أخبارتعاليقرأي

من لأطفال غزّة.. في ظلّ هذا الخنوع وهذا التواطؤ؟!

من لأطفال غزّة.. في ظلّ هذا الخنوع وهذا التواطؤ؟!

رشيد مصباح (فوزي)

**

أعرف أن ما سأقوله قد لايروق لبعض “المتحمّسين”؛ المتعاطفين مع (حماس)، والذين ينتظرون بصبر نافذ متى ستنتصر المقاومة في غزّة ويُهزم الصهاينة هزيمة نكراء؛ كما هُزم فرعون وجنوده، والأحزاب من بعدهم. وتستقل فلسطين، ويشدّ الرّحال إلى الأقصى للصّلاة في بيت المقدس.

وقبل أن أدخل في صلب الموضوع، أريد أن ألفت الانتباه إلى أنّني أنا الآخر متحمّس لهذا النّصر العظيم الذي سيعيد للأمّة الإسلامية وليس العربية فحسب؛ مجدها الضّائع وكرامتها، فلا داعي للمزايدات.

سؤالي كالتّالي: هل كان قادة حماس في غزّة يدركون نتائج عمليات”الكوماندوز“ التي قاموا بها في غلاف غزّة ومحيطها؟ وما قد ترتّب عنه من قتل لآلاف الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء.. وتدمير للمباني والبُنى التحتيّة؟.

لا أظنّ أن من وضع الخطّة، أوخطّط لهذا الهجوم منذ البداية، لا أظنّه قد أخذ في الحسبان ردّة فعل هؤلاء المجرمين الصهاينة الذين بكل تأكيد سيحاولون الذهاب بعيدا في حربهم هذه؛ والانتقام لدولتهم التي فقدت هيبتها.

لن يدّخروا في ذلك أدنى جهد، وفي ظلّ هذا التأييد المطلق من طرف أعتى الدوّل في العالم، وفي ظلّ هذا الخنوع الذي يجري من قبل أكبر المنظّمات فيه؛ بما في ذلك أنظمتنا العربية والإسلامية التي أصابها الرّعب، ولم تعد قادرة على فعل أيّ شيء تحفظ به ماء وجهها أمام هذا العالم المتغطرس، وأمام شعوبها التي خرجت تصدح بأعلى صوتها؛ وهذا أقصى ما يمكن أن تقوم به أو تفعله ضد هذا الكيان الغادر، قاتل الشيوخ والنساء والأطفال… والذي تم زرعه من طرف الثّالوث ”الصهيو غربي“؛ فرنسا وبريطانيا وأمريكا، ليكون عقبة أمام تواصل الشعوب ويفصل الشرق عن الغرب. والموقع الأمامي المتقدّم لمراقبة العرب عن كثب، بعدما تمّ الإجهاز عليهم، والقضاء على آخر معقل للخلافة الإسلامية التي ”لا تغيب عنها الشمس“.

هناك إذن من يريد توجيه اللّوم إلى قادة ”حماس“، ويحمّلهم مسئولية ما يجري في غزّة من قتل وتدمير. وأصحاب هذا الرّأي ليسوا بالضّرورة أعداء لهذه الأمّة، ولا للمقاومة في فلسطين.

ومنهم من يرى أن حزب الله تلاعب بقادة هذه المقاومة”حماس“ فاين كل تلك العهود التي قطعها جنود حزب الله وقادته على أنفسهم؟ وأين إيران والحرس الثوري؟

العالم كله ينتظر تدخّل إيران التي قد بالغت في تهديدها ووعيدها لإسرائيل.. وبين هذا وذاك؛ تبقى غزّة تصارع لوحدها!

ويبدو أنّ هؤلاء الصهاينة المجرمين الكلاب ماضون في حربهم القذرة هذه حتى النهاية.. مادام هذا العالم؛ المقسّم بين متواطئ حقير وخانع جبان، لا يستطيع الوقوف في وجههم، أو على الأقل يوقف هذا الدّمار الممنهج وقتل الأبرياء من النّساء والشيوخ والأطفال.

فأين هو هذا العالم”الحقير“؟

وأين منظّماته”الجبانة“ التي تتقاضى الأموال على حساب قوت الشعوب ومقدّراته، كي تضع حدّا لمثل هذا العدوان الذي يجري في غزّة؟

وأنتم يا عرب ويا مسلمين؛

تريدون لهؤلاء الصهاينة المجرمين أن يتوقّفوا عن تدمير غزّة وقتل أطفالها، وقد جاءتهم فرصة لا تعوّض كي يجسدّوا حلمهم بإعادة مجدهم القديم، وإقامة دولتهم التي تمتدّ حدودها “من النهر إلى البحر”!؟

تريدون إيقاف الصهاينة وأنتم في حالة من النّزاع والخلافات، والحروب على أتفه الأسباب!

تريدون أن تهزموا الصهاينة بهذه الأنظمة الغبيّة!؟

وبهذا الإعلام الخانع التّابع، المائع المتيّع!؟

تريدون إسكات طائرات ودبّابات العدو بسلاح ليس من صنع أيديكم.. وبهذه الغباوة، وهذا التفكير العقيم!؟

تريدون إيقاف عدوّكم بالفساد المستشري في بلادكم، المنتشر في شتّى القطاعات وكل الميادين!؟

تريدون نصرة غزّة وشعبها بهذه الحدود الوهمية التي وضعها عدوّكم، وتحرصون على بقائها!؟

تريدون تحرير فلسطين بهذه الجمعيات والأحزاب التي تتقاتل على الكراسي والسندويتشات؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى