أخبار هبنقة

سرير بروكست للـ المحتوى الهابط

أثير حداد

تقول الاسطورة اليونانية ان هناك حداد يدعى بروكست، وكان قاطع طريق. وكان يهاجم الناس ويقوم بمط اجسادهم ان كانت اقصر من السرير . اما ان كانت اجسادهم اطول من السرير فيقوم بقطع ارجلهم لتتناسب مع طول مقاس سريره .
ما تقوله هذه الاسطورة اليونانية هو ادانة القولبة والتطابق التعسفي، ونحت كل الاختلافات في قالب واحد احد.
هذه الاسطورة تعرض القولبة، كافتراض الطبيب لمرض معين قبل البحث عن الادلة التي تثبت ذلك المرض. انها القولبة الفكرية او الجبرية على الاشياء . اي ان تفسير المعطيات بما يتناسب مع الافتراض المسبق ما هو الا قولبة للاشياء .
وقولبة الاشياء هي جبريه وتطابق تعسفي ومحاولة لصب كل الاختلافات قي قالب واحد. فالناس مختلفون كاختلاف بصمات اليد و بصمة العين.
في رواية ثيسيوس لاندريه جيد يقول ثيسيوس ” وقد استمع بيريتوس لهذه الخطبة التي القيتها على السادة فقال انها خطبة رائعة، لكنها سخيفة” . القولبة هنا واضحة جدا ، فكيف يمكن ان تكون الخطبة رائعة لكنها سخيف ؟؟؟
عندما اعلن عن محاربة “المحتوى الهابطة”، تبادر الى ذهني ما المحدد للمحتوى الهابط ؟؟؟ . فهناك على السوشيل ميديا كم هائل من النشر والكلمات والجمل التي لا تعني شيئا اطلاقا، حتى ان الغيت فلن يؤثر الامر على شيئ . كما ان المحتوى الهابط يجوب انحاء العالم فيصل الى قرى بعيد لا تصلها طرق المواصلات التقليديه. فما الحل؟
ما معنى محتوى هابط ؟ انا افهم المحتوى الهابط كلمات جنسية مباشره وليس من محتوى ادبي. ولكن لا يمكنني ان اعتبر عمل د.هـ. لورنس “عشيق الليدي شاترلي عملا هابطا. فلورنس يعرض في روايته هذه علاقة جنسيه بين رجل من الطبقة العاملة و امراة الطبقة العليا ، ويستخدم في الرواية وصفا صريحا للجنس بكلمات لم يسمح بها القضاء البريطاني في وقتها .
وانا، اعتبر ان فلم التانكو الاخير في باريس
Last Tango In Paris
عملا هابطا، وهو فلم عام 1972 من بطولة مارلون براندو و ماريا شنايدر، رغم وجود لقطات جنسيه فيه .
عودة، ما الذي يمكن توصيقه “بالمحتوى الهابط”؟
كنت اتمنى ان يخول اتحاد الادباء و نقابة الفنانين والقانونين باعداد مسودة اوليه لتحديد معنى “محتوى هابط” تعرض على القضاء اولا، بدل منح صلاحية ذلك الى وزارة الداخلية . فلربما نقع في مطب ان المواطن “ا” تعرض لعشيرة ضابط مركز من عشيرة “ب” ….
شخصيا ارى، ان المسلسلات العراقية، وبالاخص الرمضانية لا تخرج عن كونها “محتوى هابط”، واكثر ضررا على المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى