ضرورة استلهام العبر من تضحيات الشهداء
أكد أساتذة وخبراء مشاركون في ندوة تاريخية بعنوان “من تضحيات الشهيد إلى إنجازات العهد الجديد”، على ضرورة استلهام العبر من التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والمجاهدون لبناء حاضر ومستقبل الجزائر والرقي بها.
وبهذا الخصوص، أبرز الخبير في القضايا الأمنية والجيوسياسية، محند برقوق في مداخلته خلال هذه الندوة التي نظمها الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، بالمركز الدولي للمؤتمرات ” عبد اللطيف رحال”، بعنوان” إنجازات الحاضر”، ما تحقق في الفترة الأخيرة من انجازات لمواكبة التطورات الحاصلة والتكيف معها، مشيرا إلى التحولات العالمية والتي من شأنها أن تبرز تنافس قوي حول كيفية بناء علاقات وتحالفات.
وأضاف أن الجزائر تعتمد اليوم مقاربة إستراتيجية تتميز بالقدرة على التنبؤ والاستيباق برزت من خلال ما تضمنه دستور2020 من تحصين الهوية وبناء منظومة حكم جديدة تقوم على الديمقراطية التشاركية وتعزيز دور المجتمع المدني وجعله فاعلا في الحوكمة، إلى جانب اعادة بناء منطق اقتصادي مبني على خلق الثروة وتشجيع الاستثمار.
وفيما يخص تعزيز الوحدة الوطنية ذكر الأستاذ برقوق بالقانون الذي يجرم التمييز والكراهية وكذا المقاربة الدبلوماسية الجديدة المستلهمة من مبادئ الجزائر وقيم ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة.
من جهته، تناول مدير مساعد بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 ، حسين عبد الستار، في مداخلته، القيم النضالية والأخلاقية التي تميز بها شهداء ثورة التحرير الوطني الذين علمونا — مثلما قال– معاني الصمود والتضحية وأنه لا صوت يعلو على صوت الوطن، مضيفا أن الاستلهام من تاريخ الجزائر من شأنه أن يكسبنا مناعة مجتمعية للحاضر والمستقبل.
من جانبها، تناولت الأستاذة وهيبة بطوش في مداخلتها “المرأة الجزائرية من مسار نضالي حافل بالانجازات الى مسار التنمية والتعمير”، الحديث عن كفاح المرأة ابان ثورة التحرير، قالت إن الشهيدات والمجاهدات قدمن “نموذجا فريدا” لكفاح المرأة المسلمة منذ أن وطأت أقدام المستعمر الغاشم أرض الوطن، مستدلة بكفاح لالة فاطمة نسومر وقيادتها لمعارك ضد جيش الاحتلال.
وركزت الأستاذة بطوش، على الدور الكبير للتربية والتنشئة والتكوين في تلقين الأجيال الصاعدة الوطنية وقيم الحرية والاستقلال، مذكرة في هذا الصدد بما قامت به جمعية العلماء المسلمين أيام الاستعمار في تحصين الهوية ودعم النضال والكفاح الوطنيين.
للإشارة، تم خلال هذه الندوة التي نظمت تخليدا للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية ويوم الشهيد، وحضرها ممثلون عن البرلمان وعدد من القطاعات والهيئات إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر وإطارات ومجاهدات، عرض شريط وثائقي حول تضحيات وإنجازات المرأة الجزائرية وتقديم محاضرات تاريخية.
كما تم بالمناسبة، تكريم مجاهدات وعائلات شهيدات وكذا مناضلات فلسطينيات وصحراويات إلى جانب بطلات ألعاب البحر الأبيض المتوسط نظير ما بذلنه من جهد خلال المنافسة سعيا لإعلاء الراية الوطنية.