الصحافة الجديدةثقافة

سمات الصحفي الكبير

محمد عبد المجيد

يوضح هذا الكتاب المتميز في موضوعه وأسلوبه، سمات المراسل الصحفي الكفؤ، ويقدم التعليمات والنصائح المهمة، والإرشادات العملية والأمثلة والنماذج المناسبة حول المهارات المطلوبة لأداء العمل الصحفي بجدارة، وممارسة المهنة بمهارة؛ علاوة على التصدي لما يواجهه الصحفي في حياته المهنية، من أحداث طارئة. ويبين كيفية التعامل مع الإحصائيات الدقيقة، والمصادر الأولية، وكتابة التقارير الصحفية بواسطة التقنية الحاسوبية، والكتابة على الشبكة الإلكترونية، كما يتناول العناصر التكوينية، والتقنيات الجديدة، التي تجعل المرء مراسلاً ماهراً، وصحفياً عالمياً وشاملاً، ويؤكد أن الصحافة الجيدة تعني اكتساب المهارات التي تمكن الصحفيين من العمل في مهنة تشهد تغيراً مستمراً.
ويؤكد المؤلف أن كل من يقرأ كتابه هذا ويستخدمه من الصحفيين، سوف يعي تماماً تحديه للمواقف، والإجراءات الروتينية، والتقنيات القديمة في الصحافة، وكل ما تتصف به من مبالغة في الاهتمام بالمصالح الشخصية، وتبرير الوسائل بذريعة الغايات، والابتعاد عن الموضوعة والمنهجية.
يلخص الكتاب أهم التجارب العملية التي تعلمها المؤلف من خلال خبرته الطويلة في الصفحاة، ومن مشاهدة أكفأ المراسلين وهم يمارسون المهنة من موقع الحدث، أو من استخلاص المعلومات من أفكار الحكماء والمحنكين المتمرسين، أو من الكتب المتخصصة، أو من مواقع الويب (على الشبكة الإلكترونية)، وكيف استفاد كثيراً من الأخطاء التي ارتكبها أثناء أداء عمله، فتعلم من أسوأ الظروف وبأصعب الطرق أفضل السبل وأكثرها ابتكاراً وإبداعاً.
ويوضح الكتاب أن المراسلين هم أبطال الصحافة، مهمتهم أن يكتشفوا الأشياء، وأن يصلوا موقع الحدث بالرغم من خطورته أحياناً، ليدقوا على الأبواب الموصدة، من أجل اقتناص الحقيقة. وهناك الكثير من الصحفيين ممن تعرضوا للاعتقال أو التهديد بالرغم من جهودهم ومعاناتهم في كشف الحقائق وتوصيلها إلى الناس، فقد سجن المئات منهم، وقتل العشرات.
ويبين الكتاب أيضاً أن ما يحتاجه المراسل المراسل لتحقيق النجاح هو المواقف الصائبة والشخصية الصادقة. ويذكر أن أهم معدات وأدوات المراسلين الصحفيين التي يملكونها، بعضها مواقف فطرية، وبعضها الآخر يمكن اكتسابه بسرعة، لكن معظمها ينبني من خلال سنوات الخبرة والتجربة، عبر البحث والكتابة، وكتابة الكثير من القصص والتحقيقات والتقارير.
ويؤكد الكتاب على أن الدقة في نقل الحقيقة هي من أساسيات عمل الصحافة، لذا يتطلب من الصحفي تسجيل وكتابة وما يخبره به الناس حرفياً، وأن يكون ما كتبه مطابقاً لروح الوضع أو الحدث، والحذر من السقوط في فخ الشائعة، فلا ينبغي عليه أن يتمنى، بل عليه أن يحول تقريره إلى حروف مطبوعة. ومن الأساسيات أيضاً على الصحفي أن لا تؤثر معتقداته وثوابته الخاصة في عمله. ويسرد الكتاب أهم المشكلات التي تواجه الصحافة في طريق تقدمها ونجاحها.
ويتحدث الكتاب عن الثقافة الصحفية المطلوبة، وعن دور رؤساء التحرير والمحررين في انتقاء الموضوعات المثيرة، وتجنب المملة منها أو التي تفقد الإثارة.
وتناول الكتاب دور المعلنين، وكيف أنهم يمثلون العنصر الآخر من قراء الصحيفة، وأنهم بالنسبة للصحف الأقل توزيعاً، يعتبرون أكثر أهمية على الصعيد الاقتصادي من القراء. ويلخص الكتاب هدفه بأن الدور الحقيقي للصحيفة يتمثل في العثور على معلومات حول أمور تحظى باهتمام الرأي العام، ونقلها بقدر ممكن من السرعة والدقة إلى القراء بأسلوب صادق وأمين ومتوازن. وهذا الكتاب سوف يخبر جميع الصحفيين بكيفية تحقيق هذا الهدف.
يعد الكتاب دليلاً مرشداً للمحترفين والمتدربين والذين يفتقدون الخبرة والتجربة في شتى أنحاء العالم حول شمولية وعالمية الممارسة الصحيفة الناجحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى