قانون وعلوم سياسيةقانون وعلوم سياسية و إدارية

المحاماة ليست طريقاً للحب!

ذات مساء وكعادته في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عبر جهاز محمول ، وردته رسالة عبر تطبيق الماسنجر من اسم مستعار فيها استفسار عن قضية قانونية ، واثناء حواره واستفهامه عن بعض تفاصيلها توّصل من خلال حدسه الى معرفة شخصية المرسل ، خاصة ان وقائع قضية الشخص المستعار تتشابه مع وقائع قضية كان وكيل فيها قبل اشهر قليلة ، إذ كان وكيلاً لزوج على خلاف مع زوجته وشاهد هذه الزوجة اثناء جلسات المرافعات وقد كانت اية من الجمال بل انها لوحة تفنن فيها الخالق ولم يدع فيها مكانا للقبح ابدا، وكان زوجها موكل هذا المحامي المُبتلى ، مثال للتهتك والوضاعة ، محتسٍ للخمر طوال الوقت ،  ومجرد ان اكمل الاسم المستعار اسئلته قال لها المحامي أنتِ نجاة ؟

فأجابته برسائل مرتبكة ، كيف عرفت ؟

قال لها الحظ ام النصيب ام الحدس لا ادري ؟

والحقيقة انه رآها قبل ايام من رسائلها في احدى الدوائر بكامل اناقتها وفقد اتزانه بسبب طلتها ، فأشبعها نظراً وتابعتها عينيه حيثما تنقلت وراحت ، وكم تمنى ان تكون هي موكلته فيحظى بالحديث معها عن قرب وينعم برؤية هذا الضوء الخارق وقت اطول مما لو لمظ امام عينيه صدفة ! واذا بحلمه يتحقق و تأتيه على طبق من طبقات التواصل الاجتماعي تستعين به وتستفسر منه ، انها الصدف وما اجملها ، حتى زاد تواصلهما واصبح وكيلاً عنها تاركاً وكالته السابقة عن زوجها لا سيما وان القانون منعه من ذلك في نفس الدعوى اما في دعاوى اخرى فلا تثريب عليه في ذلك ، و بمرور الوقت قويت علاقتهما و استمر تواصلهما وظن هذا المحامي المسكين ان نجاة حبيبته وانها المرأة المثالية التي لن يجد مثلها ابدا ، وبذل ما بذل من جهود واعمال في سبيلها و لم يتعامل معها كموكلة فيأخذ منها الاتعاب الحقيقية التي يتقاضاها المحامين عن هكذا دعاوى رعاية لحبه واعجابه بها ، وحينما انتهت الاعمال التي تكفل بها و تخلصت من زوجها الذي كان كابوسا تعيشه ، تحللت من التزامها مع المحامي و بدأت تقلل من تواصلها معه ، حتى غيرت موقعها وارقامها و حينما يتصادفا في مكان تتصرف وكأنها لا تعرفه ، بل نهرته اكثر من مرة وقالت له صراحة ماذا تريد مني كنت موكلة لك في قضية وانتهت ارجو ان تفهم ذلك ، في الوقت الذي بادلته الحب والمشاعر وكل شيء سابقا ! انها حيلة المرأة حينما تريد ان تحقق نصرها بأسلحتها الهادئة ! وقتها علم هذا المحامي المسكين ان المحاماة لا يمكن ان تكون مكانا او طريقا للحب ، وانه يجب عليه ان يفهم و يُفهم غيره ذلك والا خسر وقته و جزء من اتعابه على سراب لا وجود له !

وليد عبدالحسين جبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى