى تأثير هذه الوسائل التكنولوجية الرّخيصة في عقولنا وسلوكياتنا.

فهل بقي من المروءة والأخلاق شيء في هذا الزمان؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى