أخبارتعاليقرأي

بشائر طوفان الأقصى

بشائر طوفان الأقصى

منتصرون إن شاء الله، هذه بشائر النصر، افرحوا…”قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا”

هو طوفان على الصهاينة المعتدين، على المطبعين الخونة، على شيوخ الضلال وأتباعهم المناكيد الذين يفتّون في عضد الأمة بالتخذيل والأراجيف، لقد رأينا كيف أن كل المسلمين برهم وفاجرهم سعداء إلا المدخلي المنتكس الفطرة، فهو حزين، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به من يسمون أنفسهم سلفية.

و الذين لا يفقهون سنة التدافع بين الحق والباطل أذكرهم بقول الله “ولا تهنوا في إبتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما} فالنصر على قدر الرجاء.

من جهة أخرى ما الغاية من هذه العملية النوعية التي قامت بها المقاومة؟؟ ما الفائدة المرجوة منها؟ أليست عواقبها على الأبرياء وخيمة و نتيجتها صفرية كما يردد المرجفون؟ إن أعظم هزيمة تصيب الأمة هي الهزيمة النفسية، وأكبر هزيمة لصاحب الحق هي أن ينسى أنه صاحب حق، وأكبر انتصار لصاحب الباطل هو أن لا يجد من يذكره بأنه على باطل، فطوفان الأقصى جاء لتذكير العدو الصهيوني أنه لن ينعم بالأمن أبدا وأن رحيله لا محال آت، ولتذكير الشعب المحتلة أرضه أنه سيأخذ حقه ذات يوم، وما عليه إلا أن يستجمع وسائل الانتصار الذي قدمت له المقاومة عنها أمثلة بسيطة في حجمها جبارة في أثرها، ثم لتثبيت عقيدة المفاصلة والبراء ولتذكية شعلة التمسك بالحق حتى لا تذوب العزائم وتخور الهمم، حتى يزول الرضا بالذل واعتياد الهوان وحتى لا تنسى الحقوق.

لقد متع طوفان الأقصى أعيننا بمشاهد العزة، وجعلنا نبتهج باللوحات الفنية الرائعة التي صممها المجاهدون في الأرض المحتلة… إنها ملحمة نتعلم منها قواعد السير إلى الله، فقد قيل لشيخ المجاهدين عمر المختار: “إيطاليا تملك طائرات نحن لا نملكها، فقال أتحلق فوق العرش أم تحته؟ فقالو بل تحته، فقال مَن فوق العرش معنا فلا يخيفنا ما تحته”، فنعوذ بالله أن يكون المسلم مجرد وجود جثماني لا يشعر لا يفكر، “إن هم إلا كالأنعام”…وما أصدق ما قاله الشيخ محمد الغزالي رحمه الله” :إذا رأيت من يهتم اهتماما هائلا بإخراج الفطرة، أتخرج قمحا وشعيرا أم دراهم؟ ويستثير ذلك أعصابه أكثر مما يستثيره ضياع مقدسات المسلمين وانتهاك حرماتهم وسفك دمائهم فاعلم أنك أمام مسخ من الخلق لا يُؤَمَّن على دين الله ولا دنيا الناس، وهذا المتدين عبء على الأرض والسماء”….فأين فقه الأولويات؟

ما يسمى المجتمع الدولي اصطف عن بكرة أبيه مع الصهاينة فلا يمكن لأي مسلم ان يكون محايدا فضلا عن أن يظن بالمجاهدين سوءا ويظن بالمعتدين خيرا، والتعبئة الشعورية والإعلامية والمادية من أجل غزة واجب ديني لا يتخلف عنه إلا مريب، وأقل الجهد الوقوف المعنوي مع المقاومة برفع الأعلام الفلسطينية بمناسبة وبغير مناسبة، ووضعها على حسابات الأشخاص في فيسبوك وغيره، ووضع منشورات قوية عن غزة والقدس وفلسطين، ومن لم يفعل ذلك فقد اصطف مع المطبّعين، ولا يتغافل عن الدعاء والتضرع إلا من مات ضميره ورقّ دينه، وهذه مناسبة لإحياء دعاء القنوت في المساجد، وهل هناك نوازل أكبر من ملحمة غزة وفلسطين؟

أجل، غزة في غمّ وحصار وتقتيل لكن انظروا إلى الوجه الآخر من الصورة، انظروا إلى عدد القتلى والأسرى الصهاينة الذي لم يحدث نظيره منذ احتلال فلسطين، انظروا إلى إغلاق المطارات ونزوح المستوطنين ورعب اليهود المعتدين وإخلاء مدن بأكملها خوفا من نيران المقاومة، انظروا إلى القذائف تدك حصونا كانوا يظنون أنهم مانعتهم من القسام، انظروا إلى الهاربين من الأرض المحتلة إلى خارجها حتى ضاقت بهم المطارات.

بقي أن أقول من رأيتموه يتفادى موضوع الساعة ويحدث الناس بحماس بالغ عن التوحيد والعقيدة والسنة والبدعة فاتهموه في دينه، واعلموا أنه متشبع بفكر دخيل يجعله في صف أعداء الأمة وهو لا يدري، التوحيد الحقيقي هو الذي يدفعك نحو الجهاد ودفع الظلم حتى تحفظ دينك ومقدساتك وترخص نفسك في سبيل الله، ومن يبحث عن بقية السلف الصالح وأصحاب العقيدة الصحيحة والفرقة الناجية أقول له إنهم أهل غزة.

عبد العزيز كحيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى