مجتمع

حكاية مردود لقواط مردود الأغواط ” البركوكس ” الأكلة الشعبية والدعاية

حكاية مردود لقواط مردود الأغواط ” البركوكس ” مردود الأغواط بين الأكلة الشعبية والدعاية

يعد المردود (البركوكس) من الاكلات الشعبية التي عرف بها الأغواط وارتبط المردود بها لحد أنه أصبح الناس يقولون مردود الأغواط، وفيهم من يخشاه خوفا من السحر والشعوذة إلا أنه في الواقع لا أساس لهذه الدعاية من صحة، والقصة الواقعية ترتبط بحيلة احتالها أحد القادة في الحقبة الاستعمارية عندما ارادوا عزله لوشاية بلغت السلطات الاستعمارية آنذاك ولما قدمت إليه لجنة تفتيش رفيعة المستوى أعد للعسكريين وجبة مفتخرة تنوعت فيها اللحوم والأطباق في قاعة فسيحة وأعد لرئيس اللجنة جفنة من المردود توسطت غرفة صغيرة فسأل القائد ما هذه قال إنه المردود نقدمه للأشخاص المقربين الذين نعدهم من الأسرة يكون لزاما علينا أن نفي لهم ولا نخدعهم ولا نحتال عليهم وكان حول الجفنة الموضوعة على البساط من غير مائدة رئيس اللجنة والقائد (صاحب الدار) وأولاده، والدليل أن القصعة يأكل منها سوى أهل الدار أنا وأولادي وأنت لأنك صرت من أهل الدار، وقد أضيف لهذه الأكلة السمن البلدي المعروف بـ”العكة” وهو السمن الذي مضى عن تخزينه أكثر من سنة، كان قد تغير لونه من الأبيض المصفر قليلا إلى اللون البني الباهت، وكان عبارة عن كرات لم يكن يعرف رئيس اللجنة ما هي فأخبروه أنها “العكه” ولما تناول وجبة الغداء وارتاح أصدر قرارا بترقية القائد من قائد محلي إلى قائد جهوي، ولما عاد رئيس اللجنة إلى مركز القياده أخبرهم بوجبة غداء تناولها عند قائد الأغواط وراح يصفها لهم لكنه نسي كلمة “العكه” فقال أنها وجبة معتبرة كاملة فيها كثير من المواد ومنها الفول والفلفل والكليله وكثير من الأعشاب وشيء لذيذ يشبه رأس القط ومنها أصبح يطلق على المردود ويخفون أن يكون برأس القط ..

“المردود” أي البركوكس، هذه الأكلة الشعبية التي تختلف عن الكسكس من حيث حجم الحبات وتخلط بأنواع من الأعشاب الطبية البرية المعروفة “بدواء المرور” ومختلف أنواع البهارات والتوابل إضافة إلى الهرماس والكليلة والفول والفلفل الحار إضافة إلى شرائح اللحم وكثير من المواد المجففة الأخرى التي تدخل في تحضير هذه الأكلة..

سكان الأغواط الاصليين يعرفون المعنى الحقيقي لهذه الاكلة الشعبية التي ارتبطت عند العائلات الأغواط بـ “المعروف”، تصنعها العائلات في الأحياء الشعبية وتوضع الجفان في أمام باب الدار ويلتف حولها كل عابر وكل قريب والجيران لكن هذه العادة الحميدة في طريقها للزوال بسبب انقال العائلات الأغواطية إلى العمارات والأحياء الراقية وسكان العمارات المختلطة يخافون السحر والشعوذه التي ترتبط بالقصة التي لا أساس لها من الصحة…غانم ص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى