أحوال عربيةأخبار العالم

جامعة الفرات والتنافس على حب سورية

جامعة الفرات والتنافس على حب سورية

الدكتور خيام الزعبي- كاتب أكاديمي سوري

يشهد العالم اليوم متغيرات متلاحقة وثورة تكنولوجية هائلة أصبح فيها من يملك ناصية العلم والتكنولوجيا هو من له حق البقاء، الأمر الذي يجعلنا نسابق الزمن ونضافر الجهود لأن أي تقدم ملموس لن يأت إلا من بوابة التعليم، وعلى هذا صرح رئيس جامعة الفرات مؤخراً بأنه هناك مشروع تطوير الجودة للنشاطات المختلفة في الجامعة… بهذا التصريح البالغ الأهمية، يكون رئيس الجامعة قد بدأ يضع قدميه على الطريق الصحيح بشأن تطوير مقدرات الطلبة وتحسين مستواهم الدراسي، وعندما يفكر رئيس الجامعة بهذه الطريقة الفكرية والحضارية، فإن ذلك يعني إعادة صياغة النظام التعليمي على أسس علمية ومنهجية أكثر جدوى.

في الوقت الذي نعيش فيه حراكاً تربوياً نوعياً ونركب السفينة التي صنعناها بأمنياتنا وطموحتنا نحو التطوير والتحديث في مجال التعليم لا بد لنا من طرح تساؤل مهم هو: هل ينجح رئيس جامعة الفرات في تعزيز قدرة الجامعة وتحقيق غاياتها لخدمة المجتمع، وهل يستطيع الارتقاء بمستوى الأداء والخدمات والتقدم بالمجال البحثي وتجاوز التحديات؟

وضع رئيس الجامعة سقفاً عالياً يطمح لإيصال الجامعة إليه، فقد شهدت الجامعة في الفترة الأخيرة زخماً إعلامياً وأكاديمياً كبيراً حيث أعلن رئيس الجامعة عن خطة عمل كانت تمثل رؤية القيادة السياسية السورية بكل أبعادها، حيث ركزت هذه الخطة على نقل الجامعة نقلة أكاديمية نوعية وذلك بإعادة هيكلة بعض الكليات واستحداث دراسات عليا، واعادة النظر في بعض التخصصات والتوسع في تخصصات أخرى.

لم يلتفت رئيس الجامعة وراءه، بل كان دائم السعي لتعزيز البحث العلمي ورفع مستواه في الميدان التعليمي، لذلك وجه لزيادة الانفاق على المشاريع العلمية، وفي جانب المؤتمرات فإنه أكد على رفع سقف المشاركة بحيث يتم تحفيز أعضاء هيئة التدريس للمشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية لما له أهمية في تطوير أعضاء هيئة التدريس وصقل مهاراتهم، وللقضاء على الملخصات اتجهت الجامعة لطرح الكتاب الإلكتروني، والعمل على زيادة عدد المواد المؤتمتة في الكليات المختلفة.

وفي مجال البنى التحتية فقد بدأت الجامعة بتطوير المباني والمرافق القديمة والتوسع في الحرم الجامعي وبناء أبنية جديدة، وفيما يخص الاتفاقيات مع الجامعات العربية والدولية فقد أكد رئيس الجامعة الى أن الجامعة لا بد أن تأخذ حقها كاملاً في هذه الاتفاقيات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وعد الرئيس أن تشهد عملية التسجيل نقلة نوعية بحيث يسجل الطالب خلال خمس دقائق فقط وذلك من خلال أتمتة البيانات الخاصة بالطلاب والانتقال إلى البيانات الرقمية.

وفي خطة لإشراك المجتمع في القرار ودعم مسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية قام رئيس الجامعة في سابقة على مستوى الجامعات السورية بإقامة جسور من التواصل مع المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه حيث أقامت الجامعة حفلاً تكريمياً للموظفين والإعلاميين وفعاليات المجتمع المحلي.

كما شدد رئيس الجامعة على ضرورة التشبيك بين الجامعة وكافة الجهات ذات العلاقة كي تكون المنافع متبادلة، وبالتالي للاستفادة من قدرات الجامعة في تأهيل وتدريب الكفاءات البشرية للموظفين وأبناء المنطقة الشرقية من خلال المراكز التدريبية والاستشارات والدراسات وخدمة المجتمع المحلي.

لذلك فإن سعي جامعة الفرات في خضم المتغيرات الجديدة هو سعي جاد وحقيقي وتحاول في كافة كوادرها ابتداءً من رئيس الجامعة وانتهاءً بأعضاء الهيئة التدريسية والكوادر الإدارية أن تنفذ خطة تعليمية علمية وممنهجة من أجل إيصال فكرة الرؤية والبناء وتحصين الحياة من طوارئ الثقافات الهجينة وتأثيرات بعض سلبيات العولمة والاستفادة من إيجابياتها.

إن اتباع رئيس الجامعة للاستراتيجية الوطنية يشكل نقلة نوعية في أداء الجامعة الأكاديمي والاداري، وأن الجامعة ستكون على أعتاب فترة مزدهرة فيما لو تم الالتزام بمعايير الشفافية التي بدأ رئيس الجامعة بتطبيقها.

بهذا المنطق… لكي ينجح رئيس الجامعة في مهمته هذه لا بد من الإسراع بمواجهة كل التحديات المعرفية والتكنولوجية وإستيعابها للوقوف على أول درجة من سُلَمْ الإصلاح وخاصة في مثل هذه الظروف التي تشهدها سورية والتي تؤثر سلباً على التعليم, ولا بد من النظر في كل العيوب والسلبيات التي أدت الى التراجع الملحوظ في نظامنا التعليمي من خلال تعزيز دور القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية لتنعكس إيجاباً على سلوك الطلبة في المجتمع والسير بالوطن الى بر الأمان والاستقرار حتى تنهض سورية الجديدة.

لم تتوقف جامعة الفرات على مدى رحلتها في نشر التعليم بسورية عن السعي الدؤوب لتطوير نوعيته وإحكام الصلة بين محتواه واتجاهه وبين متطلبات التنمية في مجتمعها وحركة العالم من حولها ولعل ما أعلنه رئيس الجامعة بهذا الصدد، يوضح حرص الجامعة على تطوير العملية التعليمية وهذا بلا شك يعد خطوة مهمة على طريق التحول الإيجابي، ويبعث على التفاؤل بشأن تطوير التعليم وتحفيز الطلبة على اكتساب المعارف والمهارات والقيم .

مجملاً… إن طموحنا يقودنا الى جعل جامعة الفرات الصرح الذي يعول عليه جميع السوريين وعلى الأخص أبناء المنطقة الشرقية من أجل بناء الحياة المتمناة، فجامعتنا تحاول اليوم ان تتطور وأن تقود الآفاق الطموحة من خلال جميع كوادرها ومديرياتها العامة، وبذلك فإن جامعة الفرات تؤدي دورها بأمانة وحرص لجعل التعليم الرافد الحقيقي لتطوير الحياة في كافة نواحيها.

بإختصار شديد، إننا اليوم نعبر إلى مرحلة جديدة، لا بد فيها من إعادة البناء وترتيب نظرتنا للعالم من ناحية القيم والمجتمع، ونتمنى أن تكون بداية هذا العام الدراسي الجديد هي بداية الخلاص من الإرهاب وطرد داعش وأتباعه من جميع المناطق السورية التي تمكنت تلك العصابات من السيطرة عليها، وان تعود جميع الأسر النازحة الى مناطق سكناها، فسورية محتاجة للجميع للملمة جراحها ، مهمتنا الآن غلق الصفحات السوداوية التي ملأتها سيئات الماضي الكئيب وفتح صفحات جديدة ناصعة البياض نرسم فيها مستقبلنا المشرق ونخطط في ثناياها ملامح قادمنا الجميل في سورية.

وأختم بالقول إن جامعة الفرات إستطاعت ان تقطع السبيل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية والتعليمية فيها وعدم قدرتها على إجراء الإمتحانات بمختلف فروعها، وبالمقابل هناك مشاريع واستثمارات قادمة للجامعة وسترى النور قريباً لتصل بدير الزور والمنطقة الشرقية كما أرادها الرئيس الأسد ويطمح لها السوريون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى