أحوال عربيةإقتصاد

توقعات بعام قياسي لصفقات الاستحواذ والاندماج بين الشركات في المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي

توقعات بعام قياسي لصفقات الاستحواذ والاندماج بين الشركات في المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي

تشهد منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اهتمامًا متزايدًا لدى المستثمرين في المملكة المتحدة وخاصة في صفقات الاندماج والاستحواذ.

وقالت شركة لومينا كابيتال أدفايزرز، وهي شركة تمويل شركات متوسطة الحجم، إنه من المتوقع تحقيق مستويات قياسية من صفقات الاندماج والاستحواذ هذا العام بين منطقة الخليج والمملكة المتحدة، وذلك بناءً على دراسة استقصائية جديدة لكبار صانعي القرار.

وكشف الاستطلاع الذي شمل الشركات والمستشارين المحترفين والأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية أن 80% من المشاركين ينفذون أو أنهم نفذوا بالفعل عمليات اندماج واستحواذ في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

كما أفاد حوالي 40% من المستثمرين بأنهم يسعون إلى إبرام صفقات واردة في الشرق الأوسط خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، فيما يتطلع 19 بالمائة إلى النشاط الخارجي.

وأظهرت الدراسة ارتفاعًا ملحوظًا في متوسط أحجام الصفقات منذ عام 2019، بزيادة عن نسبها التي كانت أقل من 100 مليون دولار أمريكي لتصل إلى ما يقرب من 250 مليون دولار أمريكي.

وقال أندرو نيكول، الشريك في لومينا، إنه شهد زيادة بنسبة 112% من ناحية الاهتمام بالصفقات الواردة منذ عام 2019، مما يؤكد جاذبية الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وعلق في هذا السياق لمنصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت: “تشهد أحجام الصفقات ازديادًا ملحوظًا، كما أنه هناك زيادة ملحوظة في استخدام الديون، مدفوعة في المقام الأول بوصول صناديق الثروة السيادية والكيانات شبه الحكومية، ولكن ومع ذلك، فإن توافر هذا التمويل لا يزال محدودا بالنسبة للمعاملات الخاصة”.

ووفقاً للاستطلاع، يتطلع معظم المستثمرين البريطانيين إلى دخول أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتمادها قاعدة إقليمية يمكنهم من خلالها التركيز على قطاعات محددة في المملكة العربية السعودية أو استخدامها في عمليات الاستحواذ والتطوير في المنطقة بشكل عام.

وفي الشهر الماضي، أصبحت شركة Zencargo، الشركة الرائدة في مجال الشحن الرقمي والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، أحدث شركة تخطط لعملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة كمنصة للتوسع في أفريقيا وجنوب آسيا.

ويتزامن الاستطلاع مع معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) الذي أقيم الأسبوع الماضي، وشهد حضور أكثر من 100 شركة بريطانية لاستكشاف الفرص الاستثمارية، في الوقت الذي تسعى فيه المنطقة إلى تسريع جهود التحول في مجال الطاقة.

وفي شهر أغسطس، وقعت شركة نسما السعودية، اتفاقية للاستحواذ على شركة كينت، وهي شركة عالمية لخدمات الطاقة مدرجة في بورصة لندن وتبلغ إيراداتها تبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي.

وقالت شركة لومينا لومينا إن القطاعات الرئيسية الأخرى تستقطب الاهتمام، إذ تعد البنية التحتية المحور الرئيسي في المملكة العربية السعودية، حيث تم وضع خطة إنفاق بقيمة 900 مليار دولار لتسهيل تطوير المشاريع العملاقة، ودمج التطورات في الاستدامة والتكنولوجيا والأتمتة، كما يشهد قطاعي الرعاية الصحية والتعليم اهتمامًا متزايدًا لدى المستثمرين.

وفي أغسطس، وقعت شركة بيورهيلث، التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، اتفاقية للاستحواذ على مجموعة سيركل هيلث جروب، التي أكبر مشغل مستقل للمستشفيات في المملكة المتحدة، وبلغت قيمة صفقة الاستحواذ قيمتها 1.2 مليار دولار أمريكي، وفي مايو، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن افتتاح مدرسة ريجيت جرامار في الرياض، وتعد المدرسة التي تقع في المملكة المتحدة، والتي تأسست عام 1675، جزءًا من برنامج جذب المدارس الدولية، وهي مبادرة لجذب المدارس الدولية الكبرى إلى العاصمة السعودية، بالشراكة مع وزارة التعليم ووزارة الاستثمار.

وقالت لومينا أيضًا إن القطاعات الاستهلاكية تجتذب اهتمامًا من المملكة المتحدة، وهو ما تؤكده المبادرات الاجتماعية والاقتصادية الإقليمية، مع التركيز على الترفيه والرياضة والألعاب والأغذية والمشروبات وتجارة التجزئة، وتابع أندرو نيكول: ” نشهد توجهًا غير مسبوق من الشركات الدولية في سعيها للدخول إلى المنطقة من خلال مشاركة المشاريع والشراكات والقدرات، مع التركيز الواضح على المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً حاسماً في تشكيل المشهد في المنطقة، وتكوين شركات إقليمية رائدة من خلال استراتيجيات الاستحواذ الموحدة التي يتم تنفيذها على مستوى اتحادي”.

ولا تزال الأسهم هي الخيار الرئيسي للتمويل، حيث يعتبرها 76% من المستثمرين الطريقة المفضلة لعمليات الاستحواذ، فيما تعد الديون أيضًا لاعبًا بارزًا، إذ يستخدمها 44% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع كمصدر لتمويل الصفقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى