أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

ايران .. أكبر الخاسرين في حرب غزة

ايران أكبر الخاسرين في حرب غزة

محمد نصار
اختارت الجمهورية الاسلامية في ايران ، عدم التصعيد ضد اسرائيل ، وقررت ” لجم ” الفصائل المسلحة ” الموجودة في لبنان و سورية ، وقررت البقاء في الحياد في حرب يفترض أنها حرب من اجل المقدسات الاسلامية ، والمسجد الاقصى ، وبهذا تكون الجمهورية الاسلامية قد قررت القفز فوق المبادء التي روجت لها طيلة عقود من الزمن ، بل و اقامت على اساسها شرعية النظام الحاكم في الجمهورية الاسلامية ، وقررت تقييد يد حزب الله اللبناني و منعته من التصدي للعدوان الهمجي البربري الاجرامي العنصري الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة .
المشكلة في ايران اليوم هي أن النظام السياسي القائم في طهران لا يمكنه بعد اليوم الحديث عن مبادئ الدفاع عن المقدسات الاسلامية ، في القدس الشريف و تكرار الحديث عن ” الشيطان الأكبر ” و ادعاء نصرة القضية الفلسطينية ، لأنها تفرجت طيلة 4 اسابيع على مشاهد الدم و الدمار و المجازر المرتكبة بحق الاطفال و النساء و المدنيين تماما مثل اي نظام سياسي لديه علاقات دبلوماسية مع اسرائيل .
والسؤال هنا هو التالي ، ما هو الفرق بين موقف المملكة المغربية أو الامارات العربية، من المجازر الاسرائيلية و موقف ايران في الحقيقة لا يوجد اي فرق بل ان موقف جمهورية مصر التي ترتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل بدا اكثر تقدما من موقف ايران ، و هذه مشكلة كبيرة ، تكشف عن حقيقة أن طهران تضع في المقام الأول مصالحها القومية ، ومصالح الدولة قبل المصالح الاسلامية التي يقوم الخطاب الرسمي الايراني على اساسها، وهذا موقف طبيعي من أي دولة ترى أن مصالح شعبها في الداخل هي الاساس الذي تبنى عليه كل سياسات الدولة الداخلية والخارجية ، و هو نفسه الاساس التي تسير عليه دول التطبيع مع الكيان الصهيوني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى