أخبارمجتمع

عودة مراهقة على كبر

عودة مراهقة على كبر

عود طيش المراهقة بعد نهاية الأربعين على مشارف عتبة باب الخمسين.

طبقا للمقولة الشائعة الحياة تبدأ عند المرأة بعد الخمسين.

سلسة حلقات من واقع معاش لسيدة إستفاقت من عفلتها وتيهانها في دواليب طيش المراهقة والإنزلاق في دهاليزه دون وعي ولا إدراك. سيدة حلمت ونسجت أسطورة لنفسها من لا شيء وخاضت تجارب الحياة بكل مراحلها بداية المراهقة المتردة على الطبيعة و الفشل في الدراسة و الإخفاق في الحب و الظفر بعريس إلى غاية الحب من طرف واحدة و رؤية أحادية، حب إنبهار و حب إكتساب و حب غير متكامل و بعده الزواج ثم الطلاق و قبله العمل و مراحله والعودة للدراسة و إفتكاك الشهادة الجامعية و ولوج مدرجات حرمها إلى غاية التقاعد و الركن للتفرغ لحياة الروتين في ظل الوحدة و الفراغ القاتل..

الحلقة الأولى الشباب والمراهقة الطبيعية .

نحاول من خلال حقلتنا الأولى عرض تفاصيل هاته القصة المشوقة و المليئة بالعقبات و المحطات و المغامرات وعديد المشاكل و الصدمات وأخرها عودة الطيش للمراهقة و ما ينجر عنها على كبر حفظنا الله و إياكم .

تقول السيدة ن.هـ.

تفكيري الخاطئ وتصوري الغالط وسوء تقدير للحياة و عدم مراقبتي الأسرية و عدم إرشادي و تنبيهي و توعيتي وتأطيري عاطفيا و أسريا و إجتماعيا ,وكثرة مشاهدة المسلسلات و الآفلام المخلة بالحياء و الآداب في وقتنا من بوس و إحتضان وعناق و غراميات وما شابه ذلك مما لا يعد ولا يحصى في عهد التلفزة الواحدة و اللون الأبيض و الأسود لاغير, هم سبب تعاستي وفشلي في دراستي وإخفاقي في نيل شهادة الباكالوريا كبقية زميلاتي يومها.

بحيث كان التفكير في الحب والزواج ولا شيء غيره بحكم عدم تلقيني أية معلومات عن سبل النجاح وكيفية التشبث به والنهل من بحور العلم والمعرفة، فلا المجتمع رحم ولا الأم علمت ولا الأستاذات أرشدت ونهبت خاصة لما ضبطت معي بعض المجلات التي فيها بعض الصور المخلة بالحياة في وقتنا يومها قليل من تتجرأ وتأخذ معها هاته الصور للمدرية , و في مجتمع لا يعرف لمثل هاته الحالات وخاصة أنها تبسمت إبتسامة عريضة توحي وترمز لرضاها عن المجلة و شغفها لرؤيتها و تصفحها من خلال نظرات عيونها التي لم ترفعها من على صورها, و مرة من المرات سألتني هل ما زالت تلك المجلة معك و كيف يمكن إقتناؤها و الحصول عليها ,ولا المعلمات و لا المربيات ولا المراقبات نبهت غفر الله لي ولهن وهدى الله الجميع لطريق الخير و جادة الصواب للهداية السليمة.

فما شجعني هو شكر أساتذتي الذكور لمظهري الخارجي و نظراتهم الثاقبة لجسدي الممتلئ و مفاتني و إبتسامتهم لي المرسومة على شفاههم الملوثة بخبث و تطلع غدر الذئاب للأنقضاض على فريستهم سامحهم الله و غفر لهم, خاص صاحب الإبتسامة ومقولة راك أتهبلي, راكي تخلعي, راكي, أو راكي .

