أحوال عربيةأخبار العالم

سنوات أزمة سورية…هل تنجح السعودية بالحل ؟

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

أبدأ مقالي في نقل تساؤل طالما أقلق معظم أبناء هذا الوطن في الداخل والخارج وهو: هل تنجح سورية في الخروج من أزمتها المستمرة منذ عدة سنوات؟‏ سؤال مهم‏…‏ لكن الإجابة عليه بتقديري هو التفاؤل بالإنفراج والخروج بنجاح كامل لسورية من الأزمة الراهنة.

لا يزال الساسة واللاعبون الإقليميون والدوليون، يتحدثون عن ضرورة إيجاد حل سياسي، ينهي الحرب الدائرة في سورية، مبادراتٌ سعودية، وحراكٌ دبلوماسي تمثل بزيارة وفود سعودية سورية، وتأكيدهم مساندة الرياض للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سورية وأمنها، ويمكن وضع هذه الزيارة في سياق التعاون والتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين إزاء ما يحدث في المنطقة، لبلورة موقف مشترك وواضح من مجمل ما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة أن أمريكا وحلفاؤها في المنطقة يحاولون خلط الأوراق من جديد، ووضع العصي في عجلات أي جهود لإيجاد حل للأزمة السورية بما يلبي طموحات الشعب السوري بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية، كما تحمل في طياتها رسائل إلى من يهمه الأمر بأن علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين السعودية وسورية قوية، وخارج المساومات والصفقات، وهي زيارات تعطي الإنطباع بوجود دور سعودي جديد في الأزمة السورية.

أمل جديد في إنهاء الصراع في سورية حيث تعمل السعودية بكل جهد على جمع الشتات العربي، وحل الأزمات بأي شكل من الأشكال، ولعل التحركات الدبلوماسية السعودية الأخيرة كشفت أهمية دور المملكة في العالم العربي، وحضور سورية في قمة جدة بعد 12 عاماً من الانقطاع عن الإجماع العربي حدث يستحق التوقف عنده كثيراً، إذ طالما أشغلت الأزمة السورية الأروقة الدولية وبقيت على هذه الحالة سنوات عديدة إلى أن تقدمت السعودية المشهد في قفزة سياسية ناجحةلإعادة سورية إلى الحضن العربي، الأمر الذي انعكس على الأجواء العربية بشكل إيجابي، بينما تستمر جهودها في المساعي السياسية لتطوي صفحة تلك الأزمة إلى غير رجعة.

وكما نجحت المملكة العربية السعودية في جمع دول مجلس التعاون الخليجي في قمة العلا وفتحت صفحة جديدة في العلاقات الخليجية الخليجية، فالمملكة اليوم أيضا قادرة على تسوية المشكلات العربية وتصفير المشكلات الذي بات نهجاً واضحاً للسياسة السعودية الخارجية.

على خط مواز، أن سورية بلا شك مع كل الجهود التي يبذلها الأشقاء العرب من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة.

بالمقابل تنظر دمشق بارتياح كبير للجهود التي بذلتها المملكة السعودية من أجل استعادة مكانتها واستئناف أنشطتها في جامعة الدول العربية، وأيضاً في دعم الاستقرار من خلال الاتفاق السعودي الإيراني، بما يدفع إلى تصفير المشاكل والعمل على معالجة الخلافات بالحوار والتواصل والانفتاح البنَّاء والفعال.

وهنا أرى بأن هناك رؤية إستراتيجية موجودة في كل الأوساط السعودية وعلى أعلى المستويات، مفادها أن السعودية المؤثرة في الإقليم، هي السعودية التي يمكن ان تسهم في عودة الإستقرار مرة اخرى الى منطقة الشرق الاوسط المضطربة كما ان هناك رؤية إستراتيجية ثابتة وهي دعم سورية في كل الاوقات.

في هذا الخصوص باستطاعة السعودية أن تسهم في آلية تفعيل الحوار الوطني في سورية بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، وأيضاً تستطيع أن تهيئ بيئة آمنة لعودة السوريين إلى سورية، وبالتالي حل الأزمة السياسية، التي يمكن معالجتها من خلال آليات الحوار بعيداً عن العنف وبعيداً عن التدخل الخارجي.

مجملاً… إن الوحدة الداخلية السورية ضرورة وطنية لمواجهة التدخل الخارجي والتيار التكفيري، لحفظ وحدة سورية وموقعها القومي والإسلامي، وإحباط المشروع الغربي لبناء الشرق الأوسط الجديد، فالتحرك السعودي لحل الأزمة في سورية بما يملك من تجربة في المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن وتأييد الحل السياسي، هام وضروري، وبارقة أمل كبيرة في الخروج من النفق المظلم والتوصل إلى حل سياسي يعطي الثقة للشعب السوري في الخلاص من الارهاب والقضاء عليه.

وأختم مقالي بالقول: إن أعداء سورية وأعداء السلام واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، فسورية ستعود أقوى مما كانت ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني، وستتجاوز الأزمة التي تمر بها بإصرار شعبها العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى