تعاليقرأي

لن أتوقّف.. سأستمرّ في هذا الدّرب الطّويل.

رشيد مصباح (فوزي)

**

لا أستطيع الإلمام بكلّ شيء في هذه الصفحة، برغم حاجتي لذلك، أشياء غريبة تحدث لي، تحرجني، تختلج في صدري، تعكّر صفوة حياتي… لا أجد جوابا مقنعا لها، بعض الأسئلة صارت لا تبرحني، ولا أنا أستطيع التخلّص من كابوسها المزعج.

هل قلتُ كابوس؟

الكابوس في الغرب الجزائري يعني الكُولت؛ (كولت) اسم مخترع المسدّس؟ لا أقصد به المسدّس، السّلاح الناري. بل “الجاثوم” اللّعين, بينما “كبس” في اللّغة تعني: دلَك وليّن باليد؟

و في بعض المراجع الأخرى، كبس الزِّرَّ: بمعنى ضغط عليه؟ا

يقال إنّ الكلمة ذات أصول جزائرية ومغاربية؟ا

عجبا لأمر هذه اللّغة كيف استطاعت التأقلم على الرّغم من كلّ التقلّبات؟ا

لاعلينا، اعتبروها زلّة لسان فحسب.

لا أستطيع التوقّف عن هذا المسلك؛ الدّرب لطّويل؛ بالنسبة لي، الكتابة هي “الاكسجين”، الذي أتنفّسه, وأمّا اللّغة فهي “الماچما” بعينها.

شهيق وزفير.

ليتني لم أولد.. ليتني كنتُ نكرة.. ليتني لم أكن اسما.. لم أكن نسلا.. لم أكن شيئا.. ولا حتّى ترابا.

أتساءل دوما عن السبب:

من السّبب؟؟

الله يجازي من كان السبب، من وراء كل ما حصل ويحصل لي.

وكثيرا ما أحمّل نفسي المسئولية، لكنّي بعد “التّفكير”؛ (آسف) أكره الكذب. هل قلتُ التفكير؟ لو فكّرتُ يوما، أو استخدمتُ عقلي حتّى، ما وصل الأمر بي إلى هذا الحد. أستسمحكم؛ لا أقصد الاساءة لعقولكم.

أتراجع، فألتمس لذاتي كل الأعذار، لم أرشد، على الرّغم من كوني أحمل اسم (رشيد). الرّشد لا يقاس بعدد سنوات العمر، فقد “تجد في النّهر ما لا تجد في البحر”. المسألة في النهاية: تربية(1)، وعلم(2)، وأخلاق(3). أُثْفِيَّةٌ: الرّمي بإحداهن يعتبر رمي بالشرّ كلّه. فما بال من رمى بهن كلّهن؟ا

أنا: قذفتُ بهنّ في مهوى الريّاح.

أفرّ من سجن الحاضر إلى رحاب الماضي؛ ففي الماضي أجد حريّتي وراحة بالي. المستقبل يشوّش على الذّهن؛ بما يحمله من توجّسات.

أسئلة كبيرة.. و كثيرة.. ومعقّدة.. ومتشعّبة.. ومتنوّعة.

أجد في فكرة الموت بعض الرّاحة، على الرّغم من التّهويل الذي يبديه المشايخ؛ المتشبّثين بحطام الدنيا في هذه الأيّام. حسن ظنّي بالله سيجنّبني الكثير. ثمّ: من شهد عذاب القبر فليأتنا بيقين؟ا بعض منهم ـ هؤلاء المشايخ ـ يقولون: “مجرّد تمنّي الموت كفر بواح”. والله يقول: [فمتنّوا الموتَ إن كنتم صادقين].

من عسانا نصدّق؟

والمربّون يقولون إن مجرّد التفكير فيه ــ الموت ــ جناية. ولو كان في الموت حلّ لما كان للحياة من معنى.

أتوق إلى سماع الأخبار؛ عن حرب آخر الزّمان”هرمجدون”، ونهاية العالم.. عن أشراط السّاعة الكبرى، وما تحمله من أهوال.. إنّه الهروب إلى الأمام؟

بتُّ أكره الحاضر، بما فيه من إيجابيات. لكن إيجابيّاته لا تستطيع الصّمود أمام عواصف المستقبل. وأمّا الماضي فهو كالعجينة أو الكعكة بالنّسبة لي، أصنع بها ما أريد وأهوى.

يقول المربّون إنّ للذّاكرة مقامات، وتقلّبات، وأحوال؛ وهل يعقل إن يكون كل شيء في الماضي جميلا؟ أتنفّس الصُّعَداء، شيئا فشيئا:

لن أتوقف عن الكتابة, سأستمر في هذا الدرب الطّويل.

أكتب.. وأكتب.. وأكتب… إلى أن أتخلّص من صهارة “الماچما” التي تحرق جوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى