تغريدة السفارة الأمريكية في الجزائر تثير استياء الجزائريين
زكرياء حبيبي
في تغريدة نشرتها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية حول موضوع حرية التعبير، في أعقاب إعلان الحكم بسجن صاحب إذاعة راديو آم ومغرب إيمرجنت، المتهم بتمويل أجنبي غير شرعي. وهي التغريدة التي أثارت غضب واستياء مستخدمي الإنترنت الجزائريين الذين استنكروا بشدة، هذا التدخل الأمريكي المفضوح في الشؤون الداخلية للجزائر.
وتؤكد هذه التغريدة، الحجج الدامغة التي قدمها الباحث والكاتب الجزائري أحمد بن سعادة في مقالاته الأخيرة، المنشورة مؤخرًا ، وهما الجزائر: ويكيليكس و”الخبارجية”، وخالد درارني، الصحفي الذي “نصب نفسه” في الحراك، وهما المقالان اللذان يتحدثان عن تمويل وزارة الخارجية الأمريكية للناشطين والمنظمات غير الحكومية، التي تشكلت لتصدير الديمقراطيات وتغيير الأنظمة.
منذ تعيينها على رأس سفارة بلادها بالجزائر ، تجول إليزابيث مور البلاد، وتلتقط صوراً لإبداء إعجابها بالجزائر، مثل تلك التي أمام نصب مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، لكن هذا التسويق الدبلوماسي يخفي دوافع خفية.
وتغريدة يوم أمس 2 أبريل، التي أطلت علينا بعد أسابيع قليلة من نشر المعلومات المضللة حول الحرية الدينية، في استراتيجية الابتزاز الأمريكية هذه المرتبطة بموقف الجزائر الحيادي في الصراع الأوكراني، وتصميمها على الدفاع عن قراراتها كدولة ذات سيادة، دولة تطمح إلى الابتعاد عن تحالفات المحاور، من خلال تعزيز دور دول عدم الانحياز.
ماذا ستقول السفيرة الأمريكية عن شيرين أبو عقله وجوليان أسانج؟
يتساءل العديد من مستخدمي الإنترنت الجزائريين عن سر توقيت هذه التغريدة من السفارة الأمريكية في الجزائر، والتي منحت نفسها الحق في تقييم احترام حرية التعبير في الجزائر.
وماذا ستقول إليزابيث مور أوبين عن اغتيال الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عقله شهر مايو 2022 من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات سجله الدموي فيما يتعلق بالتصفية الجسدية للصحفيين ظاهرا للعيان.
وليس الصحفي والمراسل جاك ماري بورجيه الذي نجى بأعجوبة من الموت في رام الله، الذي سيكذبنا.
وهل بذل أنتوني بلينكين، جهودًا للضغط على الدولة اليهودية، كما فعل أمس الأحد مع روسيا، من خلال الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف، مطالبًا بالإفراج عن مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، في هذه الحالة إيفان غيرشكوفيتش؟
وفي هذا الصدد، من المهم أيضًا تذكير السفيرة الأمريكية بأنه بتاريخ 8 نيسان/ أبريل 2003 ، قتلت أعيرة نارية أطلقها الجيش الأمريكي ثلاثة صحفيين أثناء الاستيلاء على فندق فلسطين في بغداد أثناء الغزو الأمريكي للعراق. وهو الغزو الذي تم تنفيذه دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.
وكان من بين الضحايا مصورًا أوكرانيًا من وكالة رويترز البريطانية، وأصيب مصور إسباني من قناة تيليسينكو، خوسيه كوسو، صاحب ال37 عامًا، برصاصة في الساق اليمنى والفك الأيمن، وتوفي على طاولة العمليات. وأصيب بول باسكوالي وهو فني بريطاني من وكالة رويترز مسؤول عن البث الفضائي، بجروح في ساقه. وأصيبت سامية نخول رئيسة مكتب الخليج، الفلسطينية المولد، بجروح ورضوض في الوجه. وأصيب المصور العراقي فالح خيبر برصاصة في رأسه. وفي وقت سابق من ذات اليوم، لقي مراسل قناة الجزيرة الفضائية القطرية طارق أيوب مصرعه بقصف أمريكي على مكتب القناة.
وجوليان أسانج؟
إلى جانب إدوارد سنودن ، يظل جوليان أسانج الصورة الحقيقية لاحترام حرية التعبير في الولايات المتحدة.
ولم يتوان مؤسس موقع ويكيليكس، الذي تستمر حالته الصحية في التدهور في السجون البريطانية ، في اعتبار قرار المحكمة البريطانية لتسليمه للولايات المتحدة يومًا أسودًا لحرية الصحافة.