تعاليقرأي

الفساد والنسبية

صبحى إبراهيم مقار الفساد والنسبية

في البداية لازم نعرف إن التدين الشكلي والظاهري بيعتبر السبب الرئيسي لوجود وتوغل وانتشار مظاهر الفساد في أي مجال من مجالات العمل والحياة.
وبالتأمل في ماهية التدين الشكلي والظاهري، نقدر نوصل لحقيقة هامة تعتبر أصدق وصف لكل الناس اللي بزيها وأقوالها وملامحها بتصدر طول الوقت لكل اللي حواليها إنها بتاعت ربنا وبتحب العدالة وبتكره الفساد وفي نفس الوقت عمرها ما دافعت عن أي حد اتظلم طالما مش من أتباعهم أو من صبيانهم وحبايبهم.
ووفقاً لآراء واعتقاد وفهم وتصرفات ووجهة نظر دعاة ورعاة التدين الشكلي والظاهري بالنسبة للفساد “منظومة الفساد والظلم والتجاوزات والتحيز وعدم المساواة وسرقة حقوق ومكتسبات الآخرين بتبقى حرام ومنكر وإثم وذنب وخطية ومعصية وحرام لو كانوا مش مستفيدين من وجودها لكن بتبقى حلال حلال حلال لو كانوا هما وحبايبهم وحبايب حبايبهم مستفيدين من هذا الفساد وذلك الظلم وتلك التجاوزااات.
ولتوضيح الفكرة أكثر والهدف والنتيجة المراد إبرازها، أقدم هذا السؤال التوضيحي:
هل تقبل كإنسان عاقل ونزيه تحترم حقوق المواطنة والعدالة بوجود ملياردير معين في صناعة أو تجارة معينة مدعوم من الجميع مؤسسياً ومالياً وترويجياً ومعنوياً على حساب تضرر باقي الصناع والتجار اللي عايشين دايماً في دوامة العجز والأزمات والتهميش بهدف تصفية أعمال المتميزين منهم ليبقوا دائماً صغاراً أمام هذا الملياردير المدلل من الجميع؟
طبعاً هتقول لأ وهذا حرام حرام حرام وغير مقبول من الناحية الشرعية والقانونية والإنسانية.
متفقين لحد هنا هنقول طبعاً متفقين، والسؤال الأكثر إيضاحاً وجرأة هنا لي بنغير مبادئنا وبنقبل الظلم والفساد والتحيز والتمييز ضد الآخرين لو فيه استفادة شخصية مباشرة لينا في هذا المجال أو في باقي المجالات الأخرى زي الأدب والفن والرياضة والإعلام عشان فيه استفادة للشخص أو النادي أو الجماعة أو الفئة اللي ببننتمي إليهم وبنحبهم وبنشجعهم على حساب ظلم وتضرر وظلم باقي المواطنين اللي أكيد أكيد أكيد هيتغير رأينا واعتقادنا تماماً في حالة لتعرضنا لنفس الظلم والتمييز وسرقة حقوقنا.
لو فهمت عزيزي القارئ المحترم اللي أنا بقصده ونفذته على نفسك الأول قبل ما تطالب غيرك بتنفيذه مش هيبقى عندنا أي ظلم ولا فساد ولا تحيز ولا تمييز ولا تعصب لأي شيء غير عادل وغير منصف وغير قانوني في بلدنا ووطننا الغالي الحبيب مصرنا العزيزة.
وفي النهاية، يجب التنويه إلى أن ما سبق توضيحه يعتبر وجهة نظر شخصية قائمة على تحقيق معايير العدالة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد ومخالفة طبعاً لأي حد بيحكم على نفس الأمور بمعايير تانية وبيشخصن الأمور وذمته واسعة بتتمدد وتنكمش حسب نوع المصلحة ودرجة الاستفادة وحب الشماتة وكراهية الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى