أحوال عربيةأخبار

الى -الكبتاغون-الامريكي “تمثال حريتكم يكرس العبودية ولا يمسخها” !

الى -الكبتاغون-الامريكي “تمثال حريتكم يكرس العبودية ولا يمسخها” !

أحمد الحاج
من المفارقات العجيبة أنه وبينما تستمر الالة الوحشية الصهيونية الحاقدة على البشرية وحسبك أن تقرأ نصوص التلمود، وتستمع الى فتاوى حاخامات بني صهيون لتتأكد بنفسك من أن هذه الثلة النتنة تؤمن ايمانا قاطعا بأنهم الشعب المختار وكل ما عداهم “حمار بن حمار” داعية الى سحقهم عن بكرة أبيهم ، أقول وبينما يستمر الكيان المسخ بتدمير قطاع غزة على ساكنيه بمباركة وبأسلحة دمار شامل امريكية 100% واذا بالولايات المتحدة الامريكية تحتفل في الـ 28 من تشرين الأول من كل عام بـ” تمثال الحرية”الذي تم تدشينه على خليج نيويورك في ذلك اليوم من عام 1886م كهدية تذكارية مقدمة من فرنسا الاستعمارية بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية بين 1775-1783 على الاستعمار البريطاني” بمعنى أن التمثال وفي حقيقته هو مجرد نكاية استعمار فرنسي بغريمه البريطاني لا أكثر ليتمخض الاستعماران لاحقا عن مسخ لقيط ومشوه جديد فاق في النبح والعقر أباه ” ، هذا التماثل الذي صار رمزا لأمريكا هو من عمل النحات الفرنسي الشهير فريديريك أوغست بارتولدي، وكان التصميم بالاساس مخصصا لمصر لتدشينه بمناسبة حفل افتتاح قناة السويس عام 1869م ، ويحمل اسم “مصر منارة الشرق” وفقا لبي بي سي ، ويجسد فلاحة مصرية تحمل بيدها اليمنى شعلة تضيء طريق السفن إلا أن الامكانات المالية لمصر في عهد الخديوي اسماعيل وبعد استنفادها على القناة التي كلفت 2 مليون و400 ألف جنيه ، وهو مبلغ ضخم جدا في ذلك الوقت لم يسمح بمزيد من الانفاق على هكذا نصب باهظ التكاليف !
و الملاحظ ومن باب شر البلية ما يضحك ، ضحكا كالبكاء ، هو أن الولايات المتحدة التي تحتفل سنويا بتمثال حريتها في مثل هذا اليوم حيث السلاسل المحطمة عند أقدام المرأة التي تحمل بيدها اليمنى مشعل الحرية بينما تعتمر في رأسها التاج المسنن الذي يرمز الى القارات والبحار السبع حتى أن كل جزئية في هذا التمثال تؤشر الى نبذ الطغيان والاستعباد والاستبداد ، في وقت تمارس فيه امريكا كل أنواع الاستبداد والاستعباد ، بل و تدعم وتؤيد كل من يمارسها ولاسيما ربيبتها وصنيعتها وورثيتها ” إسرائيل “التي ترتكب من المجازر وجرائم الإبادة العرقية والجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية ما لا عين رأت،ولا أذن سمعت بدعم من – الفيتو – و “الكبتاغون” أقصد “البنتاغون”الأمريكي !
اليوم وبعد شهور من ” التميع والتخنث والتزلف ” وإذا بالشمطاء تخلع قناعها الوديع المزيف لتعاود امريكا – بايدن – الظهور العلني بوجهها الحقيقي المشوه،وبماضيها الامبريالي القبيح مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية 2024 ،لضمان فوز أصحاب الحمار الديمقراطيين على غرمائهم الجمهوريين من أصحاب الفيل ، وهاهي تزبد وترعد وتتوعد كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا وفلسطين ومصر والاردن ، وتبعث برسائل تهديد ووعيد تتطاير ذات يمين وشمال محذرة من أية مساندة أو دعم أو تأييد ولو على استحياء للشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله المشروع ضد الكيان ، فيما يواصل كلابها من مؤسسي منصات ومواقع التواصل “فيس بوك وانستغرام وأكس ويوتيوب ” ومن على شاكلتهم بحجب وحظر وتقييد كل صحفة وحساب يدعم فلسطين
ولو بكلمة ، أو صورة ، أو كاركاتير ، أو بيت شعر ” .
وحسبنا وبعد كل هذه الجعجعات – البايدنية فضلا على الكبتاغونية – أن نذكر أمريكا بماضيها الوحشي القريب بعد 20 عاما على غزوها للعراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل غير موجودة ولم يعثر عليها اطلاقا،سبقه حصار استمر 13 عاما متتالية بين 1990 – 2003 تسبب بوفاة مليون وربع المليون عراقي ،لم يجن العراقيون خلالها سوى جفاف نهريه وتلوث تربته واجوائه ومياهه، ونهب خيراته، وتهريب آثاره ، وتجميد أمواله ، وتهديد مستقبله ، وتكريس الانقسام والفساد والطائفية بين قومياته وطوائفه ومكوناته ، فيما كشفت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية بأن “متلازمة حرب العراق” قد أثرت على السياسة العسكرية الأميركية طيلة السنوات الماضية فما الذي جناه العراقيون والاميركيون بعد 20 عاما على غزو العراق عام 2003 ؟
لقد استجاب صناع السياسة الأميركية “للإحباطات الناجمة عن حرب العراق وبما أعاد للأذهان ما وقع في فيتنام وخاصة مع الهزيمة الكاملة في أفغانستان بحسب مجلة(فورين أفيرز) الأمريكية فحرب العراق وأفغانستان كلفت كل دافع ضرائب أميركي ما يقرب من (7623) دولارا اضافة الى ( 199) مليار دولار أنفقت على قدامى المحاربين ممن يتلقون الرعاية الطبية بحسب وزارة الدفاع الامريكية يضاف لها الفوائد التراكمية وتقدر بنحو (925) مليار دولار على اقتراض (تريليوني دولار) للحرب على العراق بحسب موقع “بزنس إنسايدر” .
(كنا سنغزو العراق حتى لو كان لديه شريط مطاطي ومشبك ورق وكنا سنقول سوف يقتلع عينيك بهما) بهذه العبارة تم تلخيص دوافع الحرب على لسان رئيس مجموعة عمليات العراق في السي آي ايه ، وبرغم أن وجود الأسلحة الكيمائية والبيولوجية والنووية كان أمرا مركزيا بالنسبة لبريطانيا الا أنها كانت ثانوية في قرار واشنطن بحسب البي بي سي ، وما قرار غزو العراق الا كما وصفه (جورج بوش ) شخصيا بزلة لسان خلال كلمة له بمدينة دالاس في ايار / 2022 حين قال (لقد كان قرار رجل واحد لشن غزو غير مبرر ووحشي على العراق) قبل أن يتلعثم ويستدرك ” أعني أوكرانيا” .
الجرائم التى ارتكبتها العديد من الدول خلال غزوها للعراق لم تتم المعاقبة عليها ولم يقدم المسؤولون عنها للعدالة وفقا للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة والتحقيق بالجرائم التي ارتكبت في العراق لم يتم بشكل صحيح بحسب وكالة أنباء تاس الروسية ، أما السيناتور الجمهوري الراحل (جون ماكين) وكان من أشد المؤيدين للحرب فلم يجد بدا من الاعتراف في مذكراته التي نشرها قبل وفاته عام 2018 من، إن ” تلك الحرب بتكلفتها العسكرية والانسانية الباهظة لم تكن سوى خطأ خطير للغاية وعليه أن يتحمل نصيبه من اللوم ” .
وأذكر بأن 20% من المتهمين بإثارة الشغب وحصار مبنى الكابيتول ومن ثم إقتحامه عنوة وتحطيم أثاثه في كانون الثاني / 2021 هم من المحاربين القدامى وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي ، وكان من أبرزهم المقدم المتقاعد من القوات الجوية لاري ريندال بروك جونيور، وقد ظهر مرتديًا خوذة عسكرية وسترة واقية ضد الرصاص ويحمل أصفادًا مضغوطة مؤكدا استعداده لـخوض حرب أمريكية أهلية ثانية على حد وصفه ، كذلك نقيب المارينز إميلي ريني وقد خدمت في العراق.
أما عن أول دراسة أجراها فريق متخصص بمراقبة الصحة النفسية في الجيش الأميركي وشملت 1320 جنديا و447 من عناصر المارينز بعد مرور ثلاث سنوات على غزو العراق فقد أظهرت إقرار 7% من المارينز و4% من الجنود بأنهم ضربوا أو ركلوا مدنيين عراقيين بما لم يكن ضروريا ، فيما قال 12% من المارينز و9% من الجنود بأنهم ألحقوا أضرارا أو دمروا ممتلكات عراقية عندما لم يكن الامر ضروريا، فهل سيحال المرضى من هؤلاء المحاربين القدامى الى المصحات النفسية ، والمجرمون منهم الى المحاكم المختصة لما اقترفوه في العراق وافغانستان ،أم إنهم يتركون ليُنهوا حياتهم كأقرانهم ..إدمانا وانتحارا .
في كتابه (اعترافات قاتل اقتصادي ) الذي نشر عام 2004 وتُرجم الى 30 لغة ) أتى مؤلفه جون بيركنز على ذكر آل بوش ، وأل روكفيلر ، وجورج شولتز ، والاخوين تشارلز وديفيد كوك وكلهم من اعمدة وركائز الحرب على العراق ، واصفا إياهم جميعا بأنهم أسوأ من المافيا وصفا إياهم بأنهم (رجال محترفون يتقاضون أجراً عالياً لخداع دول العالم بابتزاز ترليونات الدولارات وتحويل الاموال لتصبَّ في خزائن الشركات الضخمة وذلك من خلال تقاريرُ مالية محتالة وانتخاباتٌ مُزوَّرة ورشاوى وابتزاز وغواية جنسية وجرائم اغتيال ) فهذه الشركات الاحتكارية الامريكية الكبرى العابرة للحدود والتي تمثل دولا عميقة داخل الدول وحكومات ظل دولية مستترة تقبع خلف الحكومات المحلية الظاهرة لتتلاعب بالعملات والاقتصادات وتنهب الثروات وتدير الانقلابات وتؤجج الثورات وتحيك المؤامرات !
شركة (بيكتل ) والتي كان (جورج شولتز) قد شعل منصب المدير التنفيذي لها دور كبير في غزو بنما وقبلها اغتيال الرئيس البنمي (عمر توريخوس ) بعد رفضه شق بيكتل الامريكية لقناة جديدة في بنما ليمنح عقدها الى شركات يايانية / بدلا منها اعقبها غزو بنما وقتل 2000 شخص وتدمير مركز الاستخبارات البنمية لما يضمه من وثائق وصور وملفات وفضائح تدين بوش الابن وشولتز وغيرهم من الساسة الاميركان ،اما الحرب على العراق 2003 فقد وصفت بأنها (حرب هاليبرتون) وكان (ديك تشيني) مديرا تنفيذيا لهاليبرتون بين 1995 – 2000 قبل أن يصبح نائبا للرئيس الاميركي جورج بوش بين 2001 / 2009 وسبق له ان شغل منصب وزير الدفاع بين 1989 – 1993 وأدار الغزو الأمريكي لپنما عام 1989 وعملية عاصفة الصحراء عام 1991 وقد انخرطت الشركة مع الجيش الامريكي بعد أن فازت بمناقصة إطفاء 320 بئرا نفطيا في الكويت عام 1991 لتحصل بعد غزو العراق 2003 على عقد تجهيز القوات الأميركية بـ 42 ألف وجبة غذاء يومية وعقد الاستيلاء على صناعة النفط العراقية ، اما شركة شيفرون الامريكية العاملة في مجال الطاقة ولها فروع في 180 دولة فهذه متورطة بفضـائح النفط مقابل الغذاء والاسهام بتلويث بيئة الإكوادور وإلقاء مخلفات سامة و تلويث البيئة ولاسيما في الامازون ودفع رشاوى لمسؤولين في غينيا الإستوائية وبورما ودعمها لضربات عسكرية في النيجر وقتل المتظاهرين في نيجيريا اما شركة مونسانتو احدى الشركات المساهمة بصناعة القنبلة الذرية فقد تحولت الى انتاج البذور الزراعية العقيمة الثمار المعدلة وراثيا كذلك المبيدات الحشرية وقد تورطت الشركة بإنتاج (العامل البرتقالي) الذي استخدمته الولايات المتحدة لتدمير الغابات والمحاصيل الزراعية في فيتنام ما اسفر عن اصابة 3 ملايين شخص بمادة الديوكسين السامة اضافة الى تشوّهات خلقية اصابت 500 ألف طفل كما ان الشركة تقف وراء ظهور مرض جنون البقر وانواع السرطانات حول العالم حتى لقبت بـ شيطان الزراعة ” بحسب منظمة افاز التي تضم 70 مليون عضوا في 194 دولة وقد جمعت المنظمة ملايين التواقيع لحظر عمل مونسانتو ومقاضاتها حول العالم .

اودعناكم اغاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى