رأي

بطولة صلاح جدّدت ارتباط المصريين بفلسطين

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي سوري

أكتب مقالاً لبطل مصري تضامن مع فلسطين ورفض إسرائيل وأوقع قتلى إسرائيليين بسلاحه القديم وزيّه العسكري الرسمي، إنه الشهيد محمد صلاح بطل عملية الحدود مع إسرائيل التي قتل فيها ثلاثة جنود من قوات جيش الاحتلال، هذه العملية إستوقفت كل أحرار العالم، ونبَّهت الأمتين العربية والإسلامية على الخطر الحقيقي الذي يمثّله الإحتلال الصهيوني للأراضي العربية.

ما قام به الشهيد محمد صلاح عمل استثنائي ، جاء ليقول للجميع… إن فلسطين في قلوب كل المصريين ولن تغيب عن أذهانهم، وسنبقى معاً على قلب رجل واحد… فلا بد من وقفة حاسمة وشديدة في مواجهة الكيان الصهيوني ودحره وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.

أكدت العملية الاستشهادية على أن الصهاينة منبوذين وليسوا مقبولين ولن يعيشوا في أمان مهما أقاموا معاهدات سلام مع الحكومات ومهما نشروا من متحدثين بالعربية باسمهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه العملية تضمنت رسائل واضحة لمن يعملون ضد إخواننا الفلسطينيين ومقدّساتهم ،أراد أن يوصلها محمد صلاح لأعداء العرب وهي أن من يخطط بشر أو سوء لفلسطين سوف يمحى من على وجه الأرض وأن الردع هو المعادلةُ السابقةُ والباقيةُ بوجهِ الكِيانِ الصهيوني وحلفائه.

أعاد محمد صلاح إحياء شيء كان كامناً، لم تغب فلسطين عن قلوب كل المصريين وعقولهم يوماً، ولم يقبل المصريون بالصهاينة أو ينسوا ثارات فلسطين وثارات مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل والأسرى الذين قتلوا ودفنوا في رمال سيناء، وبذلك جدّدت بطولة محمد صلاح ارتباط المصريين بفلسطين وبالصراع مع الصهيونية، حتى النصر والتحرير.

إن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسيتمخض عن المعركة الدائرة مع العدو ولادة شعب عربي متحرر من خوف الأعداء، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره، وتعزيز ثقافة المقاومة بين شعوب المنطقة، المستندة إلى برنامج وطني نضالي واحد هدفه تحرير كل الأراضي المحتلة العربية .

نحن الآن أمام تحدي كبير يتطلب التغيير في الاستراتيجيات والأدوات لأنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فإسرائيل لن تقبل العملية السياسية وكل المبادرات التي تبذل من هنا وهناك للوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فالخيار الأفضل حالياً للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة العملية الاستيطانية والتهويد المستمر للقدس.

مجملاً… إنّ الرهان على المستقبل في المنطقة يملي الوقوف إلى جانب فلسطين واتخاذ خطوات شجاعة باتجاهها، وحمايتها من كل الأطماع التوسعية القادمة حتى الوصول بها إلى برّ الأمان، وفي الوقت نفسه إننا أمام مرحلة تاريخية دقيقة يمكن من خلالها معرفة الأوفياء والشرفاء لأوطانهم وأمتهم، وفي المقابل سوف ينكشف مرتزقة وعملاء أعداء الأمة العربية وخُدام أجندتهم التوسعية وسياساتهم التخريبية في المنطقة العربية، وستبقى القدس وقود الثورات العربية وستبقى في قلوب كل السوريين ولن تغيب عن أذهانهم وستبقى حافزاً لتحركاتهم وثوراتهم.

وأختم بالقول: إن أحلام وأوهام أعداء فلسطين كانوا يراهنون على تركيع فلسطين وهذا لن ولم يكن مهما كان الثمن، ففلسطين لن تركع طالما فيها شموخ ورجال مقاومين يملكون الارادة والعزيمة والإيمان القوي والثبات على مبادئهم وحبهم للوطن، برغم إننا ودعنا الكثير والكثير من الشهداء الأبرياء والمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ ودمرت آلاف المنازل ولكن في المقابل هناك مقاومة شرسة وأخرها عملية الشهيد المصري محمد صلاح .

باختِصارٍ شديد: إنهم “أوهن من بيت العنكبوت” وكل ما يتطلبه الأمر، وجود رجال في عزيمة وإرادة الشهيد محمد صلاح، وهناك مئات الآلاف مثله في الشقيقة مصر وفي سورية وكل مكان من الدول العربية والاسلامية، وما علينا إلا الصبر والتحلي بالنفَس الطويل حتى نصل الى ما نصبوا إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى