أمن وإستراتيجية

سلاح الدمار الشامل الفضائي الجديد

كاظم فنجان الحمامي

لن تتوقف الأفكار والمشاريع الشريرة، ولن تنضب كنوزها السخية اللازمة لتغطية تكاليفها الباهضة، وربما كانت فكرة أعمدة الرب (Rods from God) واحدة من تلك المشاريع المخصصة لتعظيم قوى الدمار الشامل في الحروب المهلكة. فعلى الرغم من بنود المعاهدة الدولية الموقعة عام 1967 من قبل 107 دولة، والتي حرّمت إطلاق الأسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيميائية من مدار الأرض. فإن الولايات المتحدة الاميركية كانت في طليعة البلدان التي فكرت بخرق بنود تلك المعاهدة، عندما باشرت بتطوير قضبان التنغستن (tungsten rods)، التي باستطاعتها تدمير المدن بقوة تفجيرية تضاهي قوة الصواريخ الباليستية العابر للقارات. .
لقد تبلورت تلك الفكرة الشريرة ابان حرب فيتنام عندما لجأت الولايات المتحدة إلى إستخدام قنابل: الكلب الكسول، أو (Lazy Dog)، التي كانت عبارة عن مسامير فولاذية صلبة بطول بوصتين فقط، ومجهزة بزعانف صغيرة، ولا تحمل متفجرات، ثم أشركت مئات الطائرات في إطلاقها فوق المدن الفيتنامية بقصف مرعب متواصل، أطلقوا عليه: القصف الحركي (kinetic bombardment)، حيث وصلت سرعة المقذوفات الفولاذية إلى 500 ميل في الساعة عند سقوطها فوق الأرض، واخترقت الجدران الخرسانية بعمق تسع بوصات عند سقوطها من إرتفاع 3000 قدم. ثم راحت الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك عندما قررت تكثيف صلابة مقذوفاتها وزيادة وزنها، واطلاقها من ارتفاعات شاهقة، فتولدت لديها فكرة أعمدة الرب (Rods from God) التي هي عبارة عن قضبان مصنوعة من معدن التنجستن بطول 20 قدماً وقطر قدم واحد، وتم إسقاطها (تجريبياً) من مدار الأرض، لتصل سرعتها إلى عشرة أضعاف سرعة الصوت. الأمر الذي منح القضبان القدرة على إختراق مئات الأقدام داخل سطح الأرض، وتدمير الملاجئ المحصنة والمخابئ السرية المدفونة في باطن الأرض، وكان الانفجار مساوياً لحجم انفجار القنابل النووي من دون إحداث تداعيات جانبية. وسيستغرق تدمير أي هدف بهذا السلاح حوالي 15 دقيقة فقط. لكنهم أدركوا ان كلفة إطلاق الرطل الواحد منه تزيد على 10000 دولار. آخذين بعين الاعتبار ان وزن 20 قدماً مكعباً من معدن التنجستن الكثيف يزيد قليلاً عن 24000 رطلاً، وهذا يعني ان كلفة عمود واحد ستكون بحدود 230 مليون دولار. .
كانت هذه صورة ملخصة ومقتضبة عن سلاح واحد من اسلحة الدمار الشامل، التي تفكر البلدان الراعية للارهاب في إنتاجها، وفي تحويل مدار الأرض إلى منصات تصب منها حممها على من تشاء فوق رؤوس الشعوب الآمنة المطمئنة التي لا علم لها بما يجول في ادمغة الرؤوس الشريرة. .
والله يستر من الجايات. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى