تعاليقرأي

تأملات تربوية: الحب هو الحل!

بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ جامعي وكاتب مصري)
للأسف الشديد يختزل الكثير منا الحب كشعور دافئ جميل في ذلك المفهوم الغريزي البيولوجي الذي يشترك فيه الإنسان و الحيوان لتلبية نداء الطبيعة التي تريد استمرار النوع! و قد ساهم إعلامنا الفاسد على مدار عقود في ترسيخ ذلك المفهوم لدى عموم الناس حتى تحول الحب إلى معبود تذبح على أعتاب معبده آلاف القرابين و الذبائح …وصورت المرأة على أنها ذلك المخلوق الشيطاني المستهتر المنحل الذي يلهث وراءه الرجال في ساحات الخمر و الرذيلة كي ينالوا الرضا و ينعموا بالقرب…وكأن الحياة ما هي إلا سهر و سكر و عربدة و رذيلة!
هذه الصورة الفاجرة البغيضة دنست أطهر المشاعر و شوهت صورة المرأة و شجعت الكثير على المجون و الإنحراف مدفوعين بالتقليد الأعمى و غرور الشباب…فالحب يا أحبابي له صور و أشكال عدة قد تسمو بمشاعرنا و تحول حياتنا إلى جنة…فحب الخير و السعي إليه أينما كان هو شكل راق و قيم من أشكال الحب يمكن أن يضم العديد من السلوكيات و المظاهر المرغوبة و المقبولة اجتماعيا و التي ترضي المولى عز و جل…و كذلك فإن حب الطاعات و تجنب المعاصي شكل آخر يريح النفس و يبعث فيها الطمأنينة و السكينة و الإرتياح…و بالمثل فإن حب الحق يبعد النفس عن الهوى و الظلم و البطش…كما أن حب الإيثار و العون و قضاء حوائج الناس قد يولد شعورا بالرضا عن النفس و يقلص فينا الأنانية الفطرية للنفس البشرية…لذا فعندما نقول أن “الحب هو الحل” لكل مآسينا و مشكلاتنا فإنني أعني الحب بكل صوره و أشكاله بما فيها حب الآخرين و حب كل ما هو جميل و طيب…
مع خالص تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى