أحوال عربيةأخبارأمن وإستراتيجية

توقيت الحرب الايرانية الاسرائيلية

قرار الحرب اتُّخذ إيرانياً ويبقى التوقيت!

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

وسط ترقب عالمي لـ “ضربة الانتقام الإيرانية” رداً على استهداف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق. وضعت إيران وحلفائها كافة الاستعدادات العسكرية على الطاولة، وناقشت على ما يبدو خطط الرد مع قادة الحرس الثوري، وهذه المحاولة تطرح مجموعة من الأسئلة التي تستحق التوقف والمناقشة تبدأ بالسؤال: هل هناك حرب وشيكة على إسرائيل؟

وفي السياق، ترشح المعطيات أن تشهد الأيام المقبلة تطورات مثيرة بين إيران والكيان الصهيوني، التي يبدو أنها دخلت مساراً جديداً بعد تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عن أن طهران أعدت مخططاً دقيقا لشن هجوم عسكري محتمل على الكيان الصهيوني. في خطوة من شأنها إعادة ترتيب الأوراق من جديد في المنطقة.

اليوم إيران تبدأ انتقامها باحتجاز سفينة مرتبطة بإسرائيل قرب مضيق هرمز رافضة بذلك تكريس معادلة تقول أن الضربات الإسرائيلية يمكن أن تمرّ مرور الكرام دون ردّ،، فيما نشرت ايران عدد من الصواريخ التي تشمل “سجيل” القادر على الطيران بسرعة تزيد عن 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و”خيبر” بمدى يصل إلى 2000 كيلومترا، إضافة إلى صاروخ “الحاج قاسم” الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس قاسم سليماني، هذا مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وسورية والمقاومة العراقية واليمنية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.

اليوم باتت المواجهة بين الكيان الإسرائيلي وايران وحلفاؤها قاب قوسين أو أدنى، فالردود الأخيرة المتبادلة بين الطرفين كانت عبارة عن رسائل أولية محسوبة بينهما، قد تتدحرج الكرة وتنزلق إلى معركة كبيرة إذ إن إيران نفذت عمليتها الأخيرة بين حدي رفض القبول بأي إعتداء عليها وعلى المقاومة.

في هذا الإطار ومنذ الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإسرائيلية بدمشق ، تعيش إسرائيل وذيولها حالة متنامية من القلق والخشية غير المسبوقين، فالكيان الصهيوني متيقن من أن الرد آت لا محالة، ومفتقر في الوقت نفسه إلى معلومات حسية تقوده إلى تحديد مكان الرد وزمانه وحجمه وأسلوبه، الأمر الذي يطلق العنان لتقديرات وتنبؤات استخبارات واسعة، وهي في أغلبها تقديرات تشاؤمية مقلقة بالنسبة للكيان الصهيوني.

في هذا السياق ستنجلي الأيامالقادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات تل أبيب، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على ثروات المنطقة، ولهذا فإن القوّة الصاروخية التي يمتلكها الجيش الإيراني وحزب الله والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراتهم الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع طهران، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع إيران سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

وإنطلاقاً من كل ذلك، هذا الرّد لم يُفاجئنا نحن الذين كتبنا في هذا السياق، لذلك نحن أمام انقلاب خطير في قواعد الاشتباك في المنطقة، عنوانه الأبرز انتقال الإيرانيين من ضبط النفس إلى الرّد الفوري على الاعتداءات الإسرائيلية، ومن هنا ليست السفن الإسرائيلية لم تَعد آمنة فقط، وإنما الموانئ والمطارات ومحطات الكهرباء في العمق الإسرائيلي أيضاً في المرحلة القادمة، ويتحمل نتنياهو المسؤولية الأكبر عن حالة التصعيد وسيدفع الإسرائيليون جميعاً ثمن هذا الاستفزاز من أمنهم واستقرارهم وراحتهم.

وأختم بالقول، إن الحرب قادمة لا محالة، وأن المنطقة قادمة على مشهدين لا ثالث لهما إما تسوية مرضية بشروط محور المقاومة وحلفائه الدوليين أو حرب إقليمية ولن تكون إسرائيل في مأمن منها أبداً، إنها معالم المعركة الكبرى وملامح رسم شرق أوسط جديد تصنعه المقاومة إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة.

وأخيراً إننا في انتظار الحدث الكبير…والترقب سيد الموقف…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى