أحوال عربية

تصوروا لو أن السعودية غير موجودة في الخليج العربي؟

محمد بن أحمد

الاستقرار و الرخاء الاقتصادي الذي حققته دول الخليج ، يقوم على ركيزة وجود ” أب ” أو ” شقيق اكبر” في المنطقة، هذا الأخ أو الأب ، ليس ضامن استقرار المنطقة ورخائها الاقتصادي ، بل أيضا مرجع سياسي تعتمد عليه دول المنطقة في صناعة سياستها الخارجية منذ عقود من الزمن، هذه الميزة التي توفرت للعربية السعودية ، حولتها الى نموذج سياسي و اقتصادي في منطقة أوسع واكبر من الخليج العربي، لهذا السبب يمكن القول بثقة كبيرة أن الدولة المحورية في الخليج ، صنعت الرخاء الكبير في المنطقة، و جعلتها من اكثر الأماكن استقرارا في العالم بالرغم من كثرة و تنوع التهديدات .
يطرح الكثير من المتابعين السؤال التالي .. لماذا بقيت رياح الربيع العربي بعيدة عن دول الخليج، و عصفت بـ 06 دول عربية في افريقيا و آسيا ؟، وتأتي الإجابة الكلاسيكية بأن دول الخليج تعيش حالة من الرفاه الاقتصادي، و أن شعوب منطقة الخليج لا تعاني من أزمات اقتصادية، و يغفلون عن حقيقة ان الخليج العربي لم يكن ليعيش الرخاء و الاستقرار طيلة الفترة بعد عام 2011، لولا وجود دولة محورية في هذه المنطقة الحساسة من العالم اسمها العربية السعودية، و الحقيقة التي يغفل عنها ايضا أصحاب هذه النظرية هي أن دولة مثل السعودية بتعداد سكان يساوي او يفوق 35 مليون نسمة لديها التزامات اقتصادية وأمنية ضخمة، تبتلع ميزانية أي دولة في العالم حتى لو توفرت لديها مداخيل مالية كبيرة، الاستقرار الاجتماعي و الأمني في دول الخليج العربي، يستند الى جدار صلب وقوي يتمثل في قوة الرياض المحورية الموجودة في المنطقة، السعودية القوة الإقليمية في الخليج العربي و الشرق الأوسط لا تعتمد على القوة الاقتصادية والمالية أو الانفاق العسكري، بل بالرؤية الاستراتيجية المتوفرة لدى قيادة هذا البلد العربي، والقدرة على قراءة الأحداث و توقع المستقبل و فهم طبيعة التهديدات قبل وقوعها بفترة طويلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى