الصحافة الجديدة

فرانس24 و”خبيرها” المعجب بالإرهاب

زكرياء حبيبي

في مقال سابق تحت عنوان “فراس 24 تبيض الإرهاب في سوريا”، بتاريخ 11 مايو 2023 ، كنا قد سلطنا الضوء على صلات الوسيلة الإعلامية الفرنسية التابعة للكيدورسي، والجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل، وفي سوريا، عبر الصحفي “المختص” في القضايا الأمنية وسيم نصر، صاحب المقابلات مع الزعيم الإرهابي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو عبيدة يوسف العنابي، وأبو محمد الجولاني، رئيس الجماعة الإسلامية الإرهابية HTC ، فرع القاعدة في سوريا.

اقرأ:
فرانس24 تبيض الارهاب في سوريا

https://algerie54.dz/2023/05/11/france-24-blanchit-le-terrorisme-en-syrie/

وآخر خرجة تبين الصلات مع الدعاية والترويج للإرهاب، منشور “خبير” الشؤون الأمنية لفرانس 24 ، نشره على حسابه على تويتر ، تطرق فيه لحصيلة الجماعات الإرهابية التي هاجمت الجيش المالي في بير شمال البلاد. ولم يذكر قط صاحب هذا المنشور سوى مقتل أفراد من القوات المسلحة المالية، ولم يذكر أي خسارة للجماعة الإرهابية، التي فقدت 24 عنصرًا لقوا حتفهم.

وهذا ما يؤكد أن هذه الوسيلة الإعلامية الفرنسية العمومية أي فرانس 24، لم تعد تخفي “دعمها” للجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة، والتي تستخدم اليوم لمهاجمة أصحاب السلطة الجدد في مالي وبوركينا فاسو ومؤخرا النيجر، والذين يجعلون من رحيل القوات الفرنسية المتمركزة في منطقة الساحل أولوية الأولويات.

علاوة على ذلك ، ليس من قبيل الصدفة بأي حال من الأحوال أن فرانس24 سارعت إلى تحديد المهلة ثم التدخل العسكري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وهو كيان في خدمة “فرانس أفريك”، وجعلت منه موضوعا إعلاميا مبالغ فبه.

هذا الدعم للإرهاب، غير المعلن عنه، والذي يبرر الوجود العسكري الفرنسي لأكثر من عقد من الزمان، يتجسد في كل مرة من خلال دفع فدية عن الرهائن للجماعات الإرهابية والتي تعتبر، أي الفدية، المصدر الرئيسي لتمويل الإرهاب.

هذا التمويل الذي تم إدانته بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي منذ عام 2014 ، بناءً على مقترح جزائري. وفي نفس السياق، يجب التأكيد على أن فرنسا، الحريصة على الحفاظ على مصالحها الاستعمارية الجديدة ، قد دعمت بشكل واضح المنظمات الإرهابية ، مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، والتي حظيت بدعم جيد على المستوى الإعلامي من قبل فرانس 24 وخبيرها وسيم نصر، ومن قبل مسؤولين مثل الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس ، الذي أعلن أمام العالم في عام 2012 ، أن منظمة النصرة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ، تقوم بعمل جيد في سوريا. علاوة على ذلك ، ليس من المستغرب أن نرى شركة تصنيع الأسمنت لافارج تعمل كوسيط لتمويل منظمة داعش الإرهابية.

هل ستلعب فرنسا أوراقها الأخيرة في الساحل؟

من الواضح أن فرنسا تمضي بشكل مستعجل للعب كل أوراقها من خلال محاولة تجنب إهانة أخرى في منطقة الساحل، في أعقاب المهلة التي حددها أصحاب السلطة الجدد في نيامي، والذين طالبوا برحيل الكتيبة الفرنسية المكونة من 1500 جندي لمغادرة بلادهم في مدة لا تتجاوز 30 يوما.

ولهذا تسابق فرانس24 الزمن، وأجبر الإليزيه والكيدورسي على حشد كل الوسائل، بما فيها الجماعات الإرهابية، للبقاء على الأراضي النيجيرية، والاستمرار في ترديد كذبة الحرب ضد الإرهابيين. إلا أن، أين ما ذكرت هذه الكذبة،يتطور الإرهاب، وكأن لسان حال الكذبة يقول: فرنسا هي الإرهاب والإرهاب هو فرنسا.

والأمر عينه، بالنسبة لبعض البلدان، مثل نيجيريا ، التي لم تستطع طرد جماعة بوكو حرام الإرهابية من أراضيها ، وتدعي فرنسا إعادة “الديمقراطية” إلى النيجر بإرسال جنودها.

فرانس 24 تطرد صحفيين بسبب تغريدات على موقع تويتر

بضغط من اللوبيات الصهيونية، أقالت فرانس24 في الأسابيع الأخيرة عدة صحفيين. وآخرهم، طرد الصحفية اللبنانية دينا أبي صعب، لتغريدها، قبل أربع سنوات، عن عملية نفذها فلسطيني ضد مستوطنين صهيونيين. حتى أنه تم ذكر قضيتها خلال جلسة برلمانية فرنسية في 18 يوليو الفارط، من قبل نائب.

إلى هنا، أصبح الترويج الإعلامي للإرهاب من قبل فرانس 24 أمرا عاديا، دون أن يثير ردة فعل هذه الطبقة التي تدعي الدفاع عن الحرية والديمقراطية والتي تلتزم الصمت عندما يتحالف الإرهاب مع المصالح الفرنسية

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى