العقيدة العسكرية الجديدة لروسيا

جورج حداد

 
في العرض العسكري الذي جرى في “الساحة الحمراء” في موسكو بمناسبة اليوبيل الـ70 للنصر على الفاشية، انتبه  المراقبون ليس فقط لضخامة  ودقة تنظيمه، بل بالاخص بنوعية الأسلحة والقوات التي عرضت فيه، والتي برز فيها بشكل مميز الطابع الهجومي بالنسبة للأسلحة على اختلافها، وتسليط الضوء على الكليات الحربية والمعاهد العسكرية بالنسبة للوحدات المشاركة في العرض. وتتابع الصحافة الروسية نشر التحقيقات والابحاث حول الأسلحة الروسية الجديدة.
العقيدة العسكرية الجديدة:
ويرتبط ذلك، حسبما يرى بعض المراقبين، بالتغيير الذي طرأ على العقيدة العسكرية للجيش الروسي، كما طرحتها القيادة الروسية في نهاية السنة الماضية، والتي تقوم على المبادئ التالية:
أ ـ الدفاع الهجومي عن كل شبر من الأرض الروسية، واعتبار الامن القومي الروسي فوق كل اعتبار.
ب ـ اعتماد السلاح الصاروخي ـ النووي بوصفه العامل الرئيسي في الستراتيجية العسكرية الروسية.
ج ـ عدم انتظار تلقي الضربة الأولى، بل ان تكون الضربة الأولى لروسيا دون ان تكون هي المعتدية.
د ـ ان تكون الضربة الروسية الأولى ضربة ساحقة تماما، ضد أي مصدر كان للعدوان.
هـ ـ إمكانية خوض عدة حروب وسحق مصادر العدوان في وقت واحد في البحر والبر والجو والفضاء الكوني.
و ـ تحقيق التفوق النوعي الكاسح للجيش الروسي في كل الميادين، وفي جميع أنواع الأسلحة في المواجهات والحروب المحدودة والإقليمية.
ز ـ دعم الأصدقاء والحلفاء والشعوب والبلدان المناضلة لاجل حقوقها المشروعة، بأحدث الأسلحة، دون التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ودون التخلي عن التفوق الدائم، التسليحي ـ العسكري الروسي، على جميع جيوش العالم.
ح ـ اعتماد قاعدة “نصادق تماما كل من يصادقنا، وندمر ونسحق تماما كل من يعادينا”.
برنامج “20ـ20” لتطوير وتحديث الجيش:
ويجري التجسيد العملاني للعقيدة العسكرية الجديدة من خلال البرنامج الذي اطلقه الرئيس بوتين بعد انتخابه للرئاسة مرة جديدة في انتخابات سنة 2012، ويعرف هذا البرنامج باسم “20-20” ويفترض نظريا ان ينتهي سنة 2020، وهو برنامج للتجديد والتطوير والتحديث الشامل للجيش الروسي بكل أسلحته، كي يصبح جيشا محترفا، مؤللا ـ صاروخيا ـ الكترونيا بالكامل، قادرا على خوض الحرب المظفرة على الطريقة الكلاسيكية وفي الوقت ذاته خوض حرب الكترونية ـ صاروخية ـ نووية شاملة على طريقة ما يسمى “حرب النجوم” على مدار الكرة الأرضية وجوها والفضاء الكوني المحيط بها، والانتصار الساحق في هذه الحرب.
ويعتبر تنفيذ هذا البرنامج بمثابة ولادة جديدة للجيش الروسي، كجيش من طراز جديد تماما. اما الجيش التقليدي القديم ـ الحالي، الذي سينبثق منه الجيش المحترف الجديد، والذي ينبني قوامه على “خدمة العلم” التي هي واجب وطني، فسيتحول الى نوع من “الجيش الشعبي المحلي الاحتياطي” للدفاع الذاتي، دون أي انتقاص من قدراته القتالية، بل وبزيادة هذه القدرات.
وستتولى تنفيذ هذا البرنامج مؤسسات الأبحاث والاكتشافات الجديدة والاختبارات العلمية، والمعاهد والكليات العسكرية الطليعية، ووزارة الدفاع والهيئات القيادية العسكرية، التي ستوضع في تصرفها جميع بنى ومؤسسات المجمع الصناعي ـ الحربي الروسي، وكل ما يحتاجه المجمع من إمكانيات الاقتصاد الروسي. وكل من يقف في وجه تحقيق هذا البرنامج الوطني المصيري لروسيا، سيكون مصيره التهميش، او النفي “الاختياري” الى إسرائيل وغيرها، او السجن، او الموت على يد “مجهول”.
جيش من العلماء ـ المقاتلين والمقاتلين ـ العلماء:
وهذا يعني ـ بكلمات أخرى ـ ان الجيش الروسي الجديد سيكون جيشا من المخترعين، والعلماء، ومهندسي الالكترونيات، والمهندسين في مختلف الفروع العلمية والصناعية، والخبراء والاختصاصيين، والستراتيجيين العسكريين، والضباط والمحاربين المتفوقين ذوي اللياقة والتدريب والثقافة العالية. وستوضع في تصرف هذا “الجيش فوق الكلاسيكي” لوحة الكترونية لكامل جغرافية الكرة الأرضية وجوها والفضاء الكوني المحيط بها، وانماط جديدة مطورة من الأسلحة الكلاسيكية وأنواع من الأسلحة المبتكرة التي قد تخطر او لا تخطر على بال احد.
الخلفية التاريخية والمعاصرة للعقيدة العسكرية الروسية الجديدة:
ولا يأتي طرح العقيدة العسكرية الجديدة، وتطوير وتشكيل الجيش الجديد لروسيا، كتعبير عن أي تبجح او حب ظهور سياسي وتمسك وتفرد بالسلطة من قبل القيادة الروسية الحالية، كما تتهمها المعارضة الموالية للغرب (التي تغرق كالذبابة في ثمالة فنجان)، بل هو نتيجة درس معمق للتجربة التاريخية لروسيا ولمجمل الاوضاع السياسية والستراتيجية الدولية الراهنة.
ونرى من الضروري ان نلقي نظرة على هذه العوامل، كي نفهم الحوافز التي تدفع القيادة الروسية، ومعها الغالبية الساحقة من الشعب الروسي الجبار، الى انتهاج الخط الستراتيجي العسكري الجديد، والنجاحات التي يتم تحقيقها على هذا الصعيد، والذي يجعل من روسيا التي يبلغ عدد سكانها اقل من نصف عدد سكان اميركا واقل من ذلك بكثير من عدد سكان أوروبا، تقف كالطود الشامخ في وجه سياسة التوسع والهيمنة الامبريالية الأميركية والصهيونية العالمية، الطود الذي ترتعد امامه فرائص كل ستراتيجيي الناتو وحلفائه في العالم بأسره.
التجربة المريرة للحرب العالمية الأولى وتبعاتها:
ـ1ـ عشية الحرب العالمية الأولى طرحت “الأممية الاشتراكية” (“الأممية الثانية”، التي يعتبر من اركان ورثتها الان: طوني بلير، وفرنسوا اولاند، وشيمون بيريز ووليد جنبلاط) شعار “الحرب على الحرب”، لمواجهة الحرب بين الضواري الاستعمارية لاعادة تقسيم العالم، التي كانت تلوح في الأفق، و”استبدال” الحرب الاستعمارية “بالثورة الاشتراكية” داخل كل بلد استعماري، كجزء من “الثورة العالمية” ضد الامبريالية والرأسمالية، السبب الرئيسي والدائم للحرب الاستعمارية.
ولكن الحزب الوحيد الذي طبق ذلك الشعار وقام بالثورة الاشتراكية الروسية الكبرى سنة 1917 واوقف مشاركة روسيا في الحرب واقام السلطة السوفياتية، هو الحزب “البلشفي” بقيادة لينين.
اما بقية أحزاب “الأممية الثانية” فقد خانت مبادءها الاشتراكية والاممية والوطنية الحقيقية، وصوتت على الميزانيات الحربية لدولها الاستعمارية، بحجة “الدفاع عن الوطن”.
وبعد إقامة السلطة السوفياتية في روسيا، تحالفت الدول الاستعمارية الأوروبية واميركا واليابان (التي كانت حتى الامس القريب تحارب بعضها بعضا)، وشنت حرب التدخل ضد روسيا السوفياتية، لدعم الجيوش القيصرية والاقطاعية والبرجوازية الروسية المعادية للسوفيات، ولتحقيق مطامعها الخاصة في استعمار روسيا. وكانت النتيجة ان سقط في روسيا ملايين الضحايا الإضافية، نتيجة المعارك وابادة المدنيين وتفشي الأوبئة، وتم تشريد وتهجير الملايين، وانتشرت مجاعة مريعة أودت بحياة الملايين أيضا، وبلغت حد ظهور الكانيبالية. واذا كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت في 1918، بالنسبة للبلدان الأخرى، فإنها فعليا استمرت في روسيا حتى سنة 1923. ولكن، وكما هي دائما في كل تاريخها المجيد، فإن روسيا الفقيرة، الجائعة، المدمرة والممزقة، انتصرت على الجيوش القيصرية والاقطاعية والبرجوازية الروسية المدعومة ماليا وتسليحيا ولوجستيا من قبل الغرب، وعلى جيوش الـ14 دولة اجنبية التي تحالفت لمهاجمة وافتراس روسيا، بقيادة وزير الحربية البريطانية حينذاك مجرم الحرب ونستون تشرشل (الذي صار فيما بعد، بالإضافة الى الأميركي روزفلت، “صديقين” للخائن ستالين بدلا من “صديقه” السابق هتلر).
وكانت النتيجة كما ذكرنا سقوط ملايين الضحايا الإضافية ووقوع دمار هائل، الامر الذي لم يحدث مثله في أي بلد اخر. ومن وجهة النظر هذه يمكن اعتبار روسيا اكثر البلدان تضررا، بشريا وماديا، في الحرب العالمية الأولى، بسبب كون الشعب الروسي هو الشعب الوحيد الذي استجاب لنداء “الأممية الاشتراكية” وثار على حكامه، وتحمل هو كل أصناف الويلات من اجل تجنيب شعوب العالم الاخرى ويلات الحرب العالمية.
تجربة الحرب العالمية الثانية وتلقي الضربة الأولى:
ـ2ـ وفي الحرب العالمية الثانية حدثت، بالنسبة لروسيا، “الكارثة الوطنية الكبرى” ذاتها. وان بشكل مختلف، في التفاصيل. فإن روسيا، التي لم تكن “ثقافتها العسكرية التاريخية” تقوم على العدوان، لم تكن تتهيأ للهجوم على المانيا النازية، حتى بعد بدء الحرب العالمية في الأول من أيلول 1939.
الا ان هذا لا يبرر ابدا ان الاتحاد السوفياتي (وقلبه روسيا) لم يكن مستعدا دفاعيا أيضا لمواجهة العدوان الهتلري. فقد كان نظام ستالين قد وقع مع المانيا النازية في 23 اب 1939 معاهدة عدم اعتداء وتقاسم نفوذ، وهي المعاهدة الخيانية التي تسمى “معاهدة مولوتوف ـ روبنتروب”. وواقعيا لعبت هذه الاتفاقية دور “إشارة الانطلاق” للحرب العالمية الثانية بعد أيام معدودة فقط، في 1 أيلول 1939، ومن ثم مهدت الطريق امام هتلر لمهاجمة الاتحاد السوفياتي. فقد استفاد هتلر من هذه المعاهدة لتحييد الاتحاد السوفياتي والاستيلاء على أوسع مساحة ممكنة من أوروبا واستخدام امكانياتها المالية والاقتصادية والصناعية والجغرافية، في التحضير لشن هجوم كاسح على الاتحاد السوفياتي ومحاولة تحطيمه نهائيا. وكان هذا هو الهدف الأساسي للحرب العالمية الثانية، اتي بدأها هتلر، وهو ما كانت اميركا تنتظره من خلف المحيط، مأخوذة بوهم إمكانية الاتفاق مع هتلر على تقاسم العالم، بعد تحقيق السيطرة التامة على روسيا، وهو ما لم يستطعه جميع طغاة العالم على مر التاريخ. والواقع ان اميركا لم تدخل الحرب الا في 7 كانون الأول 1941 (بعد الهجوم الياباني المفاجئ على قاعدة بيرل هاربر الأميركية)، أي تماما بعد ستة اشهر من بداية “الحرب الصاعقة” الهتلرية (عملية باربروسا) ضد الاتحاد السوفياتي في 22 حزيران 1941. والتفسير الأكثر منطقية لذلك هو ان اميركا كانت تتوقع ان يقوم هتلر بتحطيم روسيا، وبعد ذلك تجري بهدوء عملية تقاسم العالم “ثلاثيا” بين اميركا وألمانيا وبريطانيا، او “رباعيا” بالاشتراك مع اليابان.
وتجمع كل التحقيقات الموضوعية ان الاتحاد السوفياتي قد “فوجئ” بالهجوم الألماني المباغت، بدون اعلان حرب. وهذا في حين ان كل المعطيات كانت تشير الى الاستعدادات الألمانية لمهاجمة الاتحاد السوفياتي، وكانت معلومات المخابرات السوفياتية تنبئ بقرب الهجوم، بما في ذلك المعلومات التي أرسلها من طوكيو “بطل الاتحاد السوفياتي” الجاسوس الشهير، الألماني الأصل، ريتشارد زورغي، الذي تم إعدامه شنقا في طوكيو سنة 1944. ذلك أن الخائن الأكبر ستالين (القاتل المباشر للينين ومغتصب السلطة السوفياتية، الذي كان قد اتفق مع هتلر على تقاسم اوروبا) “لم يكن يصدق” ان “حليفه” و”صديقه” هتلر سيهاجم الاتحاد السوفياتي. وألقى ستالين في سلة المهملات بكل معلومات رجال المخابرات السوفياتية الابطال والشرفاء، وقام بإعدام اكثر من 35 الف ضابط صغير وكبير وجنرال ومارشال سوفياتيين من الذين كانوا يجهرون بالمطالبة بالاستعداد العسكري الفعلي للدفاع عن الأرض السوفياتية. وهكذا فكك الخائن ستالين مفاصل الجيش الأحمر عشية الهجوم الهتلري الغادر.
وكانت النتيجة ان تلقى الاتحاد السوفياتي الضربة الأولى بدون تحضير، مما جعله يتعرض لخسارة ملايين الشهداء والأسرى في الايام الأولى للحرب، وسقوط مساحات شاسعة في ايدي النازيين، ومحاصرة لينينغراد وستالينغراد ووصول بعض القوات الألمانية الى مسافة 18 كيلومترا فقط من موسكو ذاتها. ومن اجل النهوض من جديد ومقاومة العدوان النازي ودحره، تكبد الاتحاد السوفياتي (وقلبه روسيا) خسائر مادية لا توصف وخسائر بشرية بلغت اكثر من 26 مليون شهيد، وعشرات ملايين المهجرين، وملايين الجرحى والمعاقين والمفقودين والأسرى، مما لم يتحمل ولو جزءا يسيرا منه أي شعب اخر.
العداء الغربي المتأصل ضد روسيا:
ـ3ـ ورغم التضحيات الجسام التي تكبدها الشعب الروسي لإنقاذ أوروبا والعالم من النازية، فإن هذا لم يشفع له في تغيير نظرة العداء الغربي المتأصل ضد الشرق الروسي. بل بالعكس تماما: ان العداء الغربي لروسيا، بحجة الشيوعية وبدونها، قد ازداد. وحتى الان يجري التعامل مع روسيا (التي يعود لها الفضل الأول والاستثنائيللقضاء على النازية)، بعكس التعامل مع المانيا (التي ولدت فيها النازية):
ـ فألمانيا (“الغربية” أولا، عوملت معاملة فضلى، وكأنما يتم شكرها وتعويضها و”جبر خاطرها” عن “تضحياتها” في الحرب العالمية الثانية.
ـ اما روسيا فقد عوملت، ولا تزال تعامل، وكأنها ارتكبت جريمة ضد الإنسانية في قضائها على النازية.
والواقع انه اذا تجردنا عن البروباغندا الديماغوجية الكاذبة فهذه هي الحقيقة العارية: ان النازية هي مولود شرعي ليس لألمانيا فقط، بل ولاوروبا وأميركا ايضا، تماما وحرفيا مثلما ان إسرائيل اليوم هي مولود شرعي ليس لليهودية فقط، بل ولاوروبا وأميركا أيضا وبامتياز.
وبالتالي فإن الكتلة الغربية تعتبر ان النازية هي ظاهرة “حضارية” غربية، وان قضاء روسيا على النازية هو “همجية شرقية!”.
وأوروبا وأميركا كانتا تنتظران ان تقوم المانيا بسحق روسيا، ثم يبدأ “بازار” تقاسم الحصص بين اللصوص الاستعماريين في العالم، من برلين الى لندن الى باريس الى طوكيو الى واشنطن.
وهذا هو “سر” العداء الغربي ضد روسيا، التي قضت على النازية، فيما ان الغرب كان عمليا ينتظر العكس، اي ان تقضي النازية على روسيا!
الامبريالية الغربية هي فرع معاصر على اصل تاريخي
ويتوحب علينا ان نذكر هنا ما يلي:
أ ـ في القديم قامت “الحضارة الأوروبية” (في العصر “الذهبي” للنظام العبودي ثم الاقطاعي) بعد القضاء على قرطاجة، واستعمار واستعباد الشرق والشرقيين.
ب ـ وفي القرون الوسطى قامت “النهضة” و”الثورة الصناعية” في أوروبا وأميركا، بعد “اكتشاف” اميركا وابادة سكانها الأصليين واستعمار ارضها.
ج ـ وفي العصور الحديثة فإن جميع ارهاصات ما يسمى “الثورة ما بعد الصناعية” (حسب حذلقات بعض “الماركسيين الجدد” انصار “المثلية الجنسية”)، و”زوال الرأسمالية” في أوروبا وأميركا (حسب تخريفات فؤاد النمري وامثاله من الستالينيين، الذين تكشف ستالينيتهم اكثر مما تستر خيانتهم للماركسية)، ـ هذه الارهاصات انما تتركز على هدف ستراتيجي أساسي هو: تدمير الدولة الروسية (التي تمتلك اكثر من 40% من الثروات الباطنية في العالم) واستعمار ارضها، واستعباد (تشريد وبلترة) من يتبقى حيا من أهلها.
ولكن لسوء حظ جميع جهابذة الجيوستراتيجيا والبروباغندا والديماغوجيا الغربيين، ومعهم جميع اذنابهم وحلفائهم “الدمقراطيين” و”الشيوعيين” و”الإسلاميين”، المزيفين والخونة جملة وتفصيلا، فإن القيادة الروسية الحالية تدرك هذه الحقائق التاريخية والمعاصرة، وتعمل من ضمنها وبموجبها.
وهذا هو الأساس التاريخي، السوسيولوجي، الجيوستراتيجي، الاقتصادي، العسكري، التعبوي السياسي والتكنولوجي ـ العلمي، للعقيدة العسكرية الجديدة للجيش الروسي، والبرنامج المسمى “20،20” لتطوير وتحديث الجيش، وهو ما يتكيف بموجبه المجمع الصناعي ـ الحربي الروسي، الذي يقوده احد اقوى واذكى رجالات روسيا المعاصرة دميتريي روغوزين، جنبا الى جنب فلاديمير بوتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى