فرانس 24 تحيي التغطية الإعلامية للإرهابيين

زكرياء حبيبي

في الوقت الذي تحرم فيه فرنسا المحامي الفرنسي الفلسطيني صالح الحموري، الذي طرده الكيان الصهيوني بشكل تعسفي بتاريخ 18 ديسمبر 2022، من التحدث بمناسبة المؤتمر الذي نظمته بلدية ليون حول اتفاقيات أوسلو، أجرت الوسيلة الإعلامية الفرنسية التابعة للكيدورسي Quai d’Orsay مقابلة مع الزعيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، للمرة الثانية خلال سنوات قليلة بواسطة وسيم نصر، الصحفي المتخصص في التنظيمات الإرهابية التي يلقبها الفرنسيون بالجهادية عندما تعمل خارج الأراضي الفرنسية.
وبحسب فرانس 24، تمكن وسيم نصر من توجيه أسئلته إلى الزعيم الإرهابي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (أكمي)، أبو عبيدة يوسف العنابي، خليفة الزعيم الإرهابي السابق عبد المالك دروكدال.
في مقال سابق بتاريخ 4 يونيو 2021 تحت عنوان: “واشنطن ، فرانس 24، أبو عبيدة والعربي زيتوت”، تساءلت “الجزائر 54″عن مقابلة أجراها الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي مع صحفي القناة الفرنسية، في الوقت الذي وضع فيه الأمريكيون ثمنًا على رأسه من خلال تقديم مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات تجعل من الممكن تحديد مكان أو هوية أبو عبيدة يوسف العنابي، خليفة الهالك عبد المالك دروكدال، الذي تم القضاء عليه من قبل فرنسا، في يونيو 2020، خلال عملية عسكرية نفذتها في مالي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن الإرهابي أبو عبيدة، تلقى دعوات متكررة من قبل قناة فرانس 24 للتحدث عن الساحل ومالي والجزائر، خاصة في عام 2019، خلال الحراك.
إذا كان الصحفي وسيم نصر قد أرسل هذه المرة 17 سؤالاً إلى الزعيم الإرهابي، فإن الحقيقة تبقى أنه في عام 2019 أرسل إليه 12 سؤالاً في تقرير بثته الوسيلة الإعلامية التابعة للكيدورسي Quai d’Orsay ، أي بعد أربع سنوات من وضعه على القائمة الأمريكية للإرهابيين الدوليين.
وأكد وسيم نصر: “لقد أرسلت 12 سؤالًا كتابيًا إلى أشخاص عملوا كوسطاء”. وأوضح وسيم نصر أن الشخص الذي تمت مقابلته وهو يزيد مبارك الملقب أبو عبيدة يوسف العنابي، الذي سيتولى مقاليد التنظيم بعد خمسة أشهر من الإطاحة بعبد المالك دروكدال في يونيو 2020.، “لا شك في هويته، إنه صوته والوثيقة صادرة عن قناة إعلامية رسمية تابعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
صلات وثيقة بين التنظيمين الإرهابيين.. القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ورشاد
في نفس السياق، جدير بالذكر، أن وثائق مسربة، كشفت عن اتصالات دائمة بين أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الحالي والعربي زيتوت المقيم في إنجلترا.
العربي زيتوت، وعلاقاته الراسخة بالإرهاب ومع المنظمات الداعمة للإرهاب ايست بحاجة لأي توضيح، وكان صاحب عدة اتصالات مع الإرهابي أبو عبد الإله، أحد أقارب أبو عبيدة، المسؤول عن الاتصال داخل التنظيم الإرهابي، من أجل زرع الفوضى خلال المسيرات الأسبوعية في الحراك المبارك، والتي كان هدفها خلق الفوضى.
لعب باريس المشبوه بعد انتهاء عملية برخان
بعد طردها من مالي وبوركينا فاسو، هل تراهن فرنسا على فوضى الإرهاب؟ لا شيء مستبعد في هذا السجل، إلى حد أو بعد عشر سنوات من التواجد في منطقة الساحل، وتحديداً في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى، من خلال عمليات سيرفال، وبرخان، وتاكوبا، وصابر وسانغاريس، لم تنجح فرنسا قط في محاربة الإرهاب، بل والأفدح من ذلك، أن باريس كانت تدفع فدية للجماعات الإرهابية لتحرير الرهائن الفرنسيين، في انتهاك صارخ لقرار الأمم المتحدة الذي اقترحته الجزائر.
إن اللعب بورقة التنظيمات الإرهابية لإدامة عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، سيكون من بين الأوراق الفرنسية فيما يسمى بإعادة الانتشار الفرنسي الجديد لمواجهة وجود تأثيرات أخرى تكتسب المزيد والمزيد من الدعم بين الشعوب على حساب فرنسا.