مرحلة مراهقة متميزة رغم تفوقي الدراسي وتكفل أهلي بالماديات والكماليات وتوفير الحاجيات الضرورية لمتطلبات الحياة اليومية وما تتطلبه رغبات مراهقة، دون التفكير في نتائجي الدراسية ولا الإنتباه إليها يوما ولا حتى سؤالي أو الإطلاع على دفتر نقاطي ولا كشوفاته ولا تكليف أنفسهن الأستفسار أو حضور إحدى حفلات نهاية السنة الدراسية أو حفلات عيد العلم و حضور تكريماتي التي لم تنقطع تقريبا طلية مشواري الدراسي ما عدا في مرحلة السنة النهائية بالثالثة ثانوي سنة الكارثة.

كانت مرحلة كغير باقي المراحل. مرحلة ألهتني عن الدراسة وشغلتني عن التركيز في أخر سنة دراسية وعن الإهتمام بأهم شهادة دراسية شهادة مفتاح ولوج العالم من أوسع أبوابه كما يسميها ويصفها الجميع، مرت فترة مرحلة مراهقتي في إختيار اللباس والموضة و أخر الصيحات لتسريحات الشعر و عالم التجميل وما شابه ذلك من ألبسة و أكسسوارات ,ألخ…..

مرت السنة بأحلام وردية زائفة وطيش فتاة غير أبهة بمستقبلها الدراسي ولا بعالمها المحيط بها فكل همها العشق والحب والزواج بفارس الأحلام المرسوم في المخيلة من نسيج خيالي وتصوراتي الخاطئة التي لم تكون مبنية على قواعد متينة و أسس صحيحة ولا على أعمدة يرتكز عليها عن الحاجة ولا مربوط بحبال متينة تكون صادة للرياح العاتية ولا بواقي يكون حامي من العواصف الهوجاء ولا الأمطار الطوفانية في حالة الكوارث الطبيعية لاسمح الله.

أنتهى الفصل الأول بملاحظة الأساتذة بعد تنبهيهم لي منذ بداية الموسم الدراسي و بإنتهاء الثلاثي الثاني وبتراجع ملحوظ و توبيخ بإنذار ولفت الإنتباه للنتائج والعلامات الكارثية خاصة في علامتي الرياضيات و العلوم التي كانت لا تنزل تحت علامة 17 في غالب الأحيان إذ بها تنزل إلى علامة 05 في مرحلة النهائي و غيرها من باقي المواد , إنتهى الفصل الثالث و الأخير للسنة الدراسية و إنتهاء السنة ثالثة ثانوي وإنقضاء العام الدراسي بحلوه و مرارته المتجرعة في عديد الآحيان و بحلول موعد إجراء إمتحان شهادة الباكالوريا و الإستعداد النفسي و البدني لها و تركيز كثير الطلبة على التحضيرات الجارية على قدم و ساق, خاصة الدروس التدعيمية وحصص التقوية و المجموعات التي كانت تنظم و الجلسات التي تجري هنا وهناك بين الطلبة و تنافسهم و حلول المواضيع السابقة و تصفح الحوليات و باقي مجريات إجتياز شهادة العمر كما وصفتها أم زميلتي التي ياليتني أستمعت لنصيحتها لي و عملت بها يومها لو كنت مدركة وواعية و مستمعة لها بأذان صاغية لما قالت لي بلهجتنا العامية على حسب فهم أمهات تلك الفترة , كما أتذكر و بالحرف الواحد (يا بنتي شوفت خزرتك أو مشيتك ما تعجبك يابنتي أنتهبي لحالك ربي يسترك وعفك من المشيء البطال و تسوفيج نتاع تحراميت و أتهلاي في قرايتك , راه ما ينفعك حتى واحد غير قدرك و سرتفيكتك ربي يتسرك و يحمر وجهك) شهادتك و علمك و نجاحك بشرف و عن جدارة و إستحقاق, لكن ساعتها لا ينفع الندم و لن يغني ولا يسمن من جوع اللحظة……

يتبع ح2…………

بقلم الأستاذ بامون الحاج نورالدين

ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى