تكريم حفظة القران الكريم بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية تحت شعار :
القران رفعة وهداية. في طبعته الأولى بإسم دفعة الشيخ شريف بكار.
تحت إشراف مديرية الشؤون الدنية والأوقاف بولاية غرداية وهيئة الإقراء فرع متليلي الشعانبة.
إحتضنت متليلي الشعانبة مسك الختام في رحلة لحفر آيات الله بالذاكرة، بعرس قرآني أسطوري. عرس قرآني بصحن الواد قرب مسجد الخليل..
مقدمة :
بسم الله الرحمان الرحيم اللهم لك الحمد تفرد بالبقاء وكتبت على غيرك الفناء لك العزة والكبرياء ولك أجل الصفات وحسن الأسماء والصلاة والسلام على النبي محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر. الحمد لله تعالى الذي جعل القُرآن ربيع قلوبنا، والذي أنزله على عبده ورسوله ليكون معجزته ودليل صدقه، وأيده به حتى علموا أنه الحق، وجعل فيه سبباً للهداية، فسبحان الله تعالى الذي أنزل علينا هذا الكتاب لنهتدي إليه، ونسأله تعالى أن يبقى ذكره عامر بالقلوب. وبما أن القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية ومعجزة الله الخالدة، تكفل سبحانه بحفظه من التحريف والتبديل والنقصان، مصداقا لقوله تعالى بعد بإسم الله الرحمن الرحيم إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون. ومن وسائل حفظ القرآن الكريم أن يسر الله حفظه في الصدور، وتعد مراكز ومدارس وكتاتيب تحفيظ القرآن عبر حلقات من أهم وأقدم الطرق التي عرفها طلبة القرآن عبر مر العصور، لأن صلة الشعانبة بالقرآن صلة جد متينة وقديمة منذ القدم والإهتمام به. كما جاء في سير تراجم السابقين نذكر على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الرحمن معروف منذ قرون خلت حسب مخطوطه و ما في سيرة الشيخ المصلح الحاج أحمد مصطفى المرابط رحمهم الله. وحفاظا على هذا الموروث الديني الأصيل أولى الجميع عناية بالغة به في بحث سبل تطويرها لتحقيق مردودية مثمرة، دعما لهذه المسيرة القرآنية الحافلة. بحيث إن تخريج أجيال من طلاب حفظ القرآن هو عمل فيه عظيم الأجر والثواب، وما حفل التكريم إلا جزاء دنيوي يحفز الطلاب على المضي قدما في هذا الهدف.
بالقرآن نلتقي وبه نرتقي. لقد تعددت طرق التحفيز على حفظ القرآن بقلعة الثوار الأشاوس متليلي الشعانبة الشبكة الصحراء بولاية غرداية، وباتت في وقتنا الحاضر في جو تنافسي كثرة المواسم والمناسبات التي تقام لحفظة القرآن. إذكاء لروح المنافسة فيما بينهم وتكريما لهم ومكافأتهم لتفانيهم. وإن كان هناك من حدث يلقى العناية لدى طالب القرآن فإنه ذلك الذي يتوج فيه الطالب حافظا للقرآن أمام الجميع ويكون ذلك إيذانا بتبوئه مرتبة ودرجة ليست كسابقتها. ويمكن القول إن حفل ختم القرآن بالحفظ في اللوح بالطريقة التقليدية المعروفة. ومما يدل دلالة واضحة على إهتمام الشعانبة بهذه العادات وترسيخها حتى أرتقت لتكون من الثوابت العرفية، ولعل أهم تلك الخصائص هي المتعلقة بمحورية القرآن الكريم في حياتهم الدينية ونظمهم التعليمية وما لهم في حفظه وتحصيل علومه من النبوغ.
تحضير اللوحة و زخرفتها:
ومن الشكليات التي يتطلبها يوم الإحتفال هذا تحضير اللوحة وزركشتها بالطريقة والألوان المناسبة. لأنها من أصول العادات الحميدة المتجذرة والضاربة بجذورها في عمق التاريخ والتي ينبغي العمل على بعثها وإحيائها. أن هذا الإحتفال الراقي بما يقدمه من منظر رائع وتحصل به حالة نفسية مزهوة لدى المحتفى بهم تبعث على المضي قدما في التفنن في القرآن وإتقانه.
فرحة الإحتفال بالتتويج:
إن فرحة الإحتفال والسعادة التي تغمر طلبة القرآن في ذلك اليوم المشهود لا توصف بل تعاش لحظة بلحظة حتى تجد كل من حضر يستشعر ذلك، وكما يقال ليس من رأى كمن حضر وشهد وسمع. إن فرحة هذا الإحتفال والسعادة التي تغمر طلبة القرآن. لا توصف بل تعاش لحظة بلحظة حتى تجد كل من حضر يستشعر ذلك، وكما يقال ليس من رأى كمن حضر وسمع وليس من عاش لحظات ومعاناة ختم السلكة حفظا كمن حضر للإحتفال فقط فأنبهر لذلك المظهر الرائع. عرس أعلن الفرحة العارمة وزف الخبر السار بالتتويج وأثلج صدور الجميع بهجة وسرورا.
نجوم أبطال بأنوار ساطعة:
لكل مجال نجومه وأبطاله ورموزه للتنافس بالفوز بالمرتبة وإحتلالها، فكذلك الحال أيضاً في التنافس من أجل حفظ القرآن. ترتيله، تجويده والإلمام بعلومه وأحكامه. ولاسيما بحجم ومكانة تتويج حفظة القرآن، المناسبة العريقة التي تعد أهم وأكبر مستوى في المجال القرآني. وتتميز المناسبة بأنها الأكبر من حيث قيمتها، فهي الأعلى مكانة، وفي وسط أجواء روحانية ودينية، احتضنت قلعة الثوارالأشاوس متليلي الشعانبة موعدا إحتفاليا, إهتماما بتقاليدها وترسيخا لعاداتها وأعرافها المتجذرة في عمق تاريخ متليلي الشعانبة حظيرة العلم والقرآن منذ عقود خلت. بالطريقة التقليدية المعهودة عند الشعانبة التي تعتبر من أهم المناسبات لدى طلبة القرآن وأكثرها تأثرا وتأثيرا، وأشملها فائدة مما يدل على إهتمام ساكنة المنطقة بهذه العادة الحميدة والتقاليد العريقة، التي ينبغي إحياؤها وبعثها للحفاظ عليها، حتى صارت من الثوابت التي لا يمكن الإستغتاء عنها. رحلة مشوقة مع القرآن ومليئة بالأفراح والمسرات, التي ليست بالهينة لأنها تمتد مسيرتها منذ سنوات طويلة، يقضيها الطالب في حفر كلام الله على جدران ذاكرته وأسوارها، ليتوج ويزف بعد ذلك في حفل عام أمام الملأ يسمى عرس القرآن يحضره الجميع أئمة ومشايخ معلمين وأهل القرآن وخاصته سلطات وأعيان مسؤولين, رفقة الأهل والأقارب والجيران، ويشمل عديد من مظاهر الفرح، تتويجاً له وإحتفاء به.
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)
لايزال الإحتفال بحفظة كتابه قائم ومنه ينهل, وإلى العلياء به ينتقل. فبرضا الله يكون لكل شيئ إذا ما تم عِرفان، وبدونه كل شيئ فيه نقصان, فمع لحظات التكريم الأول في الدنيا، نسأل الله القبول والفوز الأكبر في الآخرة.
برنامج أمسية العرس القرآني:
تضمن برنامج الحفل التكريم كالتالي:
بحيث أفتتحت وقائع فعاليات الحفل على الساعة الخامسة بأمسية قرآنية تحت إشراف فضيلة الشيخ المقرئ عبد الرؤوف بوشلوش. أمسية بساعة صفاء شنف فيها مسامع الحضور. وبعدها صلاة المغرب بمجرى الواد جماعة. وأستأنف النشاط بكلمة الدكتور محمد السعيد مصيطفى, أستاذ إمام خطيب.
وبعده كلمة الدكتور لخضر بن قومار أستاذ الشريعة بجامعة غرداية وآمين المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية بولاية غرداية ونشاط المساجد والمجالس العلمية. وبحلول صلاة العشاء أديت جماعة بمجرى الواد ثم مأدبة العشاء بطبق الكسكسي الطبق التقليدي على طريقة جماعة ستة سنة يرحمكم الله. وبالعودة لنشاط الأمسية من تنشيط الدكتور طالب أحمد نورالدين أستاذ الاقتصاد بجامعة غرداية. أفتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ الصيدح فارس القرآن الأستاذ حمزة لسود بصوت شجي وحنجرة ذهبية رددت صداه الجبال المحيطة من وراء النخيل الباسقات.
فقرة الكلمات:
حلت فقرة الكلمات بداية بكلمة ترحيبية للشيخ الأستاذ محمد بن سانية. ثم كلمة تعريف بنبذة عن فضيلة الشيخ الطالب شريف بكار بن إسماعيل, عمدة الأئمة والمشايخ قيد حياته ألقيت من طرف الشيخ الأستاذ الحاج علال خامرة المعتمد الديني. ثم كلمة فضيلة الشيخ الأستاذ سويد الحاج محمد بن الحاج الشيخ، أحد طلبة الشيخ الطالب بكار رحمه الله. وطلبة فضيلة الدكتور محمد الغزالي رحمه الله بجامعة قسنطينة. تطرق فيها لشمائل القرآن، ومنافعه وفضل تعلمه وتعليمه. كما أشاد بدور معلمي القرآن وأهله. منهم شيخه شريف بكار التي تتلمذ على يدي مشايخه كل من الطالب محمد كديد والطالب علي بن الذيبة والذين تتلمذوا على الشيخ عبدالله أومسعود السوسي أصيل منطقة حوز سوس بالمغرب.
أسماء متوجي العرس القرآني ومساجدهم:
عن مسجد الإمام علي بن أبي طالب حي أولاد العيد:1-كيوص أسامة بن عمر -2- مكشتي عبد الوهاب بن الدين -3- معطالله آنس بن معمر -4- بوخيرة صهيب بن عبدالجليل.عن مسجد عباد الرحمن حي البطحاء:5- زيطة عبد المؤمن بن بوجمعة -6- جوان يونس بن الهاشمي -عن مسجد سعد بن أبي وقاص: 7-بوزيد زكريا بن عبد الوهاب.-عن مسجد مالك بن آنس حي السواني: 8-بن صيفية محمد بن لحسن -9- سويلم عبد الكريم -10- أولاد يحي عبد النور -11-الدرواي عبد الله بن عبد الرزاق. -عن مسجد سيدي سليمان بحي العرمة:12-هينانة عبدالرحمن بن حسين -13-هينانة عبدالهادي بن عبدالعزيز- عن مسجد الزوبير بن العوام :– 14-الدارم موسى بن محمد- 15-لحرش محمد بن عبدالرحمن -16- الشيلق محمد بن الدربالي- 17- لقرع محمد بن علال- 18- الدارم محمد المهدي بن سليمان -19- قريدة أسامة بن عزوز.
– عن مسجد الإمام مالك بن آنس حي السواني: 20- مصيطفى إسماعيل -21- سونة محمد بن موسى- 22- بهاز نصر الدين- 23-بن بيتور أيمن بن ياسين
– عن مسجد الطالب أحمد حي السبخة:- 24-الحاج عمر ياسين بن فيصل -25- بن قايد يوسف بن عبد العزيز -26- بن قايد أيوب بن عبدالعزيز -27- بن سمعون عبدالسلام بن مصطفى- 28- قاسمي إسماعيل بن قاسم -29- بن عبدالهادي أيوب بن السراج -30- بوجرادة عبدالرحمن بن عبدالله -31- هيري التوهامي بن عبدالعزيز-32- بن قومار عبد الحق –33- هواري محمد أسامة – 34- مولاي عبدالله يحي -35- هواري عبدالرحمن -36-الدهمة محمد روؤف.
اللحظة الحاسمة المنتظرة للتتويج:
وبختام فقرات البرنامج حلت لحظة تتويج حفظة وختمة القرآن الكريم باللباس التقليدي على أيدي المشايخ والأعلام على أنغام قصيدة البردة للإمام البصيري رحمه الله مولاي صل وسلم دائما أبدا.
فقرة التكريمات:
كما جرت العادة في كل مناسبة وحفل يكرم المتوجين بهدايا وتكريما بحيث عرف الحف بكريم حفظة القرآن بهذا التتويج وإهداء عمرات للبعض منهم و لبعض المعلمين عرفان بجميل تعليهم.
جمعية ناس الخير في ومضة:
جمعية ناس الخير متليلي, جمعية يشكلها كافة هيئات المجتمع، تأسست عرفيا يوم 08 أوت 2012 الموافق ل 20 رمضان 1433 الذي وافق يوم فتح مكة, و تأسست رسميا عام 2013, تضم الجمعية مجموعة من المتطوعين. سواء بأفكارهم أو أعمالهم أو بمساهماتهم من أجل عمل خيري، فهي تضم شتى شرائح المجتمع صغير أو كبير، شيخ أو شاب، ذكورا أو إناثا. ويتفق الكل على عمل ما, ما يميز هاته الجمعية أن الكل يملك نفس الصفة بمجرد انضمامه الى مجموعة ناس الخير, بغض النظر عن دوره كرئيس, أو مدير, أو عضو فعال.
تقوم جمعية ناس الخير متليلي الشعانبة بالأعمال التطوعية والخيرية أيا كانت ومن بينها: مساعدة الفقراء والمحتاجين بكافة الوسائل (ماديا و معنويا).
– زيارة المستشفيات، دور العجزة، مراكز ومدارس ذوي الإحتياجات الخاصة..
– تنظيم إفطار الصائم وعابري السبيل في عدة نقاط على مستوى ولاية غرداية.
– زيارة ذوي الإحتياجات الخاصة و التخفيف عنهم.- تنظيم العديد من النشاطات الثقافية على مدار العام منها مهرجان الطفل الذي يعتبر أكبر مهرجان على مستوى الجنوب الكبير. حملة التبرع بالدم.– حملات النظافة (المحيط، المساجد، المناطق الأثرية، الغابات، الشواطئ.) ولا تنتمي الجمعية إلى أي حزب سياسي أو إتجاه معين ولا تروج لأفكار معينة وإنما هدفها هو فعل الخير ونشره بين أفراد المجتمع .حيث يسود الإحترام المتبادل بين كافة اطراف المجموعة. يرأسها الأستاذ مهدي بن الحاج عمر حروزي أحد الإطاراءات والكفاءات الشبانية حفظه الله.
تحية شكر وتقدير:
من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإن كان من كلمة فلا بد كلمة شكر وتقدير لكل من أعضاء جمعية ناس الخير متليلي الشعانبة وطاقمها الموقر. وجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الدينية المشاركة. وباقي الجمعيات الدينية المشاركة وأعضاء وأسرة مسجد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام. والسيد المعتمد الديني لمتليلي الشعانبة. على جهودهم المبذولة في سبيل نجاح هذا الحدث التاريخي الذي تكلل بالنجاح المبهر وإسعاد الجميع بدون إسثتناء. الإختتام بتهنئة ودعاء شامل للجميع بالتوفيق والنجاح وعلى واقع الصور التذكارية أسدل الستار على الطبعة على أمل اللقاء قريبا في طبعة أخرى.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون -ستراسبورغ فرنسا .
