بين طالبان وحماس


قال الجنرال ميلي خلال جلسة استماع في مجلس النواب “من الواضح والظاهر لنا جميعا أن الحرب في أفغانستان لم تنته بالشروط التي أردناها، مع وجود طالبان في السلطة في كابول. ومن المعلوم أن خسائر أمريكا في تلك الحرب ” قُتل خلالها أكثر من 2300 جندي أمريكي وجُرح 20660 جندي آخر، فضلاً عن إنفاق واشنطن ما يقرب من تريليون دولار. والسؤال الافتراضي هنا هو: هل تستطيع إسرائيل و معها أمريكا القضاء على المقاومة في غزة؟ .في هذا الصدد: كشفت شبكة “إن بي سي” الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تدرس نقل جزء من سكان قطاع غزة إلى خارج القطاع خلال عملية إعادة الإعمار؟. الانهيار والانبطاح أمام قوات طالبان والهرولة في الانسحاب دون أن تفرض شيئا واحدا على من احتلتها عشرون عام. الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه المتمثلة في القضاء على المقاومة، وتهجير الشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية ، بفضل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي قدم الغالي والنفيس وضرب أعظم الأمثلة في التضحية والفداء. الفشل الإسرائيلي لم يقتصر على تحقيق الأهداف الكبيرة التي وضعها قبل بدء العدوان فحسب، بل امتد أيضاً ليطال فشله في تقديم صور انتصار زائفة ، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس عن إسحق بريك، جنرال إسرائيلي خدم في سلاح المدرعات برتبة قائد لواء، وعمل قائداً للكليات العسكرية. تصريحات المجرم نتنياهو في عدة مناسبات والتي أشار فيها إلى أن الحرب في غزة ستنتهي فقط إذا استسلمت حماس وألقت سلاحها وأعادت الأسرى. وها هو لم يحقق ذلك؟. وعن الاحتفاظ بمحوري نتساريم وفيلادلفيا قال: أن محور فيلادلفيا أصبح قضية وجودية وأن التواجد فيه أصبح استراتيجية لا غنى عنها لأمن إسرائيل. هذا الكلام لن يحققه نتنياهو حتى في أحلامه .من هذا وذاك أقول أن فكرة خروج سكان غزة من بلادهم فكرة غابية ، ولا يمكن تحقيق ذلك مهما استعملت من قوة .و تغير النظام في غزة فكرة غابية أيضا.20سنة من الحرب المدمرة في أفغانستان لم يمنع طالبان من العودة الى السلطة ، فكيف تستطيع إسرائيل أن تغير النظام في غزة ، بعد عام ونصف من الحرب المدمرة ؟