رأي

مناظرة بين الوزير لعقاب وسفير أمريكي

مناظرة بين الوزير لعقاب وسفير أمريكي
لا شك أنه من الضروري القول: إن الحق في التعبير عن الرأي والأفكار يُعد من الحقوق الأساسية للإنسان، وبدونه لا يمكن أن تستقيم الحياة، ولا يمكن أن يدافع الشخص عن حقه في الحياة، إن لم يكن حرًا في التعبير عن آرائه
وأفكاره ومعتقداته…
وكما ذكر المثل الشعبي المصري القديم: “الشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده في هذا الصدد: بعد تعين الدكتور محمد لعقاب وزير للاتصال خرجت بعض الأقلام المأجورة في الخارج من جحورها و بدأت تنفث سمومها و الخيالية .
وقد برع هؤلاء في صنع الأكاذيب . فوجئت باتصال هاتفي جاءني في الصباح الباكر من إعلامي جزائري مرموق وقال: قال ذات يوم المفكر الكبير الراحل الدكتور مولود قاسم نايت بلقاسم ” رحمه الله ” إننا نحسد المتفوق فينا ونبخل عليه بكلمة ننصفه بها ، بينما الناس في الأمم المتقدمة إذا رأوا متفوقا شجعوه ووقفوا معه . وسؤالي هنا هو
لماذا لم تقف الى جانب صديقك الوزير في هذه الأمر ؟
قلت :كثيرا ما تهربت من التطرق إلى الإعلام الخارجي، وتحاشيت الكتابة عنه، رغم أن الفكرة كانت تراودني دائما. لكن عندما تصادفني أخبار الكذب والتمويه وتشويه المعلومة تستفزني، وتجعلني مرغما على الكتابة، لأن الصحافة هي
مرآة المجتمع، تلقي الضوء على الأشياء والظواهر، تجمع المعلومات تحللها وتتأكد من مصداقيتها ثم تعرضها للقراء، وقد سميت بالسلطة الرابعة لأهمية الدور الذي تلعبه في المجتمع. محمد لعقاب أستاذ جامعي وإعلامي، كاتب
ومحلل سياسي جزائري، مؤلف 7 كتب في الاعلام والمعلومات. والكتاب الذي أثار جدلاً واسعا في الساحة الوطنية وحتى الدولية هو” الصليبية الأمريكية وعهد حرب الحضارات”. قولوا ما شئتم، أفرغوا ما في صدوركم من أفكار مسبقة تجاه هذا الميدع ، المهم أنه وصل الى رتبت وزير.

بعد أسابيع من صدور كتابه الذي يحمل عنوان ” الصليبية الأمريكية وعهد حرب الحضارات” اتصل بنا سعادة السفير الأمريكي “روبير فورد” وقال: هل يمكنني تنظيم مناظرة في المكتبة الوطنية بالحامة مع مؤلف هذا الكتاب . وبسرعة البرق اتصلت به وأخبرته ما جاء على
لسان سعادة السفير . فقال أنا مستعد لذلك .اتصلت بمدير المكتبة الوطنية ” امين الزاوي ” واخبرته في الأمر. ثم اخبرت الجهات الأمنية بذلك، بسبب أن الحدث كبيرا ،الأمر يتعلق بالسفير الأمريكي . كان عدد الواقفين في القاعة
الكبيرة أكثر من الجالسين بكثير ؟. كانت القاعة مليئة بالشبان والفتيات من كافة الأعمار.كما حضرها عدد من السياسيين والبرلمانيين ،اضافة الى رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدة لدى الجزائر ومجموعة من الإعلاميين . والكل سعيد ولا احد يأبه بالأخر بالرغم الازدحام و… بعد دخول السفير والمؤلف كان هنالك صمت تام
يسود في القاعة ،وخارجها.
وقد شعرت بسعادة لا توصف من أول كلمة نطق بها السفير والمؤلف الى أخيرها ” بسبب أن الأمر كان من تنظيمي. بدأ سعادة السفير كلمته باللغة العربية الفصحى . صمت تام، ثم تنفجر القاعة بالتصفيق .كانت مناظرة صريحة
بينهما وعلى كامل الأصعدة. الأمر لم يتعلق بالمناظرة فقط بل تعداها إلى أكثر من ذلك ، لنجد أنفسنا أمام موقعة إعلامية و سياسية و اجتماعية بين أمريكا والجزائر . فعلى المستوى الإعلامي كانت المناظرة بين الطرفين
جريئة إلى أبعد الحدود دون أن تكون متكافئة … إذن المناظرة بين الدكتور محمد لعقاب و السفير الأمريكي روبير فورد حملت من مظاهر الاختلاف بين أمريكا والجزائر ، إلا أنها كشفت حقائق مثيرة حول العدوان الأمريكي على
العراق. وكشفت ايضا مستوى الكاتب الجزائري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى