تقنيةفي الواجهة

نهاية محرك البحث غوغل

نهاية غوغل ، باتت وشيكة مع تطور الذكاء الاصطناعي ، و في غضون سنوات قليلة سيسأل الناس جميعا برامج الذكاء الاصطناعي على اي معلومة او سؤال ، و كان استخدام الذكاء الاصطناعي AI في الحروب الإعلامية قائماً وموجوداً منذ عدة سنوات، ويعد استخدامه شائعاً في التوزيع الجماعي للرسائل، لا سيما مع استخدام الروبوتات أو الحسابات المزيفة على Twitter والشبكات الاجتماعية الأخرى، ولم يتجاوز استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب المعلومات بشكل أساسي التكرار الواسع النطاق للرسائل البسيطة نوعاً ما. لكن هل يستخدم Chat GPT الروبوت القادر على كتابة محتوى يحاكي أسلوب الكتابة البشرية بهذا الشكل البسيط؟ لا طبعاً، الأمر يتعلق بثورة جديدة في طريقة الحصول على المعلومات وتحليلها ونشرها وأيضاً التلاعب بها.

من المؤكد أن حرب المعلومات لم تبدأ كما أريد الإعلان عنها من طرف الكبار، فقد بدأت منذ سنوات وتحديداً منذ أن أعلنت Microsoft وGoogle عن دمج روبوتات المحادثة التي تنشئ نصاً في محرك البحث الخاص بهما BingGPT، وفي سنة 2020 استطاع عمالقة التكنولوجيا صناعة نماذج تحاكي الـ ChatGPT كمثل LamDA2 الذي اشتغلت عليه تحديداً شركة Google. في نهاية عام 2021، كانت Nvidia وMicrosoft هي التي تفاخرت بتطوير نموذج اللغة الإنجليزية بأكبر عدد من المعلمات وصل إلى 530 ملياراً، لتوليد اللغة الطبيعية.

في نفس السنة تقريباً دخل التنين الصيني على الخط وأعلنت شركة Megatron-Turing عن إنشاء برنامج Baidu.

ولعدة سنوات سابقة، كانت الحكومات والمنظمات والشركات تدمج حلول الذكاء الاصطناعي في حملاتها الإعلامية، لا سيما من خلال استخدام “روبوتات المحادثة” المعروف أيضاً باسم “وكيل المحادثة”، المبرمج خصيصاً لمحاكاة محادثة بلغة طبيعية، والتي يمكنها مساعدة المستخدمين في حل مشكلة أو طلب منتجات أو الانتقال إلى خدمة ما، كمثل ما هو موجود على وجه الخصوص على مواقع SNCF وOrange وFnac وIKEA وشركات أخرى كمثل Alexa من Amazon أو Siri من Apple، التي تمكنت من استخدام هذه الروبوتات في شرح المفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة ومفهومة من قبل جمهورها العريض وتقديم إجابات بطلاقة وموثوقية وقدرة على الإجابة عن الأسئلة الإضافية ذات الصلة بطريقة متسقة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، طورت هذه الشركات برامجها بسرعة وبكفاءة لاعتقادها الراسخ أن حروب المعلومات المستقبلية ستكون حاسمة، خاصة إذا ما تم استخدامها في المجالات العسكرية.

ويمكن لبرنامج الـ ChatGPT في إطار الحرب المعلوماتية العسكرية من تحليل البيانات من أجهزة الاستشعار والمصادر الأخرى لتحديد الأهداف وتتبعها في ساحة المعركة، وعادة ما يستخدم هذا لتحسين دقة وفعالية الأنظمة المستقلة في ساحة المعركة، وكذا تقييم المخاطر لاتخاذ قرارات حول كيفية العمل بأمان وفعالية.

وقد يتم توظيف البرنامج للحصول على معلومات دقيقة جداً، كمثل المستندات الخاصة وطرق استرجاعها، أو لاستخراج معلومات محددة من البيانات النصية، كالأسماء أو التواريخ أو المواقع وتتبعها، وكذا التحقق من دقة المعلومات العسكرية واكتمالها.

على المستوى اللوجستي، يسمح البرنامج بإدارة المخزون العسكري وتحليل البيانات النصية الخاصة بالفواتير أو مستندات الشحن، واستخراج المعلومات حول كمية المخزون ونوعه وموقعه، وهذا ما يسمح بتتبع مستويات المخزون، والتأكد من توفر الإمدادات عند الحاجة، كما يساعد أيضاً في تحليل بيانات خطط الطيران، واستخراج المعلومات حول طرق النقل والجداول الزمنية بما يمكن من وضع استراتيجية واضحة لمواجهة العدو أثناء المعارك.

ولأن جزءاً كبيراً من حرب المعلومات والدعاية يتم على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، سيصبح البرنامج ضمن أولويات المؤسسات العسكرية في تحليل الكم الكبير من المعلومات المتداولة داخل هذه الفضاءات والعمل على استخراج المعلومات المهمة حول الرأي العام والمشاعر والمواضيع الشائعة. خاصة تلك التي تحلل مواقف الجماعات والمجموعات لتحديد أجندة أو رسالة محددة.

ولا تقف إمكانات الـ ChatGPT عند هذا المستوى من تحليل المعلومات بما يخدم الاستراتيجية العسكرية، بل قد يصل استخدامه إلى أن يساهم بشكل فعال في حملات التزييف العميق كمثل إنشاء بيانات نصية وبيانات صحفية أو حتى خطب تتوافق مع أجندة أو رسالة محددة، كإصدار بيان صحفي يقدم عملية عسكرية محددة في ضوء إيجابي أو سلبي وتوزيعه على وسائل الإعلام، أو إنشاء مقاطع فيديو مزيفة عميقة واقعية ، بحيث يمكن استخدامها لانتحال شخصيات سياسية أو قادة عسكريين، أو نشر معلومات كاذبة، أو نشر معلومات مضللة قد تصل إلى حد انتحال شخصية سياسية أو عسكرية تدلي ببيان يتم توزيعه على منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى هذا المنوال، يستطيع البرنامج تحليل الصور والفيديوهات ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف إلى الكلام لاكتشاف وتحديد الأشياء أو الأشخاص أو الميزات الأخرى المثيرة للاهتمام من خلال مثلاً كاميرات المراقبة، وحتى ترجمة الكلام لاستخراج معلومات قيمة أو الكشف عن نشاط مشبوه.

كما يمكن أيضاً تحليل البيانات النصية، مثل منشورات الوسائط الاجتماعية أو رسائل الدردشة، لاكتشاف الأنماط أو الكلمات الرئيسية التي تشير إلى نشاط غير طبيعي.

وبشكل عام، يمكن استخدام برنامج الـ Chat GPT في العديد من المجالات العسكرية المعلوماتية التي من شأنها أن تجعل حرب المعلومات هي الحرب الحقيقية وحتى الفاصلة قبل المواجهة المباشرة، فالبرنامج قادر على تطوير نفسه بنفسه ليعطينا معلومات دقيقة حول أبسط الأمور وأعقدها، فهو قادر على أن يتنبأ لك بالطقس على مدار أشهر قادمة ويعطيك تحليلاً دقيقاً للتضاريس وصولاً حتى إلى أدق المعلومات العسكرية التي تساعدك في وضع استراتيجيات دقيقة وفعالة كتوليد سيناريوهات واقعية ومحاكاة حقيقية للمعارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى