أخبارتعاليقرأي

المأسورون بأغلال الماضي

لكل إنسان ماض يعيشه بحلوه ومرّه ، وكان لي مثل غيري ماض يشع بالحركة والنشاط ، عشت مناسبته السّياسيّة مشاركا في تأطير حملاتها ، الظريف في المقال التقيت بأحد الشّعراء تجاذبنا أطراف الحديث حول حياتنا الثقافية ، وأظنه لم يقرأ لي حرفا ، فبادرني بقوله ، وهل كتابتك سياسية ؟!
تعقد لساني، فالرجل ما زال يقرأ الماضي الذي عشته ، ولا أعيب ذلك الزمن ، فهو جزء من حلقات حياتي .

فقلت للشاعر ، أسرتني رسائل الجاحظ ، ودرر بن المقفع ، وإصلاح الكواكبي ، وروائع أحمد مطر، وحركية سيد قطب ، ونظارات المنفلوطي ، وحكم المعري ، وفكر مالك بن نبي ، وفلسفة أقبال ، وآثار الإبراهيمي ، وأشعار العشماوي وغيرهم كثير .
على المثقف أن يكون واسع المدارك ، واسع الاطلاع ، بعيد عن عقدة التصنيف .

قلت في حوصلة الفضفضة ، إذا حرمنا الساحة الفنية والثقافية من التنوع واختلاف الطبوع ، فإننا سنعيش الجفاف الثقافي ، وسنعيش الانغلاق والتعصب المذموم ، فالمثقف أحسبه رجل يحبّ السّياحة ، يحب الغوص في الأعماق ليرى الجمال المخفي .

أقول : إذا ضاقت أحلام المثقفين باحتكار السّاحة ، فإن السّاحة تسع الجميع ..

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى