أمن وإستراتيجية

صناعة الحرب

شريف حتاتة
………………..
منذ سنين طويلة ، شكلت صناعـة الحـرب ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الأمريكي ، وظلت المؤسسة المالية الصناعية العسكرية قوة تتحكم فيه .. لكن عندما انهار الاتحاد السوفيتي ، انهار العدو الذي كانت توجه ضده الحرب الباردة .. وهي الحرب التي كانت تبرر صرف المبالغ الطائلة على القوات المسلحة الأمريكية ، وعلى القواعد العسكرية الموزعة في مختلف أنحاء العالم ، وتسليح البلاد التي ترتبط مع أمريكا بالأحلاف ، أو بعلاقات خاصة يسميها رجال السياسة ” صداقة ” .
وحتى يمكن الحفاظ على هذا البنيان الاقتصادي الخادم لمصالح وأرباح الرأسمالية العليا ، كان لابد من البحث عن عـدو جديد يبرر الاستمرار فى سياسة التسليح الواسع .. بل وتوسيع نطاقها .. فوقع الاختيار على المسلمين والعرب ، ليكونوا الأعداء الذين يهددون أمريكا بعد أن انهار عدوها القديم.
ربما ساعدت أوضاع المسلمين وتصرفات حكامهم وفسادهم ، وكذلك تصرفات بعض أحزابهم أو تنظيماتهم على إيجاد مبررات لهذه السياسة .. لكن في النهاية أمريكا ، هي التي بادرت بإجراء هذا التحول السياسي ، لصالح شركاتها ولصالح الجنرالات الذين تربطهم بها علاقات تعاون وتضامن وثيقة.. فأسرع بعض المفكرين الاستراتيجيين لإيجاد نظرية تبرر هذا التحول . هكذا ولدت نظرية صراع الحضارات ، لتحل محل الصراع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من أجل المساواة والديموقراطية والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى