أحوال عربيةأخباردراسات و تحقيقات

سلسلة (خرافات وأباطيل حاخامات صهيون) الحلقة (4)

سلسلة (خرافات وأباطيل حاخامات صهيون) الحلقة (4)

حوار/ أحمد الحاج
ما إن شرعنا متوكلين على الله تعالى لنكتب هذه السطور كأقل الواجب تجاه أشقائنا المحاصرين،الجائعين، النازحين،المظلومين ، نصرة للحق ،وإزهاقا للباطل حتى تناهى الى أسماعنا تفاقم المجاعة وانعدام الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب كليا في عامة القطاع المحاصر،أعقبها نبأ اقتحام المستعمرين الصهاينة باحات الأقصى المبارك،بحماية الشرطة من جهة باب المغاربة،وفقا لوكالة الانباء الفلسطينية،ليؤدوا طقوسا تلمودية-مبتدعة ومخترعة ومصطنعة-ولا أصل لها في شريعة موسى عليه السلام،في وقت أفادت فيه الاحصاءات الأخيرة بارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى(30717) في اليوم الـ152للحرب العدوانية،ومعظمهم الشهداء من الأطفال والنساء،بينهم أكثر من (348) من الطواقم الطبية،فيما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى (72156) جريحا بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ولا يزال آلاف الضحايا عالقين تحت أنقاض البنايات المدمرة بكل أنواع الاسلحة المحرمة دوليا منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر /2023،أما عن أعداد المعتقلين فقد اعتقلت قوات الاحتلال (269) من الطواقم الطبية بينهم مدراء مستشفيات في خان يونس،وشمال غزة، مقابل اعتقال نحو (7450) فلسطينيا من الضفة الغربية،منذ بدء العدوان،أما عن الوحدات السكنية التي دمرت فبعشرات الألوف،وأما عن المدارس والجامعات فقد دمر الاحتلال (405) منها بشكل كلي أو جزئي وفقا لوكالة تاس الروسية، وأما عن المستشفيات فقد أصيب وأستبيح و دمر معظمها ليخرج عن الخدمة .
كيف لا يحدث ذلك كله وحكومات العالم الغربي وأحزابه اليمينية علاوة على منظماته الحقوقية والنسوية إلا ما شاء ربك تغمض عينيها،وتغض طرفها،وتكيل بمكيالين فتراها تؤيد الجاني وتدين المجني عليه..تبريء الظالم وتُجرِم المظلوم ..تبارك الاحتلال الغاصب ، وتشجب المقاومة المشروعة ؟!
كيف لا ووزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير ،يرفض تبادل الأسرى وإطلاق سراح الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية في أية صفقة لتبادل الاسرى! لماذا ياغفير؟ قال “لأن إطلاق سراح اليهود من اللصوص ومخالفي الضرائب أولى لتخفيف اكتظاظ السجون من اطلاق سراح الفلسطينيين !” نقلا عن صحيفة معاريف الاسرائيلية، وذلك بعد أيام على مطالبته بـ”فرض قيود مشددة على دخول عرب الداخل،كذلك الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية إلى المسجد الاقصى خلال شهر رمضان!”ليرد عليه النتن ياهو، وهو الذي دمَّر منذ بدء العدوان وبشكل كامل (217) مسجدا،فضلا على(248) مسجدا بشكل جزئي في قطاع غزة ، بالقول أمام وسائل الاعلام بهدف تضليل الرأي العام العالمي”رمضان مقدس لدى المسلمين،وستحفظ حرمة العيد هذا العام كما هو في كل عام وسنجري تقييما أمنيا كل أسبوع،وسوف يُتخذ القرار بناء على ذلك” وفقا ليورو نيوز.
كيف لا والحاخام الإسرائيلي عوزي شرباف، كان قد قال في محاضرة له وبالحرف “إن قطاع غزة هو القضية في هذه المرحلة العظيمة التي تسمى قرب مجيء المسيح”مضيفا ،إن”كل المنطقة من سيناء وحتى نهر النيل هي جزء من أرض إسرائيل ويجب بذل كل جهد من أجل تحريرها !!”.
كيف لا والحاخام شلومو إلياهو،يقول”علينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون ،وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت!!”.
كيف لا والحاخام عوفيديا يوسف،يوصي أتباعه بالقول”ممنوع الإشفاق عليهم،يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم شريرون ..إنهم أسوأ من الأفاعي السامة !!”.
كيف لا والحاخام يوسف التيسور،بالاشتراك مع الحاخام يتسحاق شابيرا في كتابيهما(شريعة الملك)،قد أفتيا صراحة بـ”إمكانية قتل أطفال أعداء إسرائيل لأنه من الواضح أنهم سيكبرون لكي يؤذوننا ، وأنه وفي أي مكان يشكل فيه (الأغيار) تهديدا على حياة إسرائيل،فمن المسموح قتلهم !!”.
وها نحن وفي الحلقة الرابعة من سلسلة (خرافات وأباطيل حاخامات صهيون) نواصل الحوار مع الدكتور خالد العبيدي ، الذي أجاب عن أسئلتنا مشكورا :
س1 : لقد حاولت الآلة الاعلامية الصهيونية ومن ورائها الامريكية والأوربية الضخمة جاهدة تصوير الاحداث بمعزل عن سياقها التاريخي وبأنها قد بدأت في السابع من اكتوبر 2023 وبالتالي فإن من حق الصهاينة الرد بقسوة والعمل على إطلاق سراح الرهائن والثأر ممن باغتهم وهاجمهم وأسرهم متناسين تماما كم المذابح التي اقترفها الصهاينة عبر عقود ،حبذا لو أوجزت لنا في هذه العجالة جانبا من أبشع مجازر الصهاينة في فلسطين خلال 100 عام ؟

ج : لقد بين لنا كتاب الله تعالى كيف أنهم كذّبوا أنبياء الله تعالى وقتلوا الرسل وزوروا كلام الله تعالى، فعاندوا نبيهم موسى عليه السلام ، ورموا أنبياء الله تعالى داوود وسليمان عليهما السلام بتهم فظيعة ، وعادوا عيسى عليه السلام ، ولم يبقوا أي احترام لشرع الله تعالى فكان جراء ذلك أن قست قلوبهم فهي كالحجارة أو اشد قسوة. كما بينت لنا السنة النبوية حقيقة سلوكياتهم وتعاملاتهم وخبثهم وعقدهم النفسية وتلونهم المستمر. فمثلاً جاء في صحيح البخاري (ج4/ ص132، الحديث رقم: 3329 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ» قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الوَلَدِ: فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ المَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا ” قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ اليَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ البَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ» قَالُوا أَعْلَمُنَا، وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْيَرُنَا، وَابْنُ أَخْيَرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ» قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَوَقَعُوا فِيهِ.
وحينما برزت الصهيونية في أوربا في القرن التاسع عشر أو قبله كانت تحمل فكراً مريضاً عنصرياً عنجهياً دموياً كخليط ممزوج من كذب وتزوير وعنجهية مع عادات الخازاريين الوثنية القديمة وأحقادهم مع أطماع دنيوية وسلوكيات إلحادية علمانية عنصرية مع سلوكيات شيطانية مستندة على السحر الأسود والكابالا اليهودية القديمة. فلا عجب أن نجد وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اليهود الصهاينة بنسبة أكبر من 90% تتفنن في الكذب ونقل الخبار الكاذبة البعيدة عن الحقيقة والتي تخدم الأجندة الصهيونية. ولعل أجوبتنا في هذا المقام تبين مباحث عديدة أكدت تلك الصفات الذميمة الخسيسة فيهم.

س2: لنتحدث قليلا عن الداعم الأكبر للصهيونية وعن مؤسسها الأول ونعني بها ” عائلة روتشيلد “؟

ج : عائلة روتشيلد (The Rothschild family) التي كان لها الدور الأبرز في تشكيل وتأسيس وإنشاء إسرائيل، وصفها متخصصو صناعة المال والاقتصاد في العالم بأن أفرادها هم: “أنبياء المال والسندات – the prophets of money and bonds -” حيث تمكنت من امتلاك ترسانة إعلامية هائلة سخرت لخدمة الفكر والسردية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والأساطير والتزوير وتشويه الحقائق ولي الوقائع والأحداث باتجاهات تخدم أسيادهم الصهاينة. وقد اعترف العديد من الساسة العالميين بحقيقة سيطرتهم المالية ولاقتصادية العالمية، والتي حولوها إلى سيطرة سياسية وإعلامية واجتماعية وعلمية تقنية لاحقاً عبر تملكهم لأخطر المؤسسات العالمية المشكلة لتلك العناوين، ومن أمثلتها الوكالات الإعلامية العالمية الكبرى كرويترز وسي إن إن وغيرها. فامبراطورية الاعلام الروتشيلدي تمتلك غالبية القنوات الإعلامية الفاعلة عالمياً، وفق مباحث أجراها مختصون، أما بشكل مباشر أو تملكها لمجموعات راعية مساهمة (ٍShareholders) تعمل لديها، وهم 6 شركات، جميعهم إسرائيليو الهوى متطرفو العقيدة الشيطانية. فقنوات الأخبار الأمريكية والأوربية الكبرى (CNN, BBC, NBC, ABC, Fox,….etc) وأشهر وكالات الأنباء والصحف العالمية (Reuters, USA Today, Wall street Journal Herald Tribune, The Gaurdian..etc ) وحلقات ومؤسسات إعلامية وفنية كثيرة تمتلكها تلك العائلة أما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فضلاً على تحكمها بطريقة ومحتوى المقالات والمباحث والأخبار والتقارير المنشورة كي لا تخرج صياغتها عما هو مسموح به. كما ان أي صحفي أو باحث يتجاوز الخط الأحمر ليكشف حقيقة تلك الشبكة الإعلامية والفنية المسيطرة على العالم يتم إقصاؤه من عمله وطرده من مهنته وتشويه سمعته وتهديده وربما قتله!
ولعل ما حصل لقناة اليوتيوب الخاصة بالإعلامي الأمريكي إليكس جونز (Alex Jones) الذي فضح سيطرة اللوبي الشيطاني لأرباب المال اليهود على السياسة والإعلام والفن والاقتصاد والفكر والتقنيات والعلوم والكنيسة البابوية، وكيف أن هؤلاء شياطين بزي العفة والصلاح والتطور والانفتاح والحرية، فتم غلق قناته على اليوتيوب وجميع حساباته على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى عام 2018م ، وبالتالي؛ تمت محاصرته إعلامياً فلم يتبق له صوت إعلامي مؤثر،بحجة إثارته للعنف(وهو ما اتهم به خصومه!)، من ثم تشويه سمعته.

س3: وماذا عن منظمة آيباك ؟
ج : يقول أحد المنتمين للمنظمة اليهودية المسماة آيباك -AIPAC – (مختصرة من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية – American Israel Public Affairs Committee – ) أنه في شبابه وخلال عمره الجامعي كان متحمساً جداً لخدمة الصهيونية واليهود عموماً بسبب ما ترعرع في من بيئة في أمريكا وكنت خطيباً ومتحدثاً داعماً ومسانداً شرساً لإسرائيل ولم أكن متطوعاً للجيش لأخدمها ففكرت أن أنتمي لمنظمة آيباك تلك وقد كان. ثم كان واجبي المنوط بي هو البحث المستمر لدعم إسرائيل المالي في الولايات المتحدة وبقية العالم بقيمة تقدر بـ 2,2 مليار دولار كي تشتري بها أسلحة تحمي نفسها مما يحيط بها من أعداء همجيين برابرة، وقد كنت فخوراً وأشعر بالنشوة والاعتزاز لأني أقدم شيئاً كبيراً لتلك الدولة العظيمة التي فيها شعب الله المختار. ثم حصل ذات يوم أنني استمعت لشخص في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو يقول بأن الفلسطينيين يمكنهم في النهاية أن يتعايشوا سوية مع اليهود جنباً إلى جنب وهو يؤيد الحوار مع إسرائيل والتفاهم معها، فقمت بكتابة ما سمعت في تقرير ورفقته للآيباك معتقداً أنني بذلك أقدم شيئاً إيجابياً ومفرحاً وجيداً، لكنني فوجئت بأنني تعرضت بسبب ذلك لمتاعب جمة حيث أنني استخدمت عبارة أغضبتهم وأثارت حفيظتهم وهي أنني وصفت ذلك الرجل الفلسطيني بأنه “معتدل”، فكان جوابهم لي عن طريق عضو مجلس إدارة آيباك وبنبرة غضب شديد أنه ” لا يوجد شخص معتدل بين الفلسطينيين”، ثم بعد بضعة أسابيع أفاجأ بأن ذلك الرجل الفلسطيني قد تم اغتياله، فاتصل بي نفس العضو من الآيباك وقال: “تأكد من إدراج اسم ذلك المقتول مع أسماء مئات غيره ممن كانوا يصرحون ويعتقدون بقبول احتمال التعايش معنا سوية في إسرائيل، نحن نقتل جميع من يوصفون بالمعتدلين ثم نرمي تهمة قتلهم بالعرب أنفسهم”، فأصابني الذهول والصدمة منذئذ! هؤلاء القوم منافقون ومحترفون في النفاق والكذب والتضليل، فهم يتهمون الفلسطينيين أنهم متطرفون إرهابيون وقتلة وعندما يقوم أحدهم بالكلام عن الاعتدال وقبول الصلح والتعايش يقتلوه ليرموا تهمة القتل على العرب كي يثبتوا للعالم أن هؤلاء مجرمون ولا يتسحقون سوى القتل والدمار. ثم يقول الرجل : منذ تلك اللحظة علمت الحقيقة وعرفت كم هم كذابون سيئون مزورون للحقيقة وأن كل مقولاتهم واداعاءاتهم باطلة كاذبة بعيدة تماماً عن الحقيقة، فهم يستخدمون بعض الحقائق القليلة ممزوجة بكذب كثير للتلاعب بنتائج الحقائق وتوجيهها باتجاه مصالحهم وأهدافهم وهم أكبر المنافقين في العالم فهم يعتقدون أن الفلسطيني الجيد والمعتدل هو فقط الفلسطين الميت.

س4: ولماذا كل هذا الحقد الدفين والتعطش لسفك الدماء،واحتقار الاخرين،والاستعلاء عليهم؟
ج: بناء على جميع معتقداتهم الدموية التي توارثوها من اجدادهم الخازار أو من نصوصهم التلمودية المحرفة فهم لا يعتقدون سوى بالقتل والدم، فلذلك المجازر التي يقومون بها على الدوام هي ميراث وفخر بالنسبة لهم بل ويتقربون بها إلى إلههم يهوه. من هنا نفهم حقيقة القوم وسلويكاتهم العنصرية الوحشية البربرية.

س5: هناك من يحاول تسويق المجازر البشعة التي ترتكب ضد الفلسطينيين في القطاع المحاصر والضفة الغربية على أنها تمثل رد فعل على هجمات السابع من اكتوبر 2023 ذاهلا وبقصد عن كم لا يحصى من المجازر التي ارتكبها الكيان على مدار عقود ، ماهو تعقيبكم على ادعاءاتهم واكاذيبهم التي لاتحصى ؟
ج : المجازر الصهيونية طيلة 75 عاماً كانت ولا تزال أفظع وأكبر من أن تلخص في سطور، فهي مرعبة ومروعة وكارثية ووحشية لأقصى درجة، ولكن لا غرابة عندما تتحدث عن أقوام يعود أصولهم لهمجية ووحشية وبربرية الخازار الذين اشتهروا بفعل الفظائع في قديم الأزمنة.
لقد لخصت عبارة دافيد بن – غوريون، أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: “إن الوضع في فلسطين سيُسوى بالقوة العسكرية” أهم المنطلقات الاستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، فكانت المجازر المنظمة ضد أهالي القرى والمدن الفلسطينية من جانب العصابات الصهيونية، وجيش الاحتلال فيما بعد،من أبرز العناوين لتوجهات هذه المنظمة، بغرض حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل من أرضهم وإحلال اليهود مكانهم.وطوال 75 عاماً من احتلال الكيان للأراضي الفلسطينية، كان سجلّه مليئاً بمجازر وحشية ارتكبها جيش الاحتلال والمستوطنون اليهود بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إلى درجة أن الأخيرة التي ارتُكبت بعد قصف الجيش مستشفى “المعمداني” في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة، والتي وصل عدد ضحاياها إلى أكثر من 500 شهيد،لا تظهر سوى كحلقة صغيرة من مسلسل المجازر التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين المدنيين العزّل، الذين هم في أغلبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

س6: حبذا لو استعرضتم لنا أشهر المجازر التي ارتكبها الكيان .
ج: لو ألقينا نظرة على تاريخ فلسطين المعاصر، لوجدنا عشرات المجازر التي نُفذت بدم بارد، ومن دون أية محاسبة أو ملاحقة قانونية لمرتكبيها من قيادات جيش الاحتلال أو العصابات الصهيونية. وفي هذا المقام سنستعرض أبرز تلك المجازر:

  1. مجزرة بلد الشيخ: حدثت هذه المجزرة نتيجة غارة شنتها عصابة “الهاغاناه” الصهيونية في 31 كانون الأول/ديسمبر 1947 على قرية بلد الشيخ الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة حيفا، حيث لاحقت سكانها المدنيين العزّل لعدة ساعات، الأمر الذي أسفر عن استشهاد نحو 60 منهم، أغلبيتهم من النساء والأطفال.
  2. مجزرة دير ياسين: وقعت المجزرة في قرية دير ياسين الواقعة غربي مدينة القدس، وذلك في 9 نيسان/أبريل 1948 على أيدي جماعتَي “الأرغون” و”شتيرن” الصهيونيتين، ونتج منها استشهاد نحو 300 من سكانها، ومعظمهم من الأطفال وكبار السن والنساء. وقد هدفت المجزرة إلى تهجير الفلسطينيين إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلاد العربية المجاورة، عن طريق بث الرعب بين المدنيين في القرى والمدن الأُخرى.
  3. مجزرة قرية أبو شوشة: وقد حدثت هذه المجزرة في قرية أبو شوشة الواقعة شرقي مدينة الرملة، وكان هذا فجر يوم 14 أيار/مايو 1948، أي عشية موعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي أثناء الاستعدادات الأخيرة لقادة الحركة الصهيونية قُبيل إعلان قيام كيانهم على أرضها في اليوم التالي. وقد نتج عن تلك المجزرة استشهاد نحو 60 من النساء والرجال والشيوخ وحتى الأطفال، وقد أطلق جنود لواء غفعاتي الذي نفذ المجزرة النار حينها على كل شيء يتحرك من دون تمييز.
  4. مجزرة الطنطورة: في 23 أيار/مايو 1948، هاجمت الكتيبة رقم 33 التابعة للواء الإسكندروني قرية طنطورة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى مقربة من مدينة حيفا، واحتلتها بعد ساعات من مقاومة أهالي البلدة لقوات الاحتلال الصهيوني. وقد خلفت هذه المجزرة نحو 200 شهيد، وتم دفنهم في قبر جماعي.
  5. مجزرة قبية: طوقت وحدتان عسكريتان من قوات الاحتلال الصهيوني في 14 تشرين الأول/أكتوبر 1953، بقيادة أريئيل شارون، رئيس وزراء الكيان السابق، قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية غربي مدينة رام الله، والتي كانت آنذاك تحت سيادة المملكة الأردنية. وبعد قصف مدفعي مكثف استهدف المساكن، اقتحمتها القوات المدججة بأحدث الأسلحة مطلقة النار بصورة عشوائية على المدنيين العزّل، وعمد بعض الجنود إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل، فنسفتها فوق ساكنيها. وقبل ذلك، رابط هؤلاء الجنود بالقرب من المنازل، وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار، فكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد 67 شخصاً، من الرجال والنساء والأطفال.
  6. مجزرة خان يونس: نفذ جيش الاحتلال الصهيوني في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1956 مجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، فراح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً، بعد أن قامت قواته بتجميع بعضهم في الساحات العامة وإطلاق وابل من الرصاص عليهم. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى، أي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، نفذت وحدة من الجيش مجزرة وحشية أُخرى، راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في المخيم نفسه.
  7. مجزرة صبرا وشاتيلا: وقعت هذه المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك بين 16 و18 أيلول/سبتمبر 1982، بعد اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني، بقيادة أريئيل شارون للعاصمة بيروت، حيث تعرض المخيم لحصار ثم قصف متواصل خلّف سقوط 1500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بينهم مئات الأطفال والنساء.
  8. مجزرة الحرم الإبراهيمي: وهي مجزرة نفذها الطبيب اليهودي باروخ غولدشتاين ،في مدينة الخليل فجر 25 شباط/فبراير 1994، برفقة عدد من المستوطنين وجنود الاحتلال، بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي خلال أدائهم صلاة فجر الجمعة الموافق للخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1414هـ. وقد استشهد في هذه المجزرة 29 مصلياً، في حين نجح بعض المصلين في الانقضاض على باروخ وقتله.
  9. مجزرة جنين: في الفترة بين 1 و11 نيسان/أبريل 2002، اقتحمت آلاف القوات الصهيونية مدينة جنين بحجة القضاء على المقاومة، وقامت حينها بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، ومنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات الطبية إلى أهالي المدينة. وقد استشهد في هذه المجزرة أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين العزل.
  10. تشرين الأول/أكتوبر، شهر الزيتون والمجازر: لشهر تشرين الأول/أكتوبر خصوصية ومكانة تاريخية عند الشعب الفلسطيني، يكاد لا ينازعه عليها أي من الأشهر؛ فهو شهر الزيتون والبذل والعطاء للأرض، لكن جرائم الاحتلال الصهيوني التي لا تتوقف يوماً، بل تمضي في وحشيتها وجنونها وعربدتها، جعلت من هذا الشهر مصدراً لجرح لا يندمل، ولأوجاع تبدد أحلام الفلسطينيين، بفعل رصاص الغدر المنبعث من سلوك همجي لا يقدم عليه إلاّ جيش تسلح بالإجرام، وتجرد من كل القيم والأخلاق، واستعاض عنهما بالتوحش. وفي تشرين الأول/أكتوبر الدامي، تتوقف ذكريات الفلسطينيين، وتتناثر أحلامهم مع تناثر قطرات دمهم المسفوك من قبية وكفر قاسم إلى القدس وغزة، وهذا بفعل رصاص الجُبن والخِسّة، ومجازر اعتادوا عليها في هذا الشهر تختزل سادية الاحتلال الصهيوني، وتذكّرهم في كل عام بغطرسته وإجرامه.
  11. مجزرة كفر قاسم: بعد ثلاث سنوات على مجزرة قبية، وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956، كان جنود صهاينة من حرس الحدود على موعد مع مجزرة جديدة رهيبة، وهذه المرة في قرية كفر قاسم شرقي مدينة يافا المحتلة منذ سنة 1948. فعشية العدوان الثلاثي على مصر، فرضت قيادة جيش الاحتلال صباح ذلك اليوم حظراً مفاجئاً للتجول على أهالي عدة قرى عربية محاذية للأردن، ومنها كفر قاسم، التي كان سكانها عائدين مساء إلى بيوتهم من حقولهم في أثناء موسم الزيتون، ولم يكونوا حينها يعلمون بموعد بدء سريان الحظر.

وكانت التعليمات الموجهة إلى الجنود أن يكون تنفيذ حظر التجول صارماً، وهذا عن طريق إطلاق النار على كل مخالف له. ولدى عودة المئات من أهالي القرية إلى بيوتهم، كان جنود الاحتلال الصهيوني بانتظارهم، فعاجلوهم بإطلاق الرصاص عليهم، ليرتقي جراء ذلك 49 شهيداً، منهم 23 طفلاً دون سن الثامنة عشر، بدم بارد وخلال ساعة واحدة فقط، بالإضافة إلى أضعافهم من الجرحى، ولم تبق عائلة في القرية إلاّ ولها نصيب من الضحايا. وحدث أن أُبيدت عائلة بأكملها في هذه المجزرة الوحشية، وكان قوامها 14 فرداً، لترتوي أشجار الزيتون في كفر قاسم بدماء الشهداء الطاهرة.

  1. مجزرة المسجد الأقصى: وقعت هذه المجزرة حينما حاول متطرفون يهود، يُطلق عليهم اسم “أمناء جبل الهيكل”، وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، وذلك في 8 تشرين الأول/أكتوبر 1990، فقام أهالي مدينة القدس بمحاولات لمنعهم من تدنيس المسجد، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم جرشون سلمون ، ونحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا الأقصى لأداء صلاة الظهر فيه، وتدخّل حينها جنود الاحتلال الموجودون بكثافة داخل الحرم القدسي، وأمطروا المصلين بوابل من الرصاص، من دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، وهو ما أدى إلى استشهاد نحو 21 فلسطينياً.
  2. مجزرة مستشفى المعمداني: تتكرر اليوم، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، مجازر الاحتلال الصهيوني، وهذه المرة في مدينة غزة، فتتعانق دماء أهلها مع دماء أهالي قبية وكفر قاسم والقدس، في يوميات القتل والإجرام التي يتلذذ عبرها جيش الاحتلال -مدعوماً بآلة الحرب الأميركية- بدم الأطفال والشيوخ والنساء، فتتوالى قوافل الشهداء تَتْرى، ومن دون أن يقتل هذا المشهد الإجرامي الدامي إحساس الفلسطيني بالحياة، أو الإبقاء على روح الكفاح والمقاومة في داخله، وهو صاحب الحق الشرعي في أرضه. ولا تُعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الأولى ولن تكون الأخيرة ،وذلك بعد قصف قواته لمستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوبي المدينة، والتي وصل عدد ضحاياها إلى أكثر من 500 شهيد، وآلاف الجرحى، وماهي سوى حلقة صغيرة من مسلسل المجازر الهائلة والمتواصلة التي ارتكبها الجيش الصهيوني في شهر تشرين الأول/أكتوبر، وفي غيره من الأشهر، وأودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين، أغلبهم من المدنيين العزّل.
  3. هذا فضلاً عن مجارزه في لبنان عند غزوه عام 1982م مثل مجازر صبرا وشاتيلا وغيرها.
    ولا تزال مجازرهم مستمرة في الضفة والقطاع بأفضع وأقذر وأجبن الطرق الوحشية شاهدة على إجرامهم ودونيتهم وهمجيتهم التي تندى لها جبين البشرية. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى