دراسات و تحقيقاتفي الواجهة

سيناريوهات لمستقبل الثروات وصحة الأفراد ودور القطاع الخاص في تطوير تشريعات

سيناريوهات لمستقبل الثروات وصحة الأفراد ودور القطاع الخاص في تطوير تشريعات على أجندة جلسات اليوم الثاني لمنتدى دبي للمستقبل

خلال 3 جلسات متنوعة شهدت مشاركة خبراء من الإمارات والعالم

سيناريوهات لمستقبل الثروات وصحة الأفراد ودور القطاع الخاص في تطوير تشريعات على أجندة جلسات اليوم الثاني لمنتدى دبي للمستقبل

جلسة حوارية خاصة حول تصورات مستقبل الثروات والأصول الرقمية
القطاع الخاص سيلعب دوراً أكبر في تطوير مستقبل التشريعات
خبراء يستعرضون رؤاهم حول دور التكنولوجيا في تعزيز صحة الإنسان

دبي، 12 أكتوبر 2022: ناقشت جلسات اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل” موضوعات متنوعة تهم الأفراد والمجتمعات والاقتصادات بالتركيز على التصورات المستقبلية للرعاية الصحية وشراكات القطاعين الحكومي والخاص وفرص الاستثمار وإنتاج الثروات في اقتصادات المستقبل.

وأكد المشاركون في جلسة “من هم أثرياء المستقبل؟”، أن الاستثمار في التقنيات الناشئة واستراتيجيات خلق القيمة، تلعب دوراً حاسماً في تشكيل منظومة الثراء سواء للحكومات أو الأفراد.

وقال المشاركون في الجلسة: “يمكن للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية التعاملات الرقمية “البلوك تشين”، والرموز غير القابلة للاستبدال، أن تساعد على إنشاء مجتمعات جديدة تعيش ضمن بيئات اجتماعية مفتوحة المصدر، مما يحقق إيرادات إضافية وزيادة القدرة التنافسية.

وجاء في الجلسة النقاشية التي شارك فيها كلٌ من دنكان كاس بيغز، مستشار استشراف المستقبل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وجوزيف رازينسكي، خبير في التكنولوجيا في “طومسون رويترز”، والدكتورة سوزان روث، رئيسة إدارة المعرفة في بنك التنمية الآسيوي، وأدارها فيلاس دار، من مؤسسة “باتريك ج. ماكغوفرن”، أن وتيرة الابتكار الرقمي وظهور التكنولوجيات المتقدمة تتسارع اليوم بكل ملحوظ، وتأثيرها يتضاعف على آليات تكوين الثروة ومصادر الحصول عليها، مما يتطلب فهم الضرورة التي تدفعنا نحو أن نكون استباقين اتجاه المستقبل.

واعتبر المشاركون في الجلسة أن ثراء الشعوب لا يأتي فقط من قوة الناتج المحلي الاجمالي للمدن والدول، بل يأتي من خلال المؤشرات والمقاييس التي تتبناها الحكومات اتجاه مستقبل الأجيال، ووعيها بأهمية الثراء النفسي والمعنوي لأفرادها بنفس الدرجة.

وأعرب المشاركون خلال الجلسة النقاشية، عن تفاؤلهم بالفرص التي تولدها التكنولوجيا الناشئة في المستقبل، والثراء الذي يمكن أن يحققه الأفراد والشركات عبر الاستثمار الصحيح لهذه التقنيات، مؤكدين أن العالم مقبل على تحولات مستقبلية غير متوقعة، وكما يتوقع البعض أن يخلق هذا التقدم العديد من التحديات، إلا أنه في ذات الوقت سيكون بمثابة فرص هائلة للشركات وريادة الأعمال في حال تم استغلاله بالشكل الأمثل.

كما أوضح المشاركون أن فرص تحقيق الثروة تتغير باستمرار والوقت الراهن يشهد فرصاً جديدة

لتوليد الثروة مثل التقنيات الناشئة، والألعاب الالكترونية، والرموز غير القابلة للاستبدال، والميتافيرس، وغيرها.

دور القطاع الخاص في مستقبل التشريعات

وخلال جلسة بعنوان “هل سيقود القطاع الخاص تشريعات المستقبل؟” ضمن “منتدى دبي للمستقبل”، سلط خبراء في مجال التشريعات الضوء على أهمية دور القطاع الخاص في مجال تشريعات المستقبل ودور الشراكات مع الهيئات التنظيمية في إيجاد الحلول الأنسب لحماية المجتمعات والاقتصادات ومواصلة تحفيز الابتكار وجذب الاستثمارات والمواهب.

شارك في الجلسة التي أدارها السيد جيكوب إيليس من مكتب مفوضية أجيال المستقبل في ويلز كلٌ من سعادة أحمد البدواوي الأمين العام المساعد للسياسات الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس لجنة مختبر التشريعات، والدكتور كليم بيزولد شريك مؤسس في شبكة القطاع العام لاستشراف المستقبل، والدكتور بلاز جولوب الرئيس والرئيس التنفيذي في “هيليوت أوروبا”، ولين كايسر الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة “هايبرغانيك.

وأكد سعادة أحمد البدواوي أن القطاع الخاص سيقود التشريعات في المستقبل، حيث يتعين على الحكومات العمل جنباً إلى جنب مع هذا القطاع لابتكار حلول عملية جديدة للتحديات الراهنة والناشئة على حد سواء.

واعتبر أن على حكومات المستقبل الموازنة بين التشريعات القانونية والانفتاح على الحلول التي تقدمها شركات القطاع الخاص. وشدد على دور المنظمات غير الحكومية في تقديم حلول لتحسين التشريعات في المستقبل، منوهاً بأهمية العمل المشترك في مختلف القطاعات لبناء مستقبل زاهر وتحقيق الكرامة الإنسانية وتطوير المجتمعات.

بدوره قال الدكتور بلاز جولوب إن العديد من الحكومات لا تعمل مع القطاع الخاص لخلق قوانين وتشريعات جديدة، معتبراً أن الدور الأساسي للحكومات هو تحفيز التقدم والنمو وسن قوانين وتشريعات جديدة تراعي مستقبل العمل وتخلق فرصاً جديدة للشركات لتنمية أعمالها.

وأضاف: “إن الحكومات الذكية هي التي تستشرف المستقبل وتستثمر في القطاع الخاص وتقدم له جميع التسهيلات لتمكينه من طرح أفكار وابداعات جديدة تسهم في تطوير التشريعات والقوانين المعمول بها حالياً”.

من جهته أكد السيد لين كايسر على ضرورة التفكير بالتشريعات بطريقة مختلفة ضمن رؤى واضحة لتقديم أفضل الحلول في المستقبل. وفي ظل طبيعة الحياة السريعة اليوم، على الحكومات إجراء التعديلات على التشريعات بشكل سريع لتفادي أي مشاكل محتملة. وعلينا اليوم أن نتخيل المستقبل ونصممه وننفذه من خلال وضع خطط واضحة لتطوير التشريعات والقوانين بالشراكة مع القطاع الخاص.

من جهته، قال الدكتور كليم بيزولد إن على الحكومات العمل مع المؤسسات والشركات الخاصة التي تتمتع بتنظيم ذاتي عالي، فالشركات الناجحة تحتاج للتخطيط والتطوير والتسويق والتوزيع بشكل يرشد الموارد ويراعي مستقبل الأجيال القادمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

حياة مديدة

وناقش خبراء في المجال الصحي قضايا البحث والتطوير والتكنولوجيا الحديثة في تسريع خطى البشرية للوصول إلى حلول لتأخير الشيخوخة وما يرافقها من أمراض ارتبطت بها، وإطالة متوسط عمر الإنسان وجودة حياته وصحته. كما استعرض المشاركون بعضاً من الجهود المبذولة عالمياً في هذا المجال ولإيجاد علاج للأمراض المميتة والحد منها كسبب رئيسي في الوفاة.

هذه المواضيع وغيرها نوقشت في جلسة عنوانها حمل تساؤل يشغل تفكير الإنسان منذ فجر الإنسانية: “هل سيعيش البشر للأبد؟” حيث أكد الباحثون المشاركون في الجلسة أن إبطاء أو حتى عكس عملية الشيخوخة الطبيعية سيساهم في محاربة الأمراض. وأشاروا إلى بعض الإشكاليات التي تتعلق بالتقدم في هذا المجال، منها التأثير المجتمعي لإطالة عمر الإنسان، وما يقترن به من مخاوف أخلاقية تتعلق بالتدخل في عملية الشيخوخة الطبيعية.

وشارك في الجلسة كل من الدكتور خوسيه كورديرو، نائب الرئيس، “هيومانتي بلاس”، والدكتور جيمس كيركلاند، أستاذ في بحوث الشيخوخة، مايو كلينيك، والدكتورة حنان السويدي، المدير التنفيذي للأعمال، مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، والدكتور ألكس زافورونكو، المؤسس والرئيس التنفيذي، “إنسيليكو ماديسين”.

وقالت الدكتورة حنان السويدي: “لدينا أمل أن تتحول الأبحاث والتطورات الإيجابية في المجال الصحي إلى واقع يتيح للجميع الاستفادة منها في أقرب وقت”. وأضافت: “نفخر في دولة الإمارات بقيادتنا الرشيدة التي تضع كل ما يلزم للاستعداد للأحداث وتهيء كل البنى التحتية والموارد البشرية القادرة على أن تتعامل معها بشكل استباقي وخصوصاً في المجال الصحي وخير دليل على ذلك هو الكيفية التي تعاملت بها حكومتنا ومجتمعنا مع جائحة كورونا”.

وأكد الدكتور خوسيه كورديرو أن التقدم التكنولوجي المتسارع ساهم في الارتقاء بجهود البحث والتطوير في مجال مكافحة الأمراض المميتة والتوصل إلى استنتاجات علمية من شأنها تسريع خطى التوصل إلى حلول وعلاجات.

من جهته، أشار ألكس زافورونكو إلى دور التكنولوجيا المتقدمة ومنها الذكاء الاصطناعي في إحداث طفرات كبرى في الجهود العالمية لمكافحة الشيخوخة وفي إثراء الأبحاث الجارية عن مسببات ومظاهر الشيخوخة الجسمية والعقلية وما يرتبط بها من أمراض وأعراض.

من جانب آخر قال الدكتور جيمس كيركلاند: “أصبح لدينا اليوم فهم أعمق لمظاهر ومسببات وآثار التقدم في العمر والشيخوخة. فمع التقدم العلمي والتكنولوجي، بات من المتاح لنا تسجيل ملاحظات أكثر دقة عن العوارض الصحية المرتبطة بالتقدم بالعمر وتطوير أساليب للتعامل معها سواء في العيادات أم في إجراء تغييرات وتحسينات على نمط وأسلوب الحياة”.

وانعقدت فعاليات “منتدى دبي للمستقبل” برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، يومي 11 و12 أكتوبر في “متحف المستقبل” بمشاركة أكثر من 45 مؤسسة عالمية لاستشراف المستقبل وأكثر من 400 من خبراء ومصممي المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى