أحوال عربيةأخبار العالم

بدء محادثات السلام في اليمن مع عودة سورية الى الصف العربي

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

بعد سنوات من الحرب التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن، تتشكل ملامح جديدة لحل النزاع في ظل جهود إقليمية ودولية تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي دائم ينهي الحرب في البلد العربي، ضمن عملية سياسية تحقق سلاماً عادلاً يستطيع تمكين المجتمع من استعادة الحياة الطبيعية ورفع كل ما فرضته عليه الحرب من عقوبات وصولاً إلى إعادة ترتيب وضع البلد ولملمة جراحه واستعادة قراره.

هذه أخبار سارة لليمنيين والمنطقة ككل، فعلى ما يبدو ثمة إدراك متزايد بأن استمرار العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية في اليمن لا يجدي نفعاً.

بالمقابل، جددت القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية التزاماً عربياً بوحدة اليمن واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، وانطلاقا من ذلك باتت الظروف الحالية مواتية للانخراط في محادثات سلام والتوصل إلى حل سياسي يُخرج البلد من دوامة الحرب والاقتتال إلى واقع جديد يرفض الحرب وينبذ الاقتتال.

مع عودة سورية الى الصف العربي وترأس الرئيس الأسد مقعد سورية بقمة الرياض، هناك مشاورات ومبادراتٌ سورية- عربية، وحراك دبلوماسي في وجه الهجمة الصهيونية الغربية بقيادة أمريكا على مدار 12عاماً، لبلورة موقف مشترك وواضح من مجمل ما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة أن أمريكا وحلفاؤها في المنطقة يحاولون خلط الأوراق من جديد، ووضع العصي في عجلات أي جهود لإيجاد حل للأزمة اليمنية بما يلبي طموحات الشعب اليمني بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية.

أصبح اليوم الشعب اليمني يدرك جيداً من هم أعداؤه ومن هم أصدقاؤه، ودور الولايات المتحدة في تأجيج الحرب في اليمن، والتي كانت جزءاً أساسياً في إطالة أمدها، في مقابل هامشية حضورها ودورها في محادثات السلام الأخيرة.

وتتصاعد توقعات وآمال بإحلال السلام في اليمن منذ أن وقعت السعودية وإيران، بوساطة صينية في 10 آذار الماضي، اتفاقاً لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات، بالإضافة الى كسر شوكة الولايات المتحدة الأمريكية بعد فك الارتباط السعودي الأمريكي، وتوجه الرياض الى الصين وروسيا قائدتي النظام الدولي الجديد.

في سياق متصل أصبح هناك توافق سعودي إقليمي حول الحل في اليمن، ويمكن إيجازه بمسألتين أساسيتين، أولهما، فقد انتهى الرهان على الحل العسكري وبدأ الرهان على الحل السياسي، وثانيهما أن مصير اليمن ومستقبله يظل بيد اليمنيين حتى يتجاوزوا محنتهم وأزمتهم القائمة، على افتراض أن هناك أناس عقلاء في كل أطراف الأزمة يتابعون تطورات المشهد داخلياً وخارجياً في اليمن للحفاظ على استقرار اليمن وأمنها.

وهنا أرى بأن هناك رؤية استراتيجية موجودة في كل الأوساط السورية وعلى أعلى المستويات، مفادها أن سورية المؤثرة في الإقليم، هي سورية التي يمكن أن تسهم في إيجاد حل الأزمة اليمنية وإنهاء الصراع هناك كما آن هناك رؤية سورية ثابتة وهي دعم اليمن في كل الأوقات.

مجملاً.. إن الوحدة الداخلية اليمنية ضرورة وطنية لمواجهة التدخل الخارجي ، لحفظ وحدة اليمن وإحباط المشروع الأميركي لبناء الشرق الأوسط الجديد، لذلك لا بد لليمنيين من اقتناص الفرصة المناسبة لإنقاذ اليمن في ذروة الارتباك الأميركي في المنطقة، وصمود سورية ومحور المقاومة في المنطقة.

وأختم بالقول، إن الشعب اليمني شعب صديق جداً للشعوب العربية الأخرى وبالذات للشعب السوري، فاليمن بلاد خير وعز، وصفها المؤرخون باليمن السعيد، ، ولأن اليمن وقفت دائما مع المقاومة في سورية وأهل سورية ، فان سورية لا ترى إلا اليمن موحدة، ولا تتمنى إلا الخير لأهلها الكرام الذين ساهموا بالغالي والنفيس من أجل القضية، فالذي تعانيه اليمن يعنينا جميعاً، فهي كالقلب للعرب، وسورية مثل اليمن ترفض اليوم سياسة الإملاء من الخارج وتعي ما يريده الآخرون منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى