تعاليقرأي

من فضلك.. قبل أن تسجّل إعجابك اقرأ الموضوع.

من فضلك.. قبل أن تسجّل إعجابك اقرأ الموضوع.

رشيد مصباح (فوزي)

**

قبل أن تحل علينا القنوات الأجنبية بألوانها المغرية، كنا متحرّزين منها، بسبب ما تحمله هذه القنوات من أفكار غريبة قد تشكّل خطرا على عاداتنا وديننا المحتمل، على الأقل على الصعيد الإعلامي والنخبوي على الأقل. وقد سبق لنا مثل ذلك مع المسلسلات والأفلام المصرية التي كانت تبثّها القناة اليتيمة؛ حتى تميّعت شريحة واسعة من المجتمع فكان بعض المراهقين يتغزّلون ببعضهم باللّهجة المصرية.

لكنّه حدث ما لم يكن في الحسبان؛ فقد سارع السواد الأعظم من المجتمع المحافظ إلى اقتناء أنواع المقعّرات الهوائية بمختلف أحجامها، الجماعية والفردية، والتي انتشرت كالفطر لتغطّي واجهات العمارات وتمنع النور والهواء عن أصحاب هذه المباني.

وكما أنه كان للأفلام والمسلسلات المصرية التي كانت تبثّها القناة اليتيمة دور في تهيئة النفوس لتقبّل مزيد من الأفكار الخبيثة والسّامّة، فقد حدث الأمر نفسه مع ما كانت تبثّه عديد القنوات العربية والأجنبية عن طريق الأقمار الصناعية على حدّ سواء؛ من برامج هدّامة وأفلام خليعة، فتميّعت الأسر، وخرج الشباب خاصّة عن سيطرة الأولياء. وكانت بداية و تمهيدا لمرحلة وغزو من نوع جديد.

لا أعتقد أن الذي اخترع الإنترنت وتسبّب في نشره بهذه الكيفية، حتى أنّه لم يترك بيتا ولا خيمة ولا صرحا إلّـا دخل عليه طوعا أو كرها، كان يريد به وجه الله. برغم كل الإيجابيات التي لا يمكن إنكارها، وهي بلا شك لا تعد ولا تحصى، شأنها في ذلك شأن كل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي وفّرت على الإنسان الجهد والوقت وجنّبته كثيرا من المصائب. حتى أنّه(الانسان) صار عبدا لها(للوسائل الحديثة) ولم يعد بإمكانه الاستغناء عنها.

من بين الخدمات الكبيرة التي يقدّمها الانترنت، نشر العلوم والمعرفة للعموم. بعد أن كان الأمر يقتصر على الخواص والنّخب. فصار بإمكان أيّ واحد التزوّد بشتّى العلوم، ومن مختلف المصادر، بالمجّان. ليس هذا فحسب، بل أنّهم(المخترعون)طوّروا فيه(الانترنت) ليشمل الإعلام الاجتماعي، وما يسمّى بوسائط أو وسائل التواصل الاجتماعي. وقد ساهمت هذه الوسائط أو الوسائل بصورة عجيبة وغريبة في توريط العامّة، عموم النّاس. فصار بإمكان أيّ كان الإدلاء برأيه في أيّ موضوع شاء.. وتعدّدت الآراء.. وكثر النّفاق و الريّاء.. واختلط الحابل بالنابل؛ ولم نعد نفرّق بين السّليم والسّقيم، والوزير والعفير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى