أخباررأي

دولة مختلفة

كاظم فنجان الحمامي

هذا اختبار لقادة الدولة العربية في المغرب والعراق ومصر وليبيا والجزائر والسودان وتونس وسوريا، والتي تزيد مساحاتها على مساحة دولة الامارات. .
نقول لهم: ماذا لو كانت بلدانكم لا تمتلك من مقومات الحياة سوى بحر مالح، ورمال تذروها الرياح، وطقس خانق، وشمس ملتهبة. لا فرات يجري فيها ولا دجلة ولا نيل ولا اهوار ولا أرض خصبة. ولا ثروات نفطية ولا غازية ولا معادن ثمينة. هل باستطاعتكم ان تنشئوا دولة بمستوى دولة الامارات العربية المتحدة التي حققت الآن مركزاً مرموقاً ضمن قائمة أفضل 10 دول بمؤشر القوى العالمية الناعمة ؟. وهل بمقدوركم اللحاق بالامارات التي أصبحت الشريك الدولي الأساسي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ؟. .
لقد أضحت الإمارات واحدة من أكثر دول العالم أمناً، وأماناً، تفتح أبوابها للجميع، للعمل، والسياحة، والاستثمار، في أجواء من الطمأنينة على النفس، والمال. بينما أضحت معظم البلدان العربية مسرحاً مفتوحاً للفوضى والتهور والنفوذ العشائري المسلح. .
وتصدرت الامارات جدول الترتيب العالمي في قائمة الدول صاحبة أقوى ‏جوازات السفر حول العالم، وصار المواطن الاماراتي يتمتع بالعديد من الامتيازات ‏التي تعطيه إمكانية السفر دون الحاجة لتأشيرة لنحو 181 دولة، وكذلك دون ‏ضرائب على الدخل.‏ بينما اصبحت البلدان العربية الاخرى طاردة لابناءها، وشهدت السواحل الاوروبية هجرات لا إنسانية للعرب الباحثين عن الامن والامان خارج بلدانهم. .
نقطة الخلاف والاختلاف بين البلدان العربية والإمارات. ان الامارات انفردت بطموحها التنموي المتزن في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والأمن والسياسة، ولم يكن طموحها مرتكزاً على جانب معين من دون الآخر، ولم تخطط لتقوية ذاتها من أجل فرض هيمنتها على الآخرين. فهذه التوجهات غير موجودة في قاموسها، الأمر الذي جعلها تواصل حصد النجاحات المضطردة في كل الاتجاهات. .
أصبحت الامارات الآن منصة عالمية في التفوق الرقمي والتقني والعلمي، وحاضنة للمواهب، وملهمة للشباب، وصنعت لنفسها مكانة متميزة على خارطة الدول المتمكنة تقنياً، وأطلقت منظومة تأشيرات لدخول الدولة تركز على استقطاب الكفاءات والمواهب الاستثنائية في القطاعات الحيوية. .
هذه دولة قوامها البحر والبر والفكر التنموي الحر، دولة صنعت مستقبلها بنفسها، دولة ليس فيها سلاح منفلت، ولا أحزاب نفعية، ولا انظمة عشائرية متخلفة. دولة لا تحتقر المعلم، ولا تتجاهل الخبير، ولا تستخف بالطبيب، ولا تدعم التافه. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى