مجتمع

أحمد الأعمى (مهاية الحاج أحمد) مرعب المستعمر الذي فقد البصر ولم يفقد البصيرة.

أحمد الأعمى (مهاية الحاج أحمد) مرعب المستعمر الذي فقد البصر ولم يفقد البصيرة.

من مقبرة مليكة بغرداية, ودعت الأسرة الثورية والمجتمع المدني بفعاليته بالنوميرات متليلي الشعانبة بولاية غرداية المجاهد العم الحاج أحمد مهاية, البطل الثوري الثائر

بتاريخ 10 أوت 2023, فقدت ربوع بلديات غرداية ومتليلي الشعانبة القديمة والجديدة بالنوميرات خاصة. رجلا بارا حمل هموم الوطن ولم يضعف أمام جميع الهزات والمعيقات. لينقش إسمه بأحرف من ذهب في سجلات الأسرة الثورية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبائي المجاهدين الأعزاء، أساتذتي الأفاضل, ساداتي سيداتي الكرام. أستسمحكم في كتابة كلمتي لتأبين شخص المجاهد عمي أحمد مهاية ( أحمد الأعمى). وأنا ليست المخول ولا المؤهل لذلك, فللعم لست بأحسن شخصا منكم تحدثا ولا أغزر منكم معرفة وعلما ولا أكثر منكم إخلاصا وفاء، ولكنني أستأذنكم في المشاركة بكلمتي البسيطة المتواضعة في شخص فقيدنا الراحل عمي أحمد مهاية ( أحمد الأعمى الإسم الثوري)

لقد فارقنا فقيدنا عمي أحمد مهاية، فراق أبدي بلا رجعة. بعد فترة طويلة من حياته المليئة بالعطاءات والإنجازات وغيرها، تاركا وراءه سجل حافل بسيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحا نقية، وميراثا غزيرا من النضال والكفاح والجهاد والتضحيات الجسام من العمل الدؤوب لعقود خلت من الزمن لفترتين مختلفتين، فترة الإستعمار وسنوات الحرب التحريرية وفجر الإستقلال وسنوات البناء والتشييد والتعمير.

إن العطاء في الحياة سر من أسرار الشخصيات العظماء، ولكن سر عمي أحمد مهاية, قل من يعرفه في شخصه البسيط وهو نمط لحياته المختلفة والمتعددة، فمهما حاول الموت أن يبعده ويغيبه عنا، فهو لن يمحو صور ذكراه لكل هذا العطاء الذي لا يمكن وصفه و عده.

عرفه الجميع هادئا, متواضعا، قنوعا، صابرا، ناصحا , مرشدا وموجها. ملتزما بمبادئه وخصاله وبطيبة قلبه وإنسانيته وواجباته التي لا تنقطع. حمل الأمانة بكل صدق وإخلاص، وأعطى الكثير بلا مقابل وبدون إنتظار شكر ولا ثناء. كما أعطى وقدم للوطن جهده، وخبرته وحنكته وتجربته. ناهيك عن حبه للجميع.

تمتع عمي أحمد بخصال ومزايا حميدة، كحسن الخلق وطيبة العشرة وسماحة القلب، ورجاحة العقل والتمييز والتفاني في العمل بالنصح والإرشاد، وذلك ما زاده حبا وإحتراما وتقديرا بين الناس عامة وفي قلوب معاشريه لكل من عرفه وألتقى به .

يعد بحق عمي أحمد قامة من القامات في العطاء والتضحية. لقد كان قدوة وأنموذجا حازما في الأمور التي تتطلب الحزم ولا مهادنة على حساب العمل، وكان مثالا يحتذى به في الخير والبر والإحسان، بحيث أعطى كل ما لديه في سبيل تحرير الجزائر وطرد المستعمر وفي سبيل تطور وتقدم وبناء الوطن فجر الأستقلال، من جهاد وجهد ومال وضحى بالنفس والنفيس. ويحق له أن يمنح كل الألقاب التي لقبت بها بكل فخر واعتزاز .

ولله در الشاعر القائل:

الناس تفنى وفى الدنيا شمائلها تحيا مع الحي لا تفنى مع الحقب

إلى رحمة الله بالآلام نذكرها سـر يا عزيزا أبكى فقده الكتب.

لقد عرفت الجزائر عبر كامل ترابها حقبة إستعمارية موجعة. دامت مائة 132وإثنان وثلاثون سنة عرف فيها الشعب الجزائري أشتى أنواع التعذيب والتشريد والسجن…….. والقائمة طويلة لا يمكن حضرها في كلمتين. حقبة كانت بهجمة شرسة لا يتصورها عقل ولا ضمير ولا يتحملها أي كائن مهما كان نوعه وجنسه وقوته وصلابته.

لكن وبرغم شدة الهجمة وعدم تكافئها عددا وعدة, إلا أن روح المقاومة بقيت حية في قلوب وروح هذا الشعب الحر الأبي، فبرز فيها أبطال حقيقيون , متأثرين بمأثر سلفهم, جددوا فيهم روح النضال والجهاد وشحنوا فيهم العزيمة وخوض المعارك القديمة بمختلف أنواعها وأصنافها، حركوا فيهم جمود الخضوع، يهتفون في روح التاريخ برفض الظلم وحرب الطغيان وزرع إحياء الثورة وإشعال لهيبها من جديد في وجه كل محتل مغتصب. فكان العم أحمد مهاية. أحد رموز هذه الحركة وأبطال الثورة التحريرية الجزائرية بالمنطقة ساخطا ناقما على المحتل الفرنسي, رافضا كل الرفض لما يقوم به من تسلط و بطش وغيره ليقول كلمته ويسمع صوته ويحفز القوم لنفض الغبار عن سباتهم و دعوتهم للتصدي للمستعمر بكل ما أوتي كل فرد منهم من قوة رغم عدم التكافؤ.

كان المجاهد عمي أحمد مهاية من أبرز شخصيات ثورة التحرير الوطنية بالشبكة بالصحراء بتراب غرداية وضواحيها, جنوب الجزائر, من الرجال المخلصين, لعب دورا مؤثرا, من موقعه كمناضل وسياسي محنك, مناضلا ومجاهدا خلال الحرب التحريرية و بفترة التحديات التي خاضها مجاهدي المنطقة في إطار نضالهم من أجل إثبات ذاتهم وتواجدهم و فرض سيطرتهم. فضلا عن دوره خلال أعوام تشديد الخناق على المجاهدين ومحاصرتهم, يعد المجاهد عمي أحمد الرجل الحريص على بسط بواسل فرص نفوذه بالمنطقة وتبليغ رسالة كافح للمستعمر الذي أربكه بصنيعه الذي لا يعد ولا بحصى وهو الرجل الضرير الكفيف الذي لم يصدق المستعمر أن هاته الهجمات والأعمال المرعبة المدوية بقوم بها رجل أعمي كفيف.

وكلل كل جزائري حر طليق ولد من رحم الطبيعة وككل شاب يافع. رافض للظلم و إستبداد. فراح عمي أحمد مهاية يستنشق نسيم عطر مواقف سلفه من أجداده وعائلته من ميراثهم المتوارث أبا عن جد, فيتأمل ويطلق عنان لسانه قلبه الإنساني للعمل الإجتماعي الذي يقرب الإنسان من ربه والأولياء الصالحين.

العم أحمد مهاية ( أحمد الأعمى الإسم الثوري)

الفقيد من أسرة عريقة محافظة, تولت طريقة سلفها من الشعانبة بالوراثة، التي أشتهرت بحسن التربية وحسن الخلق والسبرة الحميدة. وبالجود والكرم والتحلي بمكارم الأخلاق والشجاعة والبسالة والأنفة وأصالة النسب.

أما المواقف التي يتداولها أبناء عائلات مهاية من الشعانبة على خطى سلفهم, خير خلف لخير سلف. كثيرة لا تعد ولا تحصى فمنها على سبيل المثال لا الحصر:

أن سلف أجداد الراحل عمي أحمد مهاية. كانوا ينفقون على الفقراء والمساكين ويطعمون الضيوف القادمين إليهم في خيام مضاربهم بالبدو بصحراء الشبكة بمتليلي وضواحيها. ومراكز للمجاهدين على مر العصور ولغيرهم من سائر عامة الناس بدون إستثناء. بميزة وخصلة كان يتميز بها الشعانبة عامة عن كابر في تلك الحقبة الزمنية التاريخية، كانوا يوقدون النار ويتركونها مشتعلة طول الليل, ليهتدي بها عابر السبيل إلى خيامهم للمبيت ولتناول الطعام ومده بما يحتاج إليه من مساعدة.

وعلى هذه الغيرة والحمية تربى عمي أحمد مهاية على خصال خطى سلفه من عائلة مهاية المشهورة بإسمها التاريخي الضارب في أعماق جدوره في الصحراء وفيافيها بين سهولها وأوديتها وجبالها وكثبانها وغيره غربا وشرقا شمالا وجنوب, قبلة و ظهرة كما يعرف بالعامية لدى البدو الرحل. أجتهدوا بهاته الخصال الحميدة ليعطوا بها دروسا للأجيال القادمة وإعداد رجال الغد في السراء والضراء وشعارهم مصداقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. كما إشتهروا ببسالتهم وشجاعتهم في الحرب و مقاوماته منهم الرمز الشهيد مهاية قويدر بطل معركة الجرجير التي أستهد فيها يوم 20 جويلية 1961 رحمه الله. كما يقومون في كل فصل بإحياء ذكرى سلفهم في قيام مجالس الذكر وإطعام الطعام للجميع لا مبدلين ولا مغيرين منها على سبيل المثال لا الحصر ذكرى معروف عودة الحجاج السنوي العادة الحميدة الذي تقوم به عائلة مهاية على رأسهم العم الحاج حيجوج مهاية أحد القامات الشامخة بالمجتمع وأعيانه الفعالة حفظه الله ورعاه. كما كانوا يدفعون بالتي هي أحسن في كل المحافل والمجالس لفض النزاعات والخلافات لميزتهم كونهم أهل صفح وتسامح.

حيث تعد شجرة عائلة مهاية الطيبة الشامخة التي سقي عمقها بماء الحكمة وعجن بطين الإنسانية لتورق وتزهر ليفوح أريج عطرها من بعيد وتحمل أغضان متدلية مخضرة، لتعطي ثمارا وفيرة طعمها كطعم الشهد, فيميزه البعيد قبل القريب من رائحته ونكهته.

فمن هو العم أحمد مهاية ( أحمد الأعمي) ما هو أصله ونسبه, وماهي مراحل حياته وكيف عمل ووصل للإنضمام لصفوف الثورة التحريرية الجزائرية المسلحة.

بطاقة تعريفية للعم أحمد الأعمى:

ولد المجاهد العم أحمد مهاية عام 1931 م في شتاء شهر رمضان ببادية متليلي الشعانبة، لأبيه عبد القادر بن أحمد ولأمه فاطنة بنت محمد دحّو. بعد وفاة والده رحمه الله إنتقل إلى مدينة غرداية ليعيش تحت كفالة خال والدته قديسي محمد بحي الحفرة.

تعليمه :

دخل الفقيد عمي أحمد مدرسة الآباء البيض بحي العين بغرداية, لفترة ثم توجه للكتاب بالمدرسة القرآنية لدى الشيخ الجموعي لعروسي بالمسجد العتيق المالكي بحي بني مرزوق.

مهنته وعمله:

إشتغل بمهن عديدة لكسب قوت يومه, منها بيع الكتب والمجلات، مما جعله يحتكّ بمناضلي حزب الشعب ثم حركة إنتصار الحريات الديمقراطية على غرار الشهيد حوتية الجيلالي و المجاهد المرحوم الشيخ لعمى المدعو” الشيخ السّفانجي”، وقد إندمج في الحركة الوطنية يناضل مع نخبة الحركة وهو في ذلك العمر .

فقدان بصره:

فقد البصر شيئا فشيئا إبتداء من سنة 1946م. ومع فقدان بصره لم يفقد بصيرته، حيث واصل النّضال وأنضوى ضمن خلايا الثورة بالمنطقة تحت لواء جيش زيان عاشور،

ثم ضمن خلايا الولاية التاريخية الأولى عندما حلّ الضابط محمد جغابة بالمنطقة رفقة كل من قرمة بوحفص و بن أوذينة عمر وغيرهم. ساهم مع رفاقه في إنجاح إضراب الثمانية أيام بغرداية (جانفي 1957 ) الذي دعت إليه جبهة التحرير، فأصبح مطلوبا لدى سلطات الإحتلال الفرنسي و جماعة بن لونيس.

إختفى بعد إكتاف أمره وطلب القبض عليه بنواحي متليلي ببساتينها وإنتقل خفية إلى منطقة قرية سبسب أحد مراكز ثورة التحرير ومراكز المجاهدين ونقطة عبورهم, حيث كلّفته الجبهة بتنظيم مراكز التّموين والعبور هناك، وقد تكفّل بمركز “الجَّدْر”. وبقي ينشط فيه إلى غاية تاريخ توقيف إطلاق النار 19 مارس 1962.

بعيد الإستقلال, عاد إلى مدينة غرداية، وعيين عضوا ضمن اللجنة الخماسية في إتحادية جبهة التحرير للإشراف على الإدارة، كما ساهم مع مجاهدي المنطقة في تأسيس جمعية الإرشاد الديني والإصلاح الإجتماعي يوم 23 أفريل من سنة 1963،وهي الجمعية الوحيدة التي تم الترخيص لها بمنطقة الواحات والتي ٍرئسها الفقيد الحاج مسعود بلي رحمه. وفي سنة 1971 اُنتخب عضوا في المكتب الوطني لجمعية المكفوفين، وقد كُلّف بتسيير وحدة الفرش والمكانس بغرداية منذ بداية الثمانينات. وبعدها مدير وحدة متليلي الشعانبة.

كانت لي بعض القاءات مع العم أحمد مهاية في عدة مناسبات, أهمها لقائي به في بيتي في دعوة غداء, ولقائي به يوم تدشين وحدة الفرش والمكانس بمتليلي وإقتراحه لي بتولي ادارة الوحدة وغيرها من المناسبات رحمه الله.

                                  كتابة مذكراته:

الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى , لقد أنعم الله عليه بفضل وكتبت مذكراته قيد حياته في مؤلف شامل الموسوم بـذكريات من النضال والمقاومة للمجاهد أحمد مهاية (أحمد الأعمى), قام بكتابته الدكتور سويلم مختار بن الحاج موسى, سليل الأسرة الثورية عن كابر, أستاذ التاريخ بجامعة غرداية و عضو مكتب الجمعية العامة لمؤسسة الشعانبة للتمنية و التأصيل, والذي رأى النور لعرضه والتعريف به في حفل بهيج بتاريخ 28 من شعبان 1440هـ الموافق لـ 04 من ماي 2019 على الساعة 17 والنصف، في جو مفعم بعبق التاريخ المشرف لأبناء الشعانبة بربوع ولاية غرداية وباقي مناطق الوطن العزيز والممزوج بأريج الفكر الراقي.

إصدار جديد أضيف إلى المكتبة التاريخية بالمنطقة:

في ندوة فكرية بمقر نادي بدر الثقافي التابع لجمعية الإرشاد الديني والإصلاح الإجتماعي بحي الثنية مدينة غرداية. يذكر أن هذه الندوة جاءت تتويجا لثلاث سنوات ونصف من العمل المتواصل من قبل الباحث الدكتور سويلم مختار بن موسى بغرض توثيق أحداث المقاومة ومحطات النضال التي ساهم فيها المجاهد أحمد مهاية (مجاهد كفيف) مع إخوانه من شرفاء هذه المنطقة ومناضليها, وذلك عبر عرضها على شكل سيرة تاريخية مفعمة بالأدب. بحضور ثلة من المجاهدين والأساتذة والأكاديميين والأئمة والأعيان والمثقفين الشباب كان على رأس هؤلاء السيدان المهندس بوعامر بوحفص رئيس مؤسسة الشعانبة للتأصيل والتنمية ونائيه فضيلة الإمام الحاج عيسى بلعور رحمه الله والسيد الحاج قدور بوقانون رئيس جمعية الإرشاد الديني والإصلاح الاجتماعي.

بحيث كانت هذه الندوة مناسبة لمؤسسة الشعانبة لتكريم رجلين كريمين: هما الفقيد المجاهد الحاج أحمد مهاية الذي بادر إلى سرد مذكراته فكانت ثمرتها هذا الكتاب والمجاهد الحاج محمد جبريط ـ رحمه الله ـ الذي سبق له أن دون مذكراته في كتابيه الموسوم بـ على مدارج النضال والثورة خطوات وذكريات (1947 ـ 1964).

قراءة في الكتاب المحلي.

بحيث جاءت القراءة لمؤلف ذكريات من النضال والمقاومة.

من رصيد المكتبة للكتاب المحلي. الذي يعتبر إضافة قيمة للموروث التاريخي لمنطقة متليلي الشعانبة عامة. ولقد عالج المؤلف بأسلوب شيّق وإبداع ورصانة، ليبرز ومضات التاريخ المشرقة خاصة على المنطقة وكيف أبلى أبناؤها البلاء الحسن في الذود عن حمى الوطن، فالكتاب يعتبر مرجعا وملاذا للقراء والباحثين في الأدب والتاريخ على السواء.

تناول المؤلف حياة المجاهد ” أحمد مهاية “، وتنقلاته، وإنتماءاته الحركية، وكذا مخططات لتنفيذ عمليات عسكرية مثل: عملية “الخرّاجة” الشهيرة، والعديد من الأحداث الشيّقة والصور والرسائل الفدائية، التى أمهر بها الكاتب مؤلفه. المؤلف من إصدار: دار صبحي للطباعة والنشر، متليلي ولاية غرداية.

لقد غيبك الموت عمي أحمد، جسدا، لكنك ستبقى حيا في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة في هذه البسيطة. ولن ننساك ستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك العطرة نبراسا وقدوة لنا.

نم عمي أحمد قرير العين. مرتاح البال والضمير، فقد أديت الأمانة وصنت الوديعة وقمت بدورك على أحسن وأكمل وجه. فطوبى لك يا عاشقا مولعا لبلدك ووطنك، لقد كنت عظيما في حياتك وأنت اليوم عظيما بعد مماتك.

لقد كنت لنا واحدا من بين الرجال العظماء، الذين تعلم الكثير منك ومن خصالك وأستفادوا من توجيهاتك وإرشادتك وملاحظاتك القيمة. فلم ولن انسى قبضة يديك ليدي وكلماتك المعبرة مازالت ترن في أذني ونصحائك لي. يعز علينا فراقك عمي أحمد، في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من الرجال المخلصين الأوفياء,الصادقين الباقين على العهد.

ومهما كتبنا من كلمات رثاء وتأبين وسطرنا من حروف حزينة و باكية، فلن نوفيك حقك لما قدمته من جهد ثمين وعطاء كثير ووقت بكل تفان في سبيل تحرير الجزائر من الإستعمار والظلم والطغيان.

كان هذا عمي أحمد مهاية ( أحمد لعمي) رحمك الله عمي أحمد. الذي كان واصلا لصلة الأرحام حاثا على ربطها وتواصلها بدون إنقطاع, دمث الأخلاق الطيبة بطيب قلبك الذي يتسع للجميع, عزيز النفس, طاهر الجيب, أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويكرم نزله ويوسع مدخله ويجازيك بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – أمين ولائي مكلف بالدراسات والأبحاث التاريخية بولاية غرداية وعضو المجلس الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى