تحرك اساطيل حربية .. نواقيس الخطر في البحر الاحمر
كاظم فنجان الحمامي
للسودان سواحل طويلة على الضفة الغربية للبحر الأحمر. يصل طولها إلى 670 كلم، أي أكثر بقليل من المسافة بين البصرة وسامراء. لكن اللافت للنظر ان سواحلها صارت تعج الآن بسفن الانزال والمدمرات والفرقاطات وربما الغواصات، واختارت بعض السفن الحربية الرسو على ارصفة موانئ ومرافئ السودان بذريعة تنظيم عمليات الاخلاء والاجلاء. .
آخذين بعين الاعتبار ان الولايات المتحدة لديها قاعدة بحرية متحركة وسط البحر الأحمر ( U.S. Mobile Sea Base)، بينما تتواجد المدمرة الأمريكية (USS Truxtun) في حوض ميناء بورتسودان، وهي مدمرة صاروخية حديثة من طراز Arleigh Burke، في حين تتواجد سفينة العمليات Lewis B. Puller داخل المياه الإقليمية السودانية، على مسافة ليست بعيدة من الساحل، وهي سفينة قيادة متنقلة. .
وفي مملكة البحرين غادرت مجاميع من عناصر الاسطول الخامس على متن سفينة الإمداد الحربي (USNS Brunswick) التي تبلغ سرعتها 40 عقدة، والتي التحقت الآن بسفن الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر. .
ونلفت الانتباه ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا مناورات بحرية حربية بداية هذا العام، واشتركت في المناورة أكثر من 50 دولة شريكة ومنظمة دولية تعمل في الخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان والبحر الأحمر والمحيط الهندي والمناطق الساحلية في شرق إفريقيا، واشتركت في تلك المناورات 35 سفينة حربية، وأكثر من 30 نظام ذكاء اصطناعي بدون طيار. وتضمنت خمسة محاور رئيسية، هي:
- القيادة والسيطرة المشتركة. .
- والأمن البحري. .
- والتدابير المضادة للألغام،. .
- والأنظمة غير المأهولة، وتكامل الذكاء الاصطناعي. .
- والامور البيئية والصحية. .
فهل كان هؤلاء كلهم على موعد مسبق مع تقلبات الاوضاع السياسية في السودان ؟. .
المثير للقلق ان ارصفة ميناء بورتسوان تحتضن الآن عشرات السفن الحربية الفرنسية والاسبانية والبريطانية والعربية، ومن جنسيات مختلفة، ولا اظنها جاءت لتنفيذ مهام الاخلاء والاجلاء، لأن تواجدها بهذا التنوع وبهذه الكثافة وفي هذا الزمان والمكان يبعث على الشك والريبة. ويعطي انطباعات مستقبلية مفزعة، ويوحي بان الاهداف الحربية المرسومة أبعد مما نتوقعه نحن. .