ولايات ومراسلون

تأثير الجفاف بولاية الأغواط

تشهد المنطقة الجنوبية لولاية الأغواط، منذ 2019، حالة من الجفاف المقلق بسبب التغيرات المناخية، ألقت بظلالها على حياة السكان والفلاحة وكذا الاقتصاد في المنطقة، وسط استراتيجية وضعتها الحكومة لمجابهة الظاهرة.

ذكر مدير الموارد المائية بالولاية أن وزير الموارد المائية قال إن “المناخ في الجزائر كان في وقت سابق يعرف بشبه الجاف لكنه اليوم أصبح جافا تماما، ما جعل استراتيجية تسيير الموارد المالية تتلاءم تماشيا مع الوضع السائد في البلاد. بسبب فترات جفاف طويلة ومتكررة، نظرا لنقص في نِسَب تساقط الأمطار.

الحكومة ومن جهتها استحدثت تسمية جديدة لوزارة الموارد المائية، بإضافة عبارة “الأمن المائي”، وذلك من أجل مجابهة ظاهرة الجفاف وشح المياه للمرة الأولى في البلاد، والجهة الجنوبية لولاية الأغواط تضررت كثيرا من حالة الجفاف الذي عبر عنه الكثيرون بحالة من الجدب والقحط..

وأدى هذا الجفاف حسب الفلاحين إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية التي تعد مخزونا مهما بالنسبة إلى حياة السكان والاقتصاد الزراعي. كما اختفت المياه السطحية، وبرك المياه التي كانت هنا هنا ترتوي منها الطيور والحيوانات صارت حسب المتحدثين قصصا ومعالم تدل على أماكن صارت جدباء لا حياة فيها، وأثر سلبا على الغطاء النباتي كما انخفضت نسب الانتاج الزراعي وخاصة المواد العلفية كالحبوب والبقول الجافة، باستثناء ذلك بالاراضي المسقية من الآبار…

كان معظم المواطنين يعتمدون في معيشتهم ومداخيلهم السنوية على الضيعات التي يحرثونها على “البور” والمعروف لدى فلاحي المنطقة بالحرث “القَرار” لزراعة الحبوب كالقمح والشعير لكن اليوم تلك الضيعات أصابها القحط بسبب الجفاف بحيث لم تعد الامطار تسقي الزرع والضرع، فأصبحت الضياع جرداء جدباء حتى الغطاء النباتي المعتاد اختفى مثل الشيح والديس والحلفاء وأعشاب أخرى كان السكان يتخذونها للتداوي وأخرى غذاء للحيوانات..

حالة الجفاف هذه أثرت سلبا حتى على صحة الانسان والحيوان حيث انشرت الأمراض في غير وقتها وكثرت الاوبئة واكتظت المستشفيات والعيادات الخاصة بالمرضى بسبب السعال والزكام، نتيجة لحالات الطقس التي لم تعد مستقرة كالمعتاد، حيث الحر في وقته والبرد في وقته، فأصبح الجو متغيرا وغير مفهوم حسب ما صرح به بعض الأطباء..

وأكد بعض التقنيين بمديرية الموارد المائية أن رخصة حفر الآبار صارت لا تمنح لكل الفلاحين إلا بعد دراسة جيوفزيائية وجيولوجية من طرف “ليناجيو وليناراش” التي قد تسمح بالحفر أم لا، وحتى أن سمحت فكان الحفر لعمق متوسط يكفي حيث يتراوح بين 20 و50 متر أما اليوم أصبح الحفر إلى 100 متر لا يكفي لري بستان صغير ..

سد سكلافة الذي أنجز لأجل تعزيز المياه الجوفية والمياه السطحية لإنقاذ القطاعين الزراعي والصناعي، وتأمين مياه الشرب”، بمد شبكات المياه إلى المصانع والحدائق والبساتين لصل مداها إلى بلدية حاسي الدلاعة مرورا بقصر الحيران على اعتبار أنهما الأكثر حاجة لمياه الشرب والري، لكن ومع حالة الجفاف توقفت هذه الدراسة وتنفيذها.

واعتبر الفلاحين التحلي بالثقافة ضد الكوارث الطبيعية، مثل الجفاف، واللجوء إلى استخدام التكنولوجيا لتأمين الموارد المائية والحفاظ عليها، بعيدا من الطرق التقليدية للري… غانم ص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى