أخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

واتساب تتجسس .. حذار

كاظم فنجان الحمامي

لم يخطر على بال الشعوب والامم ان تصبح منصة واتساب أداة لقتل الفلسطينيين والمناهضين للصهيونية. فقد تحولت الهواتف الذكية إلى عيون ترصد تحركات الناس داخل غزة وخارجها. تسمع مكالماتهم. تقرأ مسجاتهم. تحدد اماكنهم بمنتهى الدقة. حتى بات بإمكان إسرائيل اختيار الوقت المناسب لقتل أكبر عدد من المدنيين. .
اما كيف تم ذلك ؟، ومن هو المجرم الخفي الذي تواطأ مع الموساد ؟. فقد أكدت الصحف الاستقصائية ان إسرائيل أبرمت صفقة مريبة مع شركة Meta لتفعيل نظام الاستهداف القائم على الذكاء الاصطناعي، وذلك بمساعدة منصة المراسلة WhatsApp. وكشفت التقارير أن إسرائيل تستخدم نظام (لافندر) Lavender لتحديد مواقع سكان غزة، وتسهيل عمليات البحث عن 37000 فلسطيني ضمن هذا القطاع المحاصر. وقد تسببت هذه الصفقة في ارتفاع معدلات الاغتيالات بين المدنيين. واعترف قادة الموساد أنهم يقتلون المستهدفين حتى عندما يتواجدون في منازلهم مع عائلاتهم بأكملها. وهذا ما نسمع به الآن من قصف وتدمير لمنازل بعينها. علما ان إحدى التفاصيل الرئيسية حول الأساليب التي يستخدمها نظام Lavender والتي غالباً ما يتم تجاهلها هي مشاركة منصة المراسلة WhatsApp والتعرف من خلالها فيما إذا كان الفرد المطلوب يتواجد في مجموعة واتساب من تلك المجاميع المخصصة للدردشة Group. .
وهذا يعني أن شركة ميتا، وهي الشركة المالكة لتطبيق واتساب، متواطئة في حملات الإبادة، وأنها أنتهكت القانون الإنساني بشكل سافر، وسبق لشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) ان ساعدت اسرائيل في قمع الأصوات الفلسطينية، وتعرضت في حينها لانتقادات بسبب تورطها في قمع المقاومة. .
الحقيقة إن مشاركة (ميتا) الواضحة لبيانات مستخدمي واتساب، وتبادلها الرسائل الخاصة مع جيش الإحتلال، ومع أنظمة استهداف الذكاء الاصطناعي الخاصة بالموساد تكشف عن مستوى التعاون بين الطرفين، ما يجعلها متواطئة في عمليات القتل. وقد انتشرت هذه الاتهامات على نطاق واسع ضد منصة واتساب، على الرغم من تأكيدها على انها شبكة اجتماعية خاصة. بما في ذلك تشفير الرسائل من طرف إلى طرف. .
لكن الاخبار المزعجة تكررت في الاونة الاخيرة عن انتهاك خصوصية الواتساب، وعن ظهور مجاميع من القراصنة اعلنوا عن استعدادهم لفك شفرة ملايين الحسابات مقابل حفنة من الدولارات. فما بالك إذا كانت شركة (ميتا) نفسها متهمة بابرام الصفقات مع هذه الدولة او تلك لتسهيل عمليات التجسس والتلصص على تحركات أصحاب الحسابات ؟. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى