أخبارثقافة

رواية اسم الوردة .

رواية اسم الوردة .
رواية الاكاديميين ،لايكفي منشور لقراءتها ، و التيه في سواحلها و اعماقها ، سنخصص لها قراءة شاملة في دورة أذار بحول الله .
على ذكر الاكاديميين و الشيئ بالشيئ يذكر اكيد قرأها مراد بوطاجين ، يكون قرأها في 1990؟ ممكن ، ترجمها عن الايطالية التونسي احمد الصمعي سنة 1982 .
ما اريد ان اقوله هنا هو محورصغير فقط حول القرآن و الحضارة الاسلامية ،او لمحة في احد الزوايا الضيقة في الرواية ، لان الرواية مفتوحة على كل المعاني ،حتى عنوانها ، اسم الوردة .له عدة تأويلات ، و المؤلف لايعرف معناه قال اني هربت من عنوان حروب المسيحيين لكي لا اقتل بقية المعاني في الرواية ،ومن قرأ الرواية لم يجد محور او قراءة ترجح هذا العنوان عن غيره ، وهي فعلا عبارة عن كتاب فلسفي في قالب سردي .
قلت مفتوحة على معان كثيرة يسمح بها المؤلف ، ومن بين المعاني معنى يذهب الى انها تبين صراعات المسيحيين في ايطاليا في القرون الوسطى ، و تقدم الحضارة الاسلامية وكأنه يفهم ان الحضارة الاسلامية كانت بمثابة الاشعاع الفكري لطوائف مسيحية متناحرة تحت تقاتل الامبرطور و البابا المسيحي .
او يريد ان يذهب صاحب هذا المعنى الى تقدم الحضارة الاسلامية وقت تقاتل طوائف المسيحية ، تقدمها العلمي و الحضاري .
هذا المعنى او هذا ” الديفيايسو ” جاء من ذكر امبرتو ايكو لكتب مثل كتب ابن رشد و ابن سينا و ابن الهيثم ، وكتاب الخوارزمي الذي ترجمه الى اللاتينية مترجم اسمه روبيرتو انغليكو ، وكتاب الشعر لارسطو ، و حديث عن بعض حضارة العرب .
تتحدث فصول الرواية عن هذا التداخل العربي الاسلامي مع المسيحية و هي تسرد هرطقة المسيحيين و محاكم التفتيش و حياة الدير الغامضة ، و امور الشعوذة و السحر و الخوف حتى من شخص يلبس نظارة فوق عينيه لانها من الشيطان ، وتحريم كتب العلم، و الايمان بان الشيطان يحرك عدة امور ، اضافة الى تحريم الجنس عن المتديين و غير ذلك من مظاهر التزمت و محدودية الافق .
نأتي الى الحاصول .
كيف يرى امبرتو ايكو الحضارة الاسلامية و القرأن و شخصية الرسول ،او ليس كيف يرى ، كيف تستشف نظرته لمنبع الاسلام الاول ، و كيف يفرق بين ضخامة الجسم و أثره على الارض .
لكن قبل ذلك يجب ان تعرف شخصية الروائي وهو غني عن التعريف على كل حال وهو في نفس الوقت ليس روائي يكتب من اجل السرد ، هو يوظف افكاره و نظرياته في قوالب سردية ، وهو صاحب مقولة : مالايمكن تنظيره ينبغي سرده .
فهو لم يكتب الرواية حتى شاخ ،لكن قبل كتابة الرويات لم يكن مجهولا ، يعتبر اكبر شخصية موسوعية في العصر الحديث ، وبدأ حياته العلمية بدراسة الجمال عند تومى الاكويني
وهنا في هذه الرواية يطبق فنه و علمه وهو العلامة و السميائية و السيميو طقيا و علوم اخرى .
في قضية الحضارة الاسلامية في هذه الرواية يستعمل هذا العلم ، و يدخل القارئ في الغموض و يختبر قدرة التأويل عنده .
الكثير بدأ قراءة هذه الرواية و لم يستطيع التقدم فيها لان قتال المسيحيين في ايطاليا و حتى فرنسا و تعدد الطوائف المسيحية و قربها و بعدها من الكاثوليكية السنية الرسمية و الامبرطور،و البابا ، الاختلاف حول فقر المسيح و امتلاكه اموال و كنائس و ذهب و سلطة ، و غيرها من الاختلافات المذهبية التى لاتنتهي ، كل هذا السرد العميق لايترك القارئ يمر و لايفهم ماذا يريد ان يقول الزميل ايكو .
الحاصول تنتهي بداية القضية هنا الى مكتبة الدير ، هذه المكتبة فيها كل كنوز العالم ، و لايملك سرها سوى اثنان من الناس القيم و مساعده و عندما يموت القيم يتولى مساعده المسؤولية و ينصب مساعد له و يعطيه السر ، و المكتبة مبنية على شكل متاهة من المستحيل ان يدخل شخص و يستطيع الخروج منها .
يوجد اربع ارقام في الكتب ، رقم الكتاب و رقم الخزانة و رقم الغرفة و رقم الله اعلم به لايعلمه الا الاثنان ، الراهب او الطالب يطلب اسم الكتاب الموجود في قائمة في غرفة الكتابة فيأتيه الكتاب ، اما الدخول الى المكتبة مستحيل .
وهذا المنع خلق اساطير و اسرار حول المكتبة
غوليالمو و كاتبه ادسو مبعوثان من مركز الكنيسة للتحقيق في جريمة قتل او انتحار في دير عظيم في جبل شمال ايطاليا ، و في الدير مرافق كثيرة ، مزارع اصطبلات خيول ،و قطيع من الخنازير مع رعاتهم ، وكنيسة و مطبخ و مقر ادارة و مكان مبيت الرهبان ، و من ضمن هذه المرافق المكتبة العظيمة و قاعة الكتابة ، و عندما يصلان يتم قتل ثلاثة اشخاص اخرين في ظروف غامضة و مريبة ، اضافة الى راهب مبتدئ يظهر انه انتحر بسبب عقدة الذنب من ممارسة الجنس ، الذي مارسه مع راهب اخر يملك سر كتاب في المكتبة .
بعد عدة جولات تحقيق يرفض رئيس الدير السماح للمحقق و كاتبه بالدخول الى المكتبة ، لكن بعد استقرارهما في الدير يدخلان خلسة
بعد حسابات معقدة و فك رموز وجدت في طاولة احد القتلى يتم تخيل شكل المكتبة ، وهي مرتبة كما رتب الله الكون .
مهندس المكتبة كان يتخيل اركان الارض جعلها على شكل مربع وفوقه حرف “اكس” تخرج اطراف “الاكس ” خارج المربع ،و الاضلاع الخارجة خارج المربع خماسية الاضلاع و كل طرف يمثل ركن من اركان المعمورة ،- اي علوم المعمورة – و في الداخل تعقيد لا يزال المحقق يحاول فك شفراته .
يجد المساعد ركن افريقيا المتوحشة و يجد فيه كتاب ابن سينا ثم يفتش قليلا يجد كتاب مزخرف وهو القرآن .
يقول مساعد المحقق انه كتاب الكفار ، ماذا يفعل كتاب ضال في هذه المكتبة ؟
يشرح المحقق انهم وضعوه مع الاسود و الوحوش الافريقية، و اكيد يحمل حكمة لاعلاقة لها بحكمتنا .
ثم يتحول القرأن ، الى رمز وهو وحيد القرن ، حيوان وحيد القرن ، نسبة الى التوحيد او الاله الواحد الذي يقوم عليه القرآن ، او شخص النبي محمد
ثم يستغرب المساعد من وجود كتب مثل كتاب ايوب الروحاني مترجم من العربية للاتينية ، و كتاب المناظر للابن الهيثم ، يستغرب كيف وضعوا كتب علم يستفيد منها المسيحيين بين الوحوش و كتب الضلال .؟
هنا يجعل مساعده لايعرف الرابط بين كتب المسلمين و القرأن ، كأنه يتخيل كتاب وحيد القرن،اي القرآن والوحوش و كتب عربية علمية ترجمت الى اللغة اللاتينية لا علاقة بينها كونها في جهة واحدة من المكتبة
ثم يأتى التساؤل : هل وحيد القرن كذب ؟ انه حيوان وديع جدا وهو رمز رفيع ،هو صورة للمسيح و للعفة . الالفة و الوداعة و التشبيه بالمسيح هو الرابط العام بين الاديان في الظاهر و انها كلها تدعو للحب و التسامح .
تساؤل اخر من المساعد في قالب تأمل هل وحيد القرن موجود فعلا ؟
كأن التساؤل هكذا هل يوجد شخص يشبه ماذكره الكتاب السماوي في تلك المناطق الجرداء ؟
هنا الجواب يشرح الفرق بين الاوصاف التى قد تذكرها الكتب و الخيال و التضخم الذي يدخل الشخصية اثناء النقل من جيل الى جيل او من حقبة الى حقبة زمنية اخرى .
“ذهب رحالة بندقي الى تلك البقاع النائية ، قريب جدا من منبع الفردوس الارضي كما تذكر الخرائط ،ووجد حيونات وحيد القرن ،و لكنه وجدها خشنة و سمجة و قبيحة الشكل سوداء اللون .
الذين اتاح لهم الرب فرصة لرؤية اشياء لم نرها نحن ، و اعطونا عنها وصفا اوليا وفيّا و ذلك الوصف في تنقله من سلطة علمية الى اخرى تغير لتتابع التركيبات الخيالية ، فاصبح وحيد القرن حيوانا اسطوريا ، ابيض وديعا ، اذا قيل لك ان هناك وحيد قرن يسكن الغاب لاتذهب اليه مصحوبا بعذراء ّ
هنا تساؤلات جوهرية ركزاكثر :
كيف حدث ان علماء المعرفة القديمة تسلموا من الرب الوحي بخصوص طبيعة وحيد القرن الحقيقية ؟ هذا سؤال .
ليس الوحي و لكن التجربة ، لقد كان حظهم انهم ولدوا في بقاع كان يعيش فيها وحيد القرن ، او في عهود كان يعيش فيه و حيد القرن في البقاع نفسها .

  • السؤال اذا كيف نثق بالمعرفة القديمة التى تقتفي انت دائما اثرها بينما نقلتها الينا كتب كاذبة اولتها بكثير من الحرية ؟
    او السؤال بطريقة ركيكة: لماذا كتب المسلمين كاذبة و كتب المسيحيين صادقة تثبت صدق منابعهم ،؟ هكذا اراد ان يسأله مساعده ، وهما الان في دهاليز المكتبة في الركن المخصص لافريقيا
  • الكتب لم توضع كي نؤمن بما تقول و لكن كي نتحرى عنها ، لايجب ان نتساءل امام كتاب ماذا يقول و لكن ماذا يريد ان يقول ،وهي فكرة كانت واضحة جدا عند مفسري الكتب المقدسة القدامى ، ووحيد القرن الخرافي كما تتحدث عنه هذه الكتب يخفي حقيقة اخلاقية او رمزية او تأملية ، تبقى حقيقة كما تبقى الفضيلة حقيقة نبيلة .
    كأنه يريد ان يقول ان محمد جاء و ادعى حقيقة ثابتة من قبله لكنه لم يضيف شيئا ، فعندما نقول العفة فضيلة نبيلة فهي كذلك ، ماينقص ان تضيف لها شيئا جديد، او بمعنى اننا نستطيع ان نقول حقائق سامية و نكذب بخصوص المعنى الحرفي .
    سؤال موضوعي من المساعد لاستاذه : كون القدرة الالهية مطلقة من الممكن ان يوجد وحيد القرن الخرافي ، وهو موجود في الكتب ، و ان كانت هذه الكتب لاتتحدث عن كائن واقعي فهي تتحدث عن كائن ممكن ؟
    انه من الممكن ان يكون وجد محمد النبي و تأمل و ذكر حقائق اخلاقية معينة ، لكن و ان ضخمت الكتب هذه الصورة فهي قد تكون وجدت على اعتبار ان قدرة الله مطلقة ؟
  • لكن يجب ان نقرأ الكتب دون اللجوء الى الايمان الذي هو فضيلة الهية .
    القضية الاساسية هنا :
    يوجد اثر وحيد القرن الخرافي في الكتب وكون الاثر موجود يوجد هنا الشيئ الذي منه اثر؟
    هنا يرجع الى جواب عميق الى كتب ابن سينا و ابن الهيثم و كتب العرب و ابن رشد ، هذه الحضارة الضخمة ،التى سطع نجمها خلال تلك الحقب المظلمة على المسيحيين من الموضوعي او من العدل ان يكون منبعها نبي و كتاب مقدس و ليس وحيد القرن الخزافي ؟
    في الجواب يدخل علم السيميو طقيا و علم العلامات و الدلالات .
    -” اكيد .لايكون دائما للاثر شكل الجسم الذي رسمه و لا ينشأ دائما من ضغط الجسم .احيانا يصور انطباعا تركه جسم في فكرنا هو اثر لفكرة ، و الفكرة علامة على الشيء و الصورة علامة على الفكرة ، علامة علامة ، و لكن من الصورة اعيد التركيب ، انه لم يكن الجسم ، فالفكرة التى اخذها عنه الآخرون “.
    مامعنى هذا ؟
    يريد ان يقول ان الجسم الكبير اي الاثر او لنقل الحضارة هي عبارة عن افكار ، و العلم غير الافكار ، العلم الحقيقي شيئا آخر
    ” العلم الحقيقي لا يجب ان يكتفي بالافكار التى هي فعلا علامات ، و لكنه يجب ان يعثر عن الاشياء في حقيقتها الفريدة “.
    بمعنى ضخامة الافكار و اتساعها هي اثر عن بداية غير حقيقية ، يرمز لها بوحيد القرن اسود اللون
    يصر المساعد انه سيبحث حتى يجد وحيد القرن ، الكائن الفرد ، سيجده و ان كان اسود و قبيحا .
    ثم قال بينه و بين نفسه : وحيد القرن ، اسود ومؤلفون عرب و سودان بصفة عامة ، انها دول شك افريقيا التى يتحدث عنها الرهبان .
    و ينتهى الفصل ، و بعده يحين موعد صلاة الصبح في الدير، ثم بدء العمل .
  • اذا قرأتم هذا المنشور ساكتب قراءة حول الرواية ، و اذا لم يتجاوزالتفاعل عشر اعجبات زرقاء باهتة موعدنا دورة اغسطس و اجتماع الجمعية العامة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى