أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

كيف يفكر يحي السنوار و كيف يتخذ القرارات ، و ماهو دوره في حركة حماس

كيف يفكر يحي السنوار و كيف يتخذ القرارات ، و ماهو دوره في حركة حماس

محمد نصار
بعد 24 سنة من السجن تم الافراج عن القائد العسكري و الأمني و السياسي الفلسطيني يحي السنوار ، في صفقة تبادل مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ،
القرار الأخطر الذي ندمت عليه اسرائيل و قياداتها العسكرية والسياسية، كان قرار الافراج عن يحي السنوار ، لأن هذا القرار سمح بحصول حركة حماس على ما هو اخطر من القنبلة النووية ، فشخصية يحي السنوار هي التي رسمت الاحداث منذ يوم 07 اكتوبر 2023 .
يحي السنوار الذي مكث في السجن ربع قرن تقريبا ، ما يزال يفكر الى اليوم كسجين ، و يتوقع أنه دائما تحت مراقبة حراس السجن ، يتصور نفسه كما يقول بعض القمربين منه أنه جالس في زنزانة ، تحت المراقبة الدائمة من كاميرات مراقبة منصوبة في ممرات السجن ، و في ساحات السجن ، يتصور دائما أن اسرائيل تراقبه من بعيد ، و يفترض أن كل شخص جديد يلتحق بحركة حماس أو جناحها العسكري هو جاسوس ارسلته اسرائيل تماما كما كان سجناء حركة حماس يتعاملون مع اي وافد جديد على زنزانة السجن ، و يدققون في سلوكه و تصرفاته و لا يثقون فيه أبدا .
عندما وصل يحي السنوار الى قطاع غزة عقب صفقة الافراج عن السجناء الفلسطينيين في عملية تبادل الأسرى بين حماس واسرائيل ، اكتشف انه غادر سجن صغير الى سجن كبير ، فقد حولت اسرائيل قطاع غزة الى اكبر سجن في العالم، و يقول احد مقربيه أنه ومنذ عودته على قطاع غزة ، في 2011 بدأ في التفكير في تحرير قطاع غزة و تحرير الفلسطنيين من الحصار الاسرائيلي الخانق.
في السجن يوجود دائما شكل وحيد من اشكال الصراع و النزاع ، انه الصراع بين السجين و السجان ، صراع ارادات ، السجين يريد كسر ارادة حارس السجن و حارس السجن يريد كسر ارادة السجين ، وهو يفكر الآن وهو زعيم للمقاومة في قطاع غزة ، كزعيم لمجموعة من السجناء المتمردين ، وبما أن السجناء لا يملكون اي شيء لخسارته ، و هذه هي طريقة تفكير المقاومة الفلسطينية الآن هي لا تمتلك اي شيء لتخسره ، و تعتبر اي انجاز مهما كان بسيطا ، هو انتصار لأنها تنطلق من المسافة صفر .
ارخص شيء يمتلكه السجين دائما هو الوقت ، السجين يتفنن في اضاعة الوقت بل ويبحث عن اي وسيلة لقتل الزمن ، و لهذا السبب فإن يحي السنوار مستعد للبقاء في مخبئه تحت الارض لسنوات قادمة ، و قد تحتاج اسرائيل بالفعل لقنبلة نووية لتدمير هذا المخبأ الموجود على عمق 70 او 80 كتر تحت الارض ، و حتى ولو تم ردم النفق ، قد تعجز اسرائيل عن اثبات قتل يحي السنوار
على الاغلب فإن اسرائيل ستخسر هذه الحرب ، ليس لأي سبب سوى أنها تحارب مجموعة من السجناء السابقين، و مجموعة كبيرة من الرجال الذين لديهم قدرة على الصبر أكبر بكثير من قدرة اسرائيل على الصبر ، و ربما لهذا السبب تتفنن اسرائيل في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية ، و جرائم الحرب ضد الفلسطنيين لأنها تدرك استحالة الوصول الى مخابئ المقاومة الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